عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-03-2010, 08:54 PM   #14
معلومات العضو
حبيب ابو

New1


سـُــنة الاستنثار بعد القيام من النوم

حدثني ‏إبراهيم بن حمزة ‏‏قال حدثني ‏‏ابن أبي حازم ‏‏عن ‏‏يزيد ‏عن ‏محمد بن إبراهيم ‏عن ‏‏عيسى بن طلحة ‏‏عن ‏‏أبي هريرة ‏‏رضي الله عنه ‏
‏عن النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال ‏‏إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ ‏فليستنثر ‏‏ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه .صحيح البخاري

حديث أبي هريرة في الأمر بالاستنثار , وفيه ‏
" فإن الشيطان يبيت على خيشومه " ‏

والخيشوم
بفتح الخاء المعجمة وبسكون الياء التحتانية وضم المعجمة وسكون الواو هو الأنف , وقيل : المنخر , ‏
وقوله : " فليستنثر " أكثر فائدة من قوله : " فليستنشق " لأن الاستنثار يقع على الاستنشاق بغير عكس , فقد يستنشق ولا يستنثر , والاستنثار من تمام فائدة الاستنشاق , لأن حقيقة الاستنشاق جذب الماء بريح

الأنف إلى أقصاه والاستنثار إخراج ذلك الماء , والمقصود من الاستنشاق تنظيف داخل الأنف والاستنثار يخرج ذلك الوسخ مع الماء فهو من تمام الاستنشاق , وقيل : إن الاستنثار مأخوذ من النثرة وهي طرف الأنف ,

وقيل : الأنف نفسه , فعلى هذا فمن استنشق , فقد استنثر لأنه يصدق أنه تناول الماء بأنفه أو بطرف أنفه , وفيه نظر . ثم إن ظاهر الحديث أن هذا يقع لكل نائم ويحتمل أن يكون مخصوصا بمن لم يحترس من الشيطان
بشيء من الذكر , لحديث أبي هريرة المذكور قبل حديث سعد فإن فيه " فكانت له حرزا من الشيطان

" وكذلك آية الكرسي , وقد تقدم فيه " ولا يقربك شيطان " ويحتمل أن يكون المراد بنفي القرب هنا أنه لا يقرب من المكان الذي يوسوس فيه وهو القلب فيكون مبيته على الأنف ليتوصل منه إلى القلب إذا استيقظ , فمن استنثر منعه من التوصل إلى ما يقصد من الوسوسة , فحينئذ فالحديث متناول لكل مستيقظ .

ثم إن الاستنشاق من سنن الوضوء اتفاقا لكل من استيقظ أو كان مستيقظا , وقالت طائفة بوجوبه في الغسل وطائفة بوجوبه في الوضوء أيضا , وهل تتأدى السنة بمجرده بغير استنثار أم لا خلاف ؟ وهو محل بحث وتأمل . والذي يظهر أنها لا تتم إلا به لما تقدم . والله أعلم

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

فـ آمــآن الله






    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة