أما حديث فيه السبعين لا يسترقون ولا يكتوون، فهذا من باب الفضل، عدم الاسترقاء أمر أفضلي، وعدم الكي أفضل، وإلا لا بأس أن يسترقي ولا بأس أن يكتوي، النبي كوى وكوي واسترقى، أمر عائشة أن تسترقي، وأمر أم [...] أن تسترقي؛ بل ترك الاسترقاء من باب الفضيلة من باب ترك سؤال الناس، وإذا استرقى للحاجة أو كوى للحاجة فلا بأس.
ولهذا قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ «الشفاء في ثلاثة: كية نار أو شرطة محجم أو شربة عسل وما أحب أن أكتوي» وفي لفظ آخر «وأنهى أمتي عن الكي»، فالكي آخر الطب، عند الحاجة إليه لا بأس به.
وأما رواية (لا يرقون) فهي رواية شاذة غير صحيحة، وإنما المحفوظ (لا يسترقون) أما كونه يرقي هذا من مشروعية نفعه لأخيه، كما في الحديث «مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ» كونه ينفع أخاه ويرقيه هذا أمر مشروع ومأجور؛ لكن مع تحري الرقية الشرعية والحذر مما حرمه الله من الرقية في الجاهلية.
نسأل الله أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
ونسأل الله أن يمنحنا وإياكم الفقه في الدين.
ونسأل الله أن يضاعف الأجر لفضيلة الشيخ صالح عما بذل وعما وضح وبين.
ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الهداة المهتدين إنه سميع قريب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أصحابه وأتباعه بإحسان.
¹
أعدّ هذه المادة: سالم الجزائري.