عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-09-2009, 12:37 PM   #59
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( طبرق ) ، ولي بعض الوقفات مع ما تفضلتم به :

الوقفة الأولى : أما قولكم - يا رعاكم الله - :

( لا تنتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار . فالقرين كمرض يحتاج إلى وقفة لمعرفة بعض خباياه وباب الطب غير باب التعبد والعلماء يتسمحون فى هذا )


قلت وبالله التوفيق : أما وقد تبينت المسألة بالنسبة للأخ الحبيب والمشرف القدير فلا أرى أنه قد انتقل من يمين إلى شمال بل وقف مع الحق وأهله ، وأما قولكم - يا رعاكم الله - بأن القرين مرض ، فقد جانبتم الصواب ، وعليكم أن تعطوا الدليل على قولكم هذا ، وبودي أن تعود للرابط التالي :

( && القول الواضح المبين فيما يطلقه المعالجون في مسألة القرين && ) !!!


لقراءته بتمعن وتأني وتنظر في أقوال علماء الأمة وإلى الحد الذي وقفوا عنده ، أما إن كان قولكم هذا - وفقكم الله لكل خير - هو اجتهاد منكم فلا نقبل به لما سوف أذكره في مسألة لاحقه ، ولو تكرمت متفضلاً علينا بقول واحد لعلماء الأمة العاملين العابدين يتسمحون هذا ؟؟؟

الوقفة الثانية : أما قولكم - يا رعاكم الله - :

( وعندما خالفتك فى مسألة سحر القرين لم أشأ أن أغلق هذا الباب كما فعل أخى أبو البراء وإنما أردت أن أبين أن على العموم لادليل على قول من قال فالكل يقول )


قلت وبالله التوفيق : اغلاق هذا الباب بالنسبة لي لتعلقه مباشرة في مسائل الغيب ، وأحمد الله سبحانه وتعالى أنني ما خلفت عالماً في ذلك ولو عدت إلى الرابط المذكور آنفاً تجد أن العلماء لم يتجاوزا قيد أنملة عن المنصوص والمنقول الصحيح في الكتاب والسنة ، أما قول فلان وعلان ، فأذكرك بقول محدث بلاد الشام العلامة ( محمد ناصر الدين الألباني ) حيث يقول :

( قيل وقال ليست من دين الله في شيء )


أما مسألة التكفير فلم يقل بها أحد ، ولا نكفر عيناً بذاته إلا أن يقول كفراً هو معتقد به ، أو أن ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة 0

الوقفة الثالثة : أما قولكم - يا رعاكم الله - :

( فتأثير الشيطان على الإنسان قد يتعدى الوسوسة )


قلت وبالله التوفيق : نعم هذا ما ندين الله به ، وهو ما قاله علماء السلف والخلف وعليه الاجماع :

قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - مقررا دخول الجن في بدن المصروع : ( وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ )( سورة البقرة - الآية 275 ) 0 وفي الصحيح عن النبي : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم "( متفق عليه ) 0 وقال عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل : قلت لأبي : إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل في بدن المصروع 0 فقال : يا بني يكذبون ، هذا يتكلم على لسانه 0

وهذا الذي قاله مشهود ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما 0 والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله 0 وقد يجر المصروع وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ، وينقل من مكان إلى مكان 0 وتجري غير ذلك من الأمور ؛ من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي ، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان )( مجموع الفتاوى - 24 / 277 ) 0


أما أن تقارن بين تأثير الشيطان والقربن فهذا ما لا أوافقك الرأي فبه ، لأنك لو فتحت هذا الباب سوف يعود الكثير لفتح أبواب أخرى فيقول لك : إليس الشيطان يدخل عن طريق العين ، ونقع في مسألة ما كنا نخشاه بفتح هذا الباب لكل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع ، فيكفينا وليسعنا - بارك الله فيكم - أقوال العلماء في المسألة 0

