"°o.O.o( القدوس - جلَّ جلاله وتقدست أسماؤه - )o.O.o°"
المعنى اللغوي :
وله معنيان في اللغة :
الأول : أن (( القدوس )) فعول من القدس وهو الطهارة ، و(( القَدَس )) بالتحريك السطل بلغة أهل الحجاز ؛ لأنه يُتقدس منه : أي يُتطهر منه .
وقال تعالى : ** وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ** [ البقرة : 30 ].
قال الزجاج : معنى (( نقدس لك )) أي : نطهر أنفسنا لك .
ولهذا قال : (( بيت المقدس )) أي : البيت المطهر ، أو المكان الذي يُتَطهَّر به من الذنوب .
وقال الفراء : الأرض المقدسة الطاهرة ، وهي دمشق وفلسطين وبعض الأردن ، و(( روح القدس )) هو جبريل عليه السلام معناه روح الطهارة ، أي : خُلِقَ من الطهارة .
وقيل : لأنه ينزل بالقُدْس من الله ، أي : بما يُطَهِّر به نفوسنا وهو القرآن ، والحكمة ، والفيض الإلهي .
المعنى الثاني : أنَّ القدس : هي البركة ، والأرض المقدسة أي : المباركة ، وهو قول قتادة ، وإليه ذهب ابن الأعرابي .
ويقويه أن اللَّه تعالى قد بيَّن أن الأرض المقدسة مباركة ، وذلك في قوله تعالى : ** سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ** [ الإسراء : 1 ] ، وهي الأرض المقدسة.
(( والقُدُّوس )) على وزن : (( فعول )) بالضم من أبنية المبالغة.
الدليل الشرعي :
وقد ورد في القرآن والسُّنة ، أما في القرآن فقد جاء في موضعين :
الأول : في سورة الحشر في قوله تعالى : ** هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ** [ الحشر : 23 ] .
الثاني : في مطلع سورة الجمعة وهو قوله تعالى : ** يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ** [ الجمعة : 1 ] .
معنى الاسم في حق الله تعالى
قال ابن القيم : (( القدوس )) : المُنَزَّه من كل شر ونقص وعيب ، كما قال أهل التفسير هو الطاهر من كلِّ عيب ، المُنَزَّه عمَّا لا يليق به .
وقال ابن جرير في قوله تعالى : ** وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ** [ البقرة : 30 ]، {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ** : ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك بك ونصلي لك ، {وَنُقَدِّسُ لَكَ** : ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس وما أضاف إليك أهل الكفر بك )). اهـ .
وقال البيهقي : (( القدوس )) هو الطاهر من العيوب المنزه عن الأولاد والأنداد ، وهذه صفة يستحقها بذاته.
وقال الغزالي : هو المنزه عن كل وصف يدركه حسٌّ ، أو يتصوره خيال ، أو يسبق إليه وهم ، أو يختلج به ضمير ، أو يقضى به تفكير.
وقال ابن كثير في معنى القدوس : أي المنزه عن النقائص الموصوف بصفات الكمال .
وقال الألوسي : (( القدوس )) البليغ في النزاهة عما يوجب نقصانًا أو الذي له الكمال في كل وصف اختص به ، أو الذي لا يحد ولا يتصور .
وقال ابن القيم في النونية : هذا ومن أوصافه القدوس ذا الـ *** تنزيه بالتعظيم للرحمـن
ترقبوا معنا الموضوع القادم :
"°o.O.o. (( آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم )) .o.O.o°"
عسى أن ترق بها القلوبُ إلى خالقها ...
وتشتاق النفوس إلى بارئها ...