الفصل الأول
تعريف الرقية وشروطها
الرقى : جمعرقية وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفاتويسمونها العزائموهي على نوعين :
النوع الأول : ما كان خالياً من الشرك بأن يقرأ على المريض شيء من القرآن أو يُعوذ بأسماء اللهوصفاته فهذا مباح ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رقى وأمر بالرقية وأجازها ،فعن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ : كُنَّا نَرْقِيفِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ : كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ ؟فَقَالَ : " اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْفِيهِ شِرْكٌ "رواه مسلم .
قال السيوطي : وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عنداجتماع ثلاثة شروط :
@ أن تكونبكلام الله أو بأسماء الله وصفاته . @ وأن تكون باللسان العربي وما يعرف معناه .
@ وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها ، بل بتقدير اللهتعالى
قال ابن حجر في الفتح : ( قد أجمع العلماء علىجواز الرقى عند اجتماع هذه الشروط ) ( فتح الباري – 10 / 206 ) 0
قال شيخالإسلام ابن تيمية – رحمه الله - وأما معالجة المصروع بالرقى ، والتعويذات فهذا علىوجهين :
* أ - فإن كانت الرقى والتعاويذ مما يعرف معناه ومما يجوز في دينالإسلام أن يتكلم بها الرجل داعيا الله ذاكرا له ومخاطبا لخلقه ونحو ذلك - فإنهيجوز أن يرقى بها المصروع
ب – وإن كانفي ذلك كلمات محرمة مثل : أن يكون فيها شرك أو كانت مجهولة المعنى يحتمل أن يكونفيها كفر – فليس لأحد أن يرقى بها ولا يعزم ولا يقسم ، مجموع الفتاوى - 23 / 277 ) 0
* يقول الدكتور عمر الأشقر : ( والرقية ليستمقصورة على إنسان بعينه ، فإن المسلم يمكنه أن يرقي نفسه ، ويمكن أن يرقي غيره ،وأن يرقيه غيره ، ويمكن للرجل أن يرقي امرأته ، ويمكن للمرأة أن ترقي زوجها ، ولاشك أن صلاح الإنسان له أثر في النفع ، وكلما كان أكثر صلاحا كان أكثر نفعا ، لأنالله تعالى يقول : ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ) " سورةالمائدة – الآية 27 " ( عالم السحر والشعوذة – ص 204 )