عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-10-2009, 04:29 AM   #5
معلومات العضو
منذر ادريس
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

الدرس الخامس
اليقين


التعريف:
لغة: مأخوذ من مادة (ي ق ن)، وتدل على العلمِ وزوال الشك، ورُبَّما عَبَّرُوا بالظن عن اليقين، وباليقين عن الظن.

اصطلاحًا: هو الاعتقادُ الجازمُ المطابق الثابت غيرَ ممكنِ الزَّوال.

منزلته:
1- به تفاضل العارفون، وتنافس المتنافسون، وشمر إليه العاملون.
2- عمل السَّلف كان عليه، وإشاراتهم كلها إليه.
3- إذا تزوج الصَّبر باليقين حصلت الإمامة في الدين؛ قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ** [السجدة: 24]، وقال ابن تيمية: "بالصَّبر واليقين تنال الإمامة في الدين".
4- أهل اليقين هم المنتفعون بالآيات؛ قال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ** [الذاريات: 20].
5- وخُصوا بالهدى والفلاح؛ قال تعالى: {وبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ** [البقرة: 4-5].
6- وأهلُ النارِ لم يكونوا من الموقنين؛ قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ** [الجاثية: 32].
7- إنَّه روح أعمال القلوب، التي هي روح أعمال الجوارح، وهو حقيقة الصديقيَّة.
8- قرين التوكل؛ ولذا فسر التوكل بقوة اليقين.
9- متى وصل اليقين إلى القلب، امتلأ نورًا وإشراقًا، وانتفى عنه كل شكٍّ وهمٍّ وغمٍّ، ومَحَبَّةً لله، وخوفًا منه، وتوكلاً عليه، ورضًا به، وشكرًا له، وعن سفيان: "لو أن اليقين ثبت في القلب، لطار فرحًا، أو حزنًا، أو شوقًا إلى الجنة، أو خوفًا من النار".

صفات أهل اليقين:
1- قلة مخالطة الناس في العشرة؛ بمعنى البُعد عن فضول المخالطة، مما لا يزيد الإنسان شيئًا من علمٍ ولا معرفةٍ ولا استقامة.
2- ترك المدح لهم في العطية؛ فالمعطي الحقيقي هو الله - تعالى - وهذا المدح يضعف يقين المرء بمولاه وخالقه ورازقه.
3- التنزه عن ذمهم عند المنع؛ كقوله - تعالى -: {فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ** [التوبة: 58].

أنواع اليقين:
1- يقين خبر: سكون القلب خبر المخبر ووثوقه به.
2- يقين دلالة: فالله - سبحانه - يقيم لعباده الأدلة والبراهين، فيحملهم على التصديق من جهة الخبر، ومن جهة التدليل.
3- يقين مكاشفة، فيكون المُخْبَر به كالمرئي، وهو أعلاها؛ قال عامر بن عبدالقيس: "لو كشف لي الغطاء، ما ازددت يقينًا".

درجات اليقين:
1- علم اليقين: ويكون بما يلي:
أ- ما ظهر من الحق من أوامره ونواهيه، ودينه الذي أظهره على ألسنة رسله.
ب- ما غاب للحق من الإيمان بالغيب، كالجنة والنار والصِّراط والحساب، ونحو ذلك.
ج- الوقوف على ما قام بالحق من أسمائه وصفاته وأفعاله.

2- عين اليقين: وهو ما استغنى به صاحبه عن طلب الدليل؛ لأنَّ الدليل يطلب للعلم بالمدلول، فإذا كان المدلول مشاهدًا له، فلا حاجةَ حينئذ للاستدلال.

3- حق اليقين: وهي منزلة الرُّسل - عليهم الصلاة والسلام - وأمَّا المؤمنون، فيتأخر ذلك إلى يوم اللقاء، وتوضيح هذه الدَّرجات أن نقول: علمنا الآن بالجنة والنَّار علم اليقين، فإذا أزلفت الجنة للمتقين، وشاهدها الخلائق، وبرزت الجحيم للغاوين، وعاينها الخلائق، فذلك عين اليقين، فإذا دخل أهل الجنةِ الجنَّةَ، وأهل النارِ النَّارَ، فذلك حينئذ حق اليقين.

ثمرات اليقين:
1- يورث العبد ذلاًّ وخضوعًا واستكانة لربه، ويزداد بذلك منه قربًا وحبًّا ورضًا.
2- الإخلاص لله - عز وجل - والمتابعة للرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم.
3- الحذر من الدُّنيا والزُّهد فيها، والصبر على شدائدها، وطمأنينة القلب وسلامته.
4- التزود بالأعمال الصالحة، وأنواع القربات، واجتناب المعاصي، والمبادرة بالتوبة والاستغفار.
5- اجتناب الظلم بشتَّى صوره، فيتذكر العبد الموقف العصيب الرهيب، وأنَّه لا يضيع عند الله شيء؛ كما قال تعالى: {وَنَضَعُ المَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ** [الأنبياء: 47]، وقوله - تعالى -: {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا** [طه: 111].
6- حصول الأمن والاستقرار، والألفة بين الناس بالحكم بشريعة الله - تعالى.
7- تقصير الأمل وحفظ الوقت بالرجوع إلى الله - عزَّ وجلَّ - والتذكُّر الدائم لقصر الحياة، وأبدية الآخرة وبقائها.
8- سلامة التفكير، وانضباط الموازين، وسمو الأخلاق.
9- الفوز برضا الله - سبحانه - وجنته، والنَّجاة من سخطه والنار.

المراجع:
1- مدارج السالكين، 2/413-420.
2- بصائر ذوي التمييز، 396-405.
3- الكليات، للتهانوي، 213-980.
4- التعريفات، للجرجاني، 259.
5- لسان العرب، 5/4864، الصحاح، 6/2219.
6- مجلة البيان، العدد: 98و99.
7- موسوعة نضرة النعيم، 8/3717.

على هذا الرابط :
http://www.alukah.net/articles/1/6704.aspx

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة