(16)
الفوضوية في حياة الأبناء
حين تكون الأم قريبة من أبنائها في المنزل ينبغي أن يكون المنزل منضبطا ومنظفا- ليس التنظيم الشكلي فقط وهذا يعتني به كثير من الأمهات- لكن التنظيم المقصود عكس الفوضوية في الحياة، فتجد بعض البيوت أشبه بالفنادق، من أراد من أفراده النوم نام، ومن أراد الأكل أكل، ومن أراد الخروج خرج، دون مراعاة للوقت المناسب لكل تصرف وما ذاك إلا لعدم ارتباط الأسرة ببعضهما، وعدم تعويد أفرادها على الاجتماع والتآلف والمحبة، والحرص على الانضمام في مجموعة أسرية واحدة تضفي على حياة الأسرة طعما مميزا ونكهة خاصة تفقدها كثير من الأسر.
ففي بعض الأسر لا تجد ضابطا للعب الأطفال، ولا لمشاهدة الفيديو النافع، ولا لألعاب الكمبيوتر المفيدة وبرامجه النافعة وغير الضارة، فالفوضى تسود ربوع البيت ليل نهار فلا وقت للجد والحياة المثمرة، ولا وقت لحفظ القرآن أو استماع شريط نافع أو قراءة كتاب مفيد... والقصة الواقعية التالية تبين أثر الجدية التي غرسها الوالدان في حياة هذه الطفلة والتي تدل على أن الأطفال يدركون أهمية الوقت إذا عودوا على ذلك:
دار نقاش أسري حول موعد خروج تلك الطفلة التي تدرس في الصف الأول الابتدائي من المدرسة في أيام الدراسة الأولى ومتى سيحضر والدها إليها فما كان من تلك الطفلة إلا أن عرضت اقتراحها على أبيها وفيه حل لمشكلة ضياع وقته إذا حضر لأخذها من المدرسة حيث قالت: "إذا أردت أن تأتي لتأخذني من المدرسة فأحضر معك كتابا واجلس في السيارة للقراءة فيه حتى أخرج إليك " ...
وللأب أو الأم حرية التعليق على هذا الموقف من هذه الطفلة.
يتبع