عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-07-2009, 06:11 AM   #12
معلومات العضو
( الباحث )
(مراقب عام أقسام الرقية الشرعية)
 
الصورة الرمزية ( الباحث )
 

 

افتراضي

فيعلمنا حبيبنا أن لا نحدث بالرؤية الا من نحب و هناك حكمة جميلة وراء هذا الهدى الرائع و هي أن الانسان الذي يحبك في الله سيكون قريبا الى الله و سيعينك على فهم الرؤيا و مراد الله فيها. أما إذا حدث الانسان بالرؤيا شخص بعيد عن الله فسيقوم هذا الشخص بالاستهزاء و القول للإنسان بأنه تخيل ما رآه و لا يعينه على فهمها. و تفسر الرؤيا عن طريق التفكر فيها و مراد الله فيها من قبل الانسان الذي رآها و المؤمن القريب من ذلك الانسان الذي رآى الرؤيا لأنه يعرف ظروف و أحوال و علاقة الرؤية بالشخص الذي رآها.
تفسير الأحلام و الرؤى:
يمكن الاستنتاج مما سبق بأن الأحلام لا تفسر و يجب عدم اخبار الناس بها أما الرؤى من الله فيخبر الانسان بها الانسان المؤمن القريب من المولى عز و جل لتكون سبب لزيادة ايمان المستمع و القائل و تفسر عن طريق التفكر و التدبر فيها من قبل الانسان الذي رآى الرؤيا و الانسان المؤمن القريب به و العالم بظروفه و أحواله.
الحلم و الرؤيا من منظور علمي:
الآن لنفهم بهدي القرآن كيف يحدث الحلم و كيف تحدث الرؤيا، يكمن مفتاح هذا الفهم في تدبر قول الحق التالي:
{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ **الأنعام60
حيث يعلمنا المولى بأنه يتوفى الناس في الليل أي حينما ينام الانسان (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ) فنجد بأن المولى يبين بأن النوم هو مثل الوفاة. فإذا تفكرنا في هذا الأمر نجد بأنه عند النوم فإن الانسان يفقد القدرة على القيامة بالوظائف الحيوية مثل الحركة، الأكل، البصر، و غيرها و هذا الأمر يحدث تماما عند موت الجسد. و يمكن فهم الحكمة من النوم في أن الله هو الرحمن الرحيم فإذا النوم مبني على الرحمة للإنسان و يمكن فهم هذا من وصف الله عز و جل لخلقه في الآية الكريمة التالية:
{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ **النمل88
فنجد بأن الله يصف خلقه بعملية صنع (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) و بالتالي جسم الانسان عبارة عن مصنع له مدخلات مثل الاكسجين و الجلوكوز و اللذان يحرقان لتحريك الآليات العاملة في جسم الانسان و ينتج من هذا الاحتراق ثاني اكسيد الكربون، ماء، و حرارة و بالتالي هذا المصنع بحاجة الى توقيف العمل للصيانة، فإذا النوم هو عبارة عن توقيف مؤقت للجسد للقيام بأعمال الصيانة من اعمال تجديد الانسجة و غيرها.
وفي حالتي النوم و الموت يبقى شيء من الانسان لا يموت و هو روحه حيث أن روح الانسان هي من روح الله كما يعلمنا المولى في الآية الكريمة التالية:
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ **الحجر29
و حيث أن الله هو نور السماوات و الأرض فإذا روح الانسان هي نور أي مجال كهرومغناطيسي يضعه المولى في جسم الانسان و في النوم يتوقف الجسد و لكن الروح لا تقف و لا تموت و هذا يمكن استنتاجه من قول الحبيب محمد:
حدّثنا عبدُ اللهِ بن مَسلمةَ عن مالكٍ عن سعيدٍ المقبُريِّ عن أبي سَلمةَ بنِ عبدِ الرحمٰن أنهُ سألَ عائشة رضيَ اللهُ عنها: كيفَ كانت صلاةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في رمضانَ ؟ قالت: «ما كان يَزيد في رمضانَ ولا غيره على إحدىَ عشرةَ ركعة: يُصلِّي أربعَ ركعاتٍ فلا تسألْ عن حُسِنهنَّ وطُولهنّ، ثم أربعاً فلا تسألْ عن حُسنِهنَّ وطولهن، ثم يُصلِّي ثلاثاً. فقلتُ: يا رسولَ اللهِ تَنامُ قبلَ أن تُوتِرَ ؟ قال: تَنامُ عيني ولا يَنام قلبي».
فنلاحظ بأن الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم يقول بأن عينه تنام (أي الشيء المادي) و لكن لا ينام قلبه (أي روحه) لأن مركز الروح هي قلب الانسان أي منطقة الصدر كما هو مبين في الصورة التالية:
صورة 1: مركز الروح في منطقة القلب في الإنسان.
فالآن أثناء النوم تبقى الروح يقظة و بما أنها مجال كهرومغناطيسي فيقوم قرين الانسا ن(شيطانه) بالوسوسة للإنسان أثناء نموه و توليد تخيلات عن طريق تحدث الشيطان للإنسان و بما أن الشيطان خلق من مارج من نار كما يخبرنا المولى في الآية الكريمة التالية:
{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ **الرحمن15
و مارج النار عبارة عن ضوء أي مجال كهرومغناطيسي مثل الشيء المؤلف لروح الانسان و بالتالي عند تحدث الشيطان للإنسان فإنه يصدر أمواج كهرومغناطيسية لها القدرة على التأثير على نفس الانسان (روحه). وأضرب المثال التالي لتوضيح هذا الأمر فمثلا شريط تسجيل الفيديو عبارة عن مجال كهرومغناطيسي مولد من ذرات الحديد المتواجدة على الشريط و طريقة تسجيل المعلومات المرئية و المسموعة عليه تتم عن طريق تعريض الشريط الى مجال كهرومغناطيسي خارجي يغير في المجال الأصلي للشريط و بالتالي هذه التغيرات تقرأ و تترجم الى صوت و صورة. و بالمثل عند وسوسة الشيطان للإنسان في المنام و اصداره لأمواج كهرومغناطيسية فإنها تغير في هيكلية المجال الكهرومغناطيسي للروح و هذا التغيير يراه الانسان في منامه كصوت وصورة وهذا يفسر كيفية رؤية الانسان للأحلام من الشيطان في المنام و يؤكد الحقيقة بأن نفس الانسان (روحه) هي التي تعقل و ترى و تفكر و ليس الدماغ المادي لأن الدماغ متوقف عن وظائفه أثناء النوم.
صورة 2: أمكانية تشكل لهب النار في صور (توضيح كيف أن مارج النار يستطيع أن يشكله الله في صورة مخلوق (الجان)).
و من هنا يفهم ماهية عذاب القبر، فبما أن الجسد تحلل و فني في التراب فلا مجال لتعذيب الجسد المادي و لكن الشيء الذي بقي هو الروح و بالتالي عذاب القبر هو عذاب نفسي في أن الانسان البعيد عن الله يرى شيء صعب بروحه بعد موته فهذا كمثل الكابوس الذي لا يستطيع أن ينام فيه و لا يستطيع أن يفيق منه فيكون معذبا فيما يرى و بالمقابل الانسان الصالح يرى شيء يفرح قلبه فيكون منعما فيما يرى.
و يمكن فهم الرؤيا أيضا من هذا بأن الله عز و جل يوحي الى من يشاء و بما أن الله نور السماوات و الأرض فإذا وحي الله نور و النور عبارة عن مجال كهرومغناطيسي يؤثر على هيكلية المجال الكهرومغناطيسي للروح البشرية و تحدث تغيرات في هيكلية هذه الروح و بالتالي تسمع الرؤيا و ترى.
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ **الشورى51
تم بحمد الله
زيد قاسم غزاوى_ باحث فى الاعجاز القرانى
منقول.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة