عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-04-2010, 08:05 AM   #15
معلومات العضو
حرة الحرائر

افتراضي

(15)
الناشئة والنوافل

من شب على شيء شاب عليه- عبارة مألوفة ومسلم في حقيقتها- لذلك فعلي أن أعلم كمربي أو مربية بأني إذا عودت أبنائي على نافلة معينة منذ الصغر، فسوف يعتادون عليها وتكون سهلة ميسورة عليهم إذا كبروا.

وفي الأسطر التالية أسوق أمثلة من الواقع حول هذا الجانب:

أولاً: كان هناك أخوين اعتادا الذهاب مع أبيهما لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان، وكذلك صلاة التهجد آخر الليل وكانت أعمارهم ما بين التاسعة والحادية عشرة تقريبا، وكان يقابل عملهما هذا بالتشجيع والثناء من أبيهما وأمهما، وما أن انتهى رمضان حتى يأتي أحد هذين الولدين مقترحا على أخيه بقوله: "لقد كنا في رمضان نؤدي الوتر مع الإمام وبعد انتهاء رمضان دعنا نصلي الوتر قبل النوم".

ثانيا: امرأة تقول عن نفسها: " لقد عودنا أهلونا ونحن صغار على أداء النوافل فكنا نؤديها ولا ندرك فضلها، بعد ذلك أدركنا أثر والدينا وأصبحنا نؤديها عبادة لله سبحانه وتعالى.

ثالثا: كانت إحدى الأمهات تشجع طفلتها على صيام أيام البيض فكانت هذه الطفلة تصومها مع ما تحس به من الجوع وقد يبدو عليها التضايق أحيانا، ولكن هذه الأم إدراكا منها بأهمية غرس الفضيلة في نفس هذه الطفلة منذ الصغر كانت تشجع ابنتها وتذكر لها فضل مثل هذا الصيام ومن ذلك ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام " [متفق عليه]. ثم تأخذ ابنتها معها إلى المطبخ وتعد معها طعام الإفطار وتختار الأصناف التي ترغبها البنت وتحب تناولها وبالتدريج صار الصيام دأبها حين كبرت بفضل الله.

وفي مجال التشجيع على النافلة، والحرص عليها قد تجد الأم أو المربي ميلاً عند الابن أو البنت إلى عمل من الأعمال الصالحة دون غيره، كالميل إلى الصيام، والاستعداد له أو إلى الصدقة والحرص عليها، وهكذا فما دور المربي في مثل هذه الحال؟، إن الدور هنا يكون بتشجيع كل ابن أو بنت على العمل الذي ينساق إليه، وتطمع بفتح الله عليه في الأعمال الأخرى، وفضل الله واسع.

ومن الخطأ إذا رأى المربي ميل أحد الأبناء إلى عمل من الأعمال وتكاسل الآخرين عن ذلك العمل أن يفتر عن إعانة ذلك المقبل على العمل بسبب عدم اجتماع الأبناء عليه، بل من الواجب استغلال إقبال هذا الابن أو البنت، وقد يكون ذلك مدعاة لتشجع الباقين ولو بعد حين.
الناشئة وتنميه الميول

تذكر والدة إحدى الفتيات رغبة ابنتها أن تكون داعية إلى الله منذ أن كانت في المرحلة المتوسطة، وكانت تطلب من أهلها مساعدتها في تصوير بعض الأوراق العلمية والموضوعات التوجيهية لتقوم بتوزيعها، وكانت والدتها تشجعها وتعينها على ذلك، فنشأت هذه الفتاة داعية إلى الخير، فكانت مشعل نور وهداية وتوجيه في اجتماعات أسرتها وأقاربها حتى صار في اجتماعاتهم ثلاثة حلق لتحفيظ القرآن ومراجعته موزعة حسب الأعمار مع تخلل هذه الاجتماعات بعدد من الدروس والمسابقات، فما كانت هذه الثمار لتنمو إلا بفضل الله تعالى ثم بدعم وتوجيه من والدتها.

ومن هنا فإنه لابد منه العناية بجانب التشجيع وتنمية الميول والمواهب، فإذا لاحظنا في أحد الأبناء أو البنات نبوغا وقدرة على الحفظ فهي فرصة لتوجيهه لحلق العلم على يد المشائخ الفضلاء الموثوقين بعلمهم ومعتقدهم، مع التوجه إلى الله تعالى بالدعاء له بأن يوفقه الله إلى أن يكون عالما ربانيا ينفع الله به ويرفع بسببه راية الإسلام.

الناشئة ومجالس الذكر

تعتبر المحاضرات والدروس العلمية التي تلقى في مساجد البلد الذي تسكن فيه أيها المربي زادا إيمانيا وجرعات منشطة لك ولأبنائك.

ومع هذا فقد يخطئ كثير من الآباء والأمهات في الإعراض عن مثل هذه المجالس المباركة فتجده لا يعتني بالحضور إليها، وخاصة إذا كان الأب أو الأم عنده شيء من العلم قليلاً أو كثيرا، فتجده يقول: نعرف ماذا سيقال فيها.. وينسى أو يتناسى أولاده ومن يعول، وأنهم بحاجة لمثل هذه الدروس التي تناقش موضوعات هم بأمس الحاجة إليها في دينهم ودنياهم كموضوعات الصلاة، وحقوق الجار، وعلامات الساعة، وما إلى ذلك مما يبصر الأبناء ويزيدهم إيمانا وصلاحا بإذن الله، ثم لا ننس ما لهذه المجالس من أثر في ربط الأبناء بالأخيار، والتعرف عليهم عن قرب، ولذلك فحري بالأب والأم المسارعة إلى حضور مثل هذه المجالس بصحبة من يفقه من أبنائهم، فكما أنهما يحرصان على تغذيتهم بالطعام والشراب ورعايتهم صحيا، فلا ينبغي أن يغفلا أيضا هذا الجانب الروحي الهام.

يتبع
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة