
،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( فراس ) ، وزادكم حرصاً على تتبع السنة وبيان الحق من الباطل ، لو تمعنت في حديث عائشة - رضي الله عنها - الذي أورده في ردكم الكريم :
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها )
( متفق عليه )
لعلمت بأن عائشة كانت تريد فعل ذلك - تمسح بيديها - ولكنها آثرت أن تفعل ذلك بيديه الشريفتين رجاء بركتها 0
وبالعموم أنقل لكم حديث أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - حيث قال : قال رسول الله
:
( تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته أو على يده فيسأله كيف هو وتمام تحيتكم بينكم المصافحة )
( ابن حجر العسقلاني - تخريج مشكاة المصابيح - 4 / 328 ، وقال في المقدمة : حسن - وقد ضعفه بعض أهل العلم )
قال الحافظ بن حجر في الفتح قال ابن بطال في وضع اليد على المريض : ( تأنيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما يبدوا له منه وربما رقاه بيده ومسح على ألمـه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحا )( فتح الباري - 10 / 126 ) 0
قال النووي : ( قولها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكـى منا إنسان مسحه بيمينه ، ثم قال " أذهب الباس " إلى آخره فيه استحباب مسح المريض باليمين ، والدعاء له ، ومعنى " لا يغادر سقما " أي لا يتـرك ، والسقم بضم السين وإسكان القاف ، وبفتحهما ، لغتان )( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 351 ) 0
سئل العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - رحمه الله - السؤال التالي :
شخص يقوم برقية من يأتيه بالرقى الشرعية الواردة عنه صلى الله عليه وسلم وبما جاء في صحيح الطيب الكلم لابن تيمية والوابل الصيب لابن القيم، ويأتيه بعض الناس ممن بهم أمراض عضوية كالسرطان والتقرحات وغيرها فيقوم بقراءة القرآن وبعض الرقى الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم وبعض الرقى المجربة الخالية من الشرك ، ثم يقوم من بعد التأكد من موضع الألم بالقراءة والنفث على يده اليمنى ومسح موضع الألم اقتداءً بعمله صلى الله عليه وسلم عندما كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول : ( اللهم رب الناس أذهب البأس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً ) .... أخرجه البخاري . ولأمره لعثمان بن أبي العاص رضي الله عنه عندما شكى له وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي يألمك من جسدك وقل : ( بسم الله ، ثلاث مرات ) وقل سبع مرات : ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) .....أخرجه مسلم .
فهل عمله هذا وهو وضع اليد على مكان الوجع جائز ؟ وهل يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم للصحابي : ( وضع يدك ) أن وضع اليد من أسباب الشفاء ، علما بأنه قد جرب ذلك كثيراً وشفى الله الكثير من الرجال والنساء ؟؟؟
الجواب : ( لا بأس بالرقية الشرعية على هذه الصفة فإن القرآن شفاء كما وصفه الله تعالى : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) ... سورة فصلت. ولا بأس أيضاً بوضع اليد على موضع الألم ومسحه بعد النفث عليه ، كما إنه يجوز القراءة ثم النفث بعدها على البدن كله وعلى موضع الألم للأحاديث المذكورة، والمسح هو أن ينفث على الجسد المتألم بعد الدعاء أو القراءة ثم يمر بيده على موضع الألم مراراً ؛ ففي ذلك شفاء وتأثير بإذن الله )( كتاب الفتاوى الذهبية في الرقية الشرعية - ص 17- 18 ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز أن يمس القارئ شيئا من جسد المرأة أثناء الرقية ، أو الكشف عن يديها أو صدرها للنفث ؟؟؟
فأجاب - حفظه الله - : ( لا مانع من استعمال الرقية على المرأة مع النفث والنفخ ، ولكن لا يحل لها أن تكشف شيئا من جسدها لغير النساء أو المحارم ، ولا يحل للقارئ الأجنبي أن يباشر لمس بشرتها بدون حائل ، بل يقرأ عليها وهي متحجبة ، أو يقرأ عليها إحدى نسائها أو محارمها ، أو تقرأ هي على نفسها بما تيسر من القرآن ، فالكل يرجى فيه الشفاء والنفع من الله 0 وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم )( النذير العريان – ص 267 ) 0
وبالعموم أنصحكم - يا رعاكم الله - بمراجعة كتابي الموسوم ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) فسوف تجد فيه تفصيلاً في المسألة 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0