مسائل متفرقة في العلاج بالقرآن
سأتناول في هذا المبحث مجموعة من المسائل التي لها علاقة بموضوعنا والتي يكثر تساؤل الناس حولها ، والحقيقة أن المسائل التي تثار حول موضوع العلاج بالقرآن والرقية الشرعية كثيرة لكنني اخترت أهمها ، ومن هذه المسائل ما يلي :
صفة الرقية وطرقها وتأثيرها في المرقي
صفة الرقية : صـفة الرقيـة أن يقرأ الراقي على محل الألم ، أو على يديه للمسح بهما ، أو فيماء ونحوه ، وينفث إثر القراءة نفثا خاليا من البزاق ، وإنما هو نفس معه بلل منالريق، قال النووي في الكلام على النفث في الرقية تبعا لعياض اختلف في التفث والتفل فقيل هما بمعنى ولا يكونان إلا بريق وقال أبو عبيد يشترط في التفل ريق يسير ولا يكون في التفث وقيل عكسه وسئلت عائشة عن التفث في الرقية فقالت كما ينفث آكل الزبيب لا ريق معه قال ولا اعتبار بما يخرج معه من بلة بغير قصد (1) .
والرقية لها طرق : 1- قراءة الرقية مع النفث . 2- القراءة بدونها . 3- خلط الريق بالتراب . 4- قراءة الرقية مع مسح موضع الألم .
تأثير الرقية في المرقي : يقول ابن القيم(2) :" تعتمد الرقية على أمرين، أمرمن عند المعالج وأمر من جهة المصروع فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدقتوجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبادئها والتعوذ الصحيح الذي تواطأ عليه القلب واللسان،والثاني من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا حتى أن بعض المعالجين منيكتفي بقوله ( اخرج منه ) أو يقول ( بسم الله ) أو يقول ( لاحول ولا قوة إلا بالله)،ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول: ( أخرج عدو الله أنا رسول الله) (3)"، ويقول في الطب النبوي: “ومن أنفع علاجات السحر الأدوية الإلهية، بل هي أدويتهالنافعة بالذات، فإنه من تأثيرات الأرواح الخبيثة السفلية، ودفع تأثيرها يكون بمايعارضها ويقاومها من الأذكار والآيات والدعوات التي تبطل فعلها وتأثيرها، وكلماكانت أقوى وأشد، كانت أبلغ في النشرة، وذلك بمنزلة التقاء جيشين مع كل واحد منهماعدته وسلاحه، فأيهما غلب الآخر قهره وكان الحكم له، فالقلب اذا كان ممتلئا منالله مغمورا بذكره، وله من التوجهات والدعوات والأذكار والتعوذات ورد لا يخل بهيطابق فيه قلبه لسانه، كان هذا أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر له، ومن أعظمالعلاجات له بعد ما يصيبه" (1).
(1) فتح الباري : 12/371 .
(2) زاد المعاد : 4/67 ، الآداب الشرعية : 2/341 .
(3) سبق تخريج الحديث .
(1) الطب النبوي : ص 100 .