ولذلك قال رسول الله :


( إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ )


ولو قال :

( إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ القرين )


لكان الحديث دلالة على تأثير القرين وارتباطه بالفعل وبالتالي ما استطعنا أن ننكر على أحد سواء قال بتأثير القرين في السحر أو العين ونحوه 0

ولذلك قال الشبلي - رحمه الله - : ( وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، كما أخبر صلى الله عليه وسلم فإذا ركض ذلك العرق وهو جار سال منه الدم وللشيطان في هذا العرق الخاص تصرف وله به اختصاص زائد على عروق البدن جميعها ولهذا تتصرف السحرة فيه باستنجاد الشيطان في نزيف المرأة وسيلان الدم من فرجها حتى يكاد يهلكها ويسمون ذلك بالنزيف وإنما يستعينون فيه بركض الشيطان هنالك وإسالة الدم ) ( آكام المرجان في أحكام الجان - ص 45 ، 46 ) 0

ويقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – رحمه الله - : ( وأما سحر النزيف وهو ما يحدث في بعض النساء من جريان الدم الكثير ، كدم حيض في غير وقته، فقد ورد في الحديث أنه ركضة شيطان، كما رواه الإمام أحمد عن حمنة بيت جحش بلفظ : " إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان " وكذا رواه أبو داوود والترمذي ، وروى مالك عن ابن عمر نحوه من قوله ، والمراد أن الشيطان هو الذي يفجر هذا الدم حتى يسيل في غير وقته ، وقد يكون بتسليط من السحرة ونحوه ، وقد أفتاها ابن عمر بأن تطوف ولا تلتفت إليه ، وعلاجه بالرقية والأدوية النافعة ) ( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – جزء من فتوى – ص 122 ) 0

فالمقصود هو الشيطان وليس القرين المكلف بمهمة محددة مع الانسان إلى أن يفارق الحياة 0

الوقفة الرابعة : أما قولكم - يا رعاكم الله - :

( فما يثبت بالواقع والتجربة والمشاهدة لايحتاج لدليل )


قلبت وبالله التوفيق : إن كان الأمر يتعلق بالمسائل الحسية المتعلقة بجانب الرقية الشرعية فنعم ، أما إن كان القصد المسائل الشرعية فأنا أخالفك الرأي في ذلك ، ويبقى القول الفصل للعلماء العاملين 0

ونقطة أخيرة متعلقة بالموضوع برمته ذكرتها في موضوع آخر وأعيد ذكرها هنات لأهميتهتا القصوى :

لو أمعنت النظر في كلام العلماء لوجدت أن جميع الفتاوى الاصادرة ما انحادت قيد أنملة عن النصوص النقلية الصريحة الصحيحة في الكتاب والسنة ، والمقرر في الشريعة بأنه :


( لا اجتهاد مع نص )


وهذا يفيد في أمرين :

الأول : بأن المسائل الغيبيبة لا يجوز الاجتهاد فيها بأي حال من الأحوال 0

الثاني : أن الاجتهاد والقياس والاستنباط لمن هم أهل له ، والسؤال الذي قد يتبادر لنا جميعاً :


من هم أهل الاجتهاد ؟؟؟


سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - السؤال التالي :

ما حكم الاجتهاد في الإسلام ؟ وما شروط المجتهد ؟؟؟

فأجاب : ( الحمد لله ، الاجتهاد في الإسلام هو بذل الجهد لإدراك حكم شرعي من أدلته الشرعية ، وهو واجب على من كان قادراً عليه ؛ لأن الله عز وجل يقول : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل/43 ، الأنبياء/7 ، والقادر على الاجتهاد يمكنه معرفة الحق بنفسه ، ولكن لابد أن يكون ذا سعة في العلم واطلاع على النصوص الشرعية ، وعلى الأصول المرعية ، وعلى أقوال أهل العلم ؛ لئلا يقع فيما يخالف ذلك ، فإن من الناس طلبة علم ، الذين لم يدركوا من العلوم إلا الشيء اليسير من ينصب نفسه مجتهداً ، فتجده يعمل بأحاديث عامة لها ما يخصصها ، أو يعمل بأحاديث منسوخة لا يعلم ناسخها ، أو يعمل بأحاديث أجمع العلماء على أنها على خلاف ظاهرها ، ولا يدري عن إجماع العلماء .

ومثل هذا على خطر عظيم ، فالمجتهد لابد أن يكون عنده علم بالأدلة الشرعية ، وعنده علم بالأصول التي إذا عرفها استطاع أن يستنبط الأحكام من أدلتها ، وعلم بما عليه العلماء ، بأن لا يخالف الإجماع وهو لا يدري ؛ فإذا كانت هذه الشروط في حقه موجودة متوافرة فإنه يجتهد .

ويمكن أن يتجزأ الاجتهاد بأن يجتهد الإنسان في مسألة من مسائل العلم فيبحثها ويحققها ويكون مجتهداً فيها ، أو في باب من أبواب العلم كأبواب الطهارة مثلاً يبحثه ويحققه ويكون مجتهداً فيه" انتهى ) ( فتوى للشيخ ابن عثيمين عليها توقيعه - " فتاوى علماء البلد الحرام " - ص 508 ) 0


يقول الشيخ محمد صالح المنجد : ( إن الاجتهاد في المسائل له شروط ، وليس يحق لكل فرد أن يفتي ويقول في المسائل إلا بعلم وأهلية ، وقدرة على معرفة الأدلة ، وما يكون منها نصا أو ظاهرا ، والصحيح والضعيف ، والناسخ والمنسوخ ، والمنطوق والمفهوم ، والخاص والعام ، والمطلق والمقيد ، والمجمل والمبين ، ولا بد من طول ممارسة ، ومعرفة بأقسام الفقه وأماكن البحث ، وآراء العلماء والفقهاء ، وحفظ النصوص أو فهمها ، ولا شك أن التصدي للفتوى من غير أهلية ذنب كبير ، وقول بلا علم ، وقد توعد الله على ذلك بقوله تعالى : " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون " سورة النحل 116 ، وفي الحديث : " من أفتى بغير ثبت فإنا إثمه على من أفتاه " صحيح رواه الإمام أحمد ( 2/ 321 ) ، وعلى طالب العلم أن لا يتسرع في الفتوى ، ولا يقول في المسألة إلا بعد أن يعرف مصدر ما يقوله ودليله ومن قال به قبله ، فإن لم يكن أهلا لذلك فليعط القول باريها ، وليقتصر على ما يعرف ، ويعمل بما حصل عليه ، ويواصل التعلم والتفقه حتى يحصل على حاله يكون فيها أهلا للإجتهاد ، والله الهادي إلى الصواب ) ( موقع الاسلام سؤال وجواب - فتوى رقم 2071 ) 0

وقطعاً بعد هذا الكلام ، المعني ليس المعالج بل الاجتهاد لمن هو أهل له أي :

( فالمجتهد من كان صاحب علم وأهلية ، وقدرة على معرفة الأدلة ، وما يكون منها نصا أو ظاهرا ، والصحيح والضعيف ، والناسخ والمنسوخ ، والمنطوق والمفهوم ، والخاص والعام ، والمطلق والمقيد ، والمجمل والمبين ، ولا بد من طول ممارسة ، ومعرفة بأقسام الفقه وأماكن البحث ، وآراء العلماء والفقهاء ، وحفظ النصوص أو فهمها )


ولو فتح هذا الباب أمام المعالجين فحدث ولا حرج ، وأعتقد بأنك توافقني الرأي بما يحصل على الساحة اليوم نتيجة لذلك 0


هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( طبرق ) وأعود فأقول :

( الخلاف لا يفسد للود قضية )


زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة