عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 18-03-2010, 01:31 PM   #12
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

تعليق سماحة شيخ الجميع العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
قد سمعنا جميعا هذه المحاضرة القيمة التي تفضَّل بها صاحب الفضيلة الشيخ: صالح بن عبد العزيز بن إبراهيم آل الشيخ جزاه الله خيرا وضاعف مثوبته.
وهي محاضرة قيمة في موضوع جدير بالعناية.
وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يضاعف له المثوبة، وأن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يمنح الجميع الفقه في الدين.
ووصيتي للجميع العمل بما سمعتم من التوجيهات والفائدة من جهة الرقية، كثير من الراقين ليس عندهم البصيرة في الرقية، وكثير منهم يحدث منهم ما لا ينبغي، وينبغي للمؤمن أن يتوخى إذا أراد الرقية يتوخى المعروفين بالخير والمعروفين بالاستقامة المعروفين بالعلم، حتى لا يقع فيما يخالف الشرع.
وقد سمعتم ما جاء في الحديث يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ بَأْسَ بِالرّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكاً»، ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لا رقية إلا من عين أو حمة»، والعين عين العائن، والحمة سم ذوات السموم؛ يعني أنها أولى من غيرها، وإلا فالرقية لكل شيء من الأمراض أو ما يعرض للإنسان من البلاء.
وقد رقى الصحابة رضي الله عنهم لديغا فعافاه الله، رقاه بعضهم بالفاتحة فعافاه الله، وقال لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أخبروه «أصبتم» صوبهم ولم يعنف عليهم، وأخذوا جعلا من أصحاب المريض، ورقاه بالفاتحة.
فالمقصود أن الرقية أمرها لا بأس به، وهي رقية شرعية كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ بَأْسَ بِالرّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكاً» وكان يرقي، قد رقى ورقي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ. وكان الصحابة يرقون.
والرقية تكون بالقرآن، وتكون بما جاء في الأحاديث، وتكون بالأدعية الطيبة المباحة، المؤمن يتحرى لرقيته، ما جاءت به النصوص، ويتحرى ما يتعلم من الأدعية الطيبة يدعو بها للمرقي، ويتحرى الإخلاص في ذلك، ويعلم أن الله سبحانه هو الذي بيده الشفاء والعافية، وإنما الرقية سبب من الأسباب.
فعلى الراقي والمرقي الثقة بالله والتعلق بالله، والإيمان بأنه سبحانه هو بيده الضر والنفع والعطاء والمنع والشفاء والعافية، وتكون القلوب معلقة به سبحانه، ومطمئنة إليه يعلم الراقي والمرقي أن الشفاء بيد الله، فيعلق رجاءه بالله، ويسأل الله أن ينفع بالأسباب سواء الأسباب رقية أو كي أو علاج بأدوية أخرى، النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «عِبَادَ الله َتَدَاوَوْا وَلاَ تَتَدَاوَوْا بِحَرَامٍ»، فالتداوي والعلاج لا بأس به بالرقية وغيرها؛ لكن مع الثقة بالله والاعتماد على الله وألا يرقي إلا بما شرع الله وبما أباح الله، وأن لا يداوي غيره ولا تداوي إلا بما أباح الله، وأن يكون قلبه معلقا بالله وواثقا بأنه سبحانه هو الذي بيده الشفاء، وإنما هي أسباب، والشفاء بيد الله جل وعلا، والرقية كما سمعتم لها شروط ثلاثة:
الأول: أن تكون الرقية بالقرآن أو بما جاء في الأحاديث أو بالأدعية المباحة و الأشياء الواضحة المباحة، أما بأسماء مجهولة أو الأشياء المجهولة أو [بالشِّرج] أو بالتعلق على غير الله أو بالتوسل بالجن، كل هذا ممنوع، لابد من هذا الأمر، تكون الرقية بـأشياء واضحة من الآيات أو من الأحاديث أو أشياء واضحة مباحة لا بأس بها.
والثانية: لا تجوز الرقية بما يخالف الشرع أو بالأسماء المجهولة.
الثالثة: أن نعتقد أنها سبب وأن الشفاء بيد الله هو الذي يشفي جل وعلا، وإنما هي أسباب.
ومما ينبغي التنبيه عليه كما نبه عليه فضيلة الشيخ صالح: الحذر من سؤال الجن، والاعتماد على أقوالهم، يقول: هذا سحرته أخته أو أخت زوجته أو أمه أو فلانة أو فلان. كل هذا باطل، كل هذا كذب ولا يجوز الاعتماد على ذلك، ولا يجوز للراقي سؤالهم ولا الاعتماد على قولهم؛ لأن فيهم الكذاب وفيهم المجهول وفيهم الفاسق وفيهم الكافر، فلا يجوز الاعتماد عليهم ولا سؤالهم، وإنما يرقيه، وإذا كان به جن تكلم مع الجني وعظه وذكَّره وحذره من البقاء في الإنسي، وأنَّ هذا ظلم وأنه لا يجوز له والواجب عليه الخروج وأن يتق الله وإن كان مسلما أن يراقب الله ويحذر مغبة الظلم.
وأما أن يصدقه بأنه دخلت بسبب فلان وأن فلانة فعلت وفلانة فعلت أختك أو أمك أو زوجة أخيك أو جارك أو فلان، كل هذا يجب الحذر منه، وأن لا يصدق هؤلاء الكذابون من الجن.
ولكن الراقي يعضهم ويذكرهم ويأمرهم بالخروج وأنه وقع في الظلم، إذا كان مسلم يتقي الله ولا يظلم أخاه، وإن كان غير مسلم كذلك يجب الحذر من الظلم ولأن عاقبته وخيمة، فيذكره ويحذره من البقاء في المسلم، وأن هذا ظلم يجب الحذر منه.
وبكل حال الواجب على الراقون أن يتقوا الله وأن يراقبوا الله، وأن يرقوا بالآيات القرآنية والأدعية النبوية والأدعية المباحة، وأن يحذروا مما حرم الله من الأسباب المحرمة، وأن يحذروا الكذب، وتصديق الجن أو سؤالهم أو الاعتماد عليهم.
كل ذلك يجب الحذر منه، وأن يكون الراقي يعتمد على الله ويعلم أنه مسبب الأسباب وأن بيده الضر والنفع وأنه القادر على كل شيء جل وعلا.
ولهذا بين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إن الرقى والتمائم والتولة شرك» يعني الرقى المجهولة أو الرقى بغير شرع الله وبغير ما أباح الله، أو الرقى التي فيها التوسل بالشياطين والجن ونحو ذلك، إنما الرقى هي التي تكون بالقرآن العظيم والأدعية النبوية والأدعية المباحة، و(التِّولة) الصرف والعطف والسحر، و(التمائم) ما يعلق على الناس ما يعلق على الأولاد وغير الأولاد من الحروز كلها منكرة يجب الحذر منها.
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة