كنت أريد أن تجرى القصة جريان ذلك الجدول من الماء أو النهر الصغير الذي رسمت طريقه في مخيلتي ...ولكن ..اكتشفت أن ذلك صعب ..كيف لا وأنا تأخذني الإحداث يميناً وشمالاً وتذكرني كل كلمة بعشرة كلمات ....فأتغاضى عن تسعة منها وأكتب واحدة ...
ولأنني ما كتبت هذه القصة إلا ابتغاء وجه الله ولتكن عبرة تسلي أصحاب القلوب ....
أراني مضطر أن أتوقف على جوانب كثيرة من ذلك النهر لتعم الفائدة ما استطعت ...مع إنه لغاية الآن لم نصل للربط بين ما طرحته من عنوان وما حصل لي شخصيا ...ولِمَا ربطت المرأة بالعذاب ...والسحر ..حسنا لعلها عذاباتي أنا ...وسيكون لها مواقف أخرى سنأتي لها
إن ردى على تلك الأخت جعلني أتذكر بعض المحطات أرى أن أذكرها هنا على شكل محطات لعله يكون بها خيرا أن شاء الله وبنفس الوقت ستعطى فكره لأبطال هذه القصة وأيضا أحزانهم وما تعرضوا له ....وسأنتقل الآن من السرد إلى المشاهد ....
المشهد الأول ....من توكل على الله حق توكله ....
هل تريدون أن ترو ا كيف يريك الله معنى التوكل ويسخر لك الإنس والجن والملائكة أن صدقت التوكل !!...حسنا أنا سأخبرك بهذا المشهد .....
وأعود لتلك الأم الأرملة التي قضت حياتها كفاحاً وجهاداً ومرضاً رحمها الله ، لن يتصور أحدا حجم ماساتها ....ولكن سبحان الحنان المنان اللطيف الخبير ...من صدق الله صدقه الله
قبل أن أطلعكم على بعض تفاصيل ما رأيته بعيني من التوكل ...اسمحوا لي أن اكتب كلمة في حق تلك المرأة رحمها الله ......فأقول
لأننا لن نلتقي في الأرض يوما وفرق بيننا كأس المنون فموعدنا غداً في دار خلد بها يحيا الحنون مع الحنون
السلام عليك يا أمي ورحمة الله وبركاته
السلام عليك وعلى كل من جاورك بالقبر يا أمي ..........
كلما مسكت قلما يا أمي الحبيبة كي اكتب عنك أو لك شيئا سبقت دموعي أي كلمة أردت كتابتها وبكت معي كل أفكاري ووضعت القلم جانبا وتاهت روحي وسرحت في أعماق أعماق الصمت .....ماذا اكتب وعن أي شيء وبماذا أبدا وتعجز الكلمات عن وصف مشاعري يا أماه فوصفك لا تتمكن منة الكلمات وصحبتك كانت كالحلم والأمل للكسير اليتيم ودواء ينظم دقات قلبى ونورا قد وهبنا الله إياه في وجهك المضيء ....
أراد الله اختبارك يا أماه في هذه الدنيا الفانية كي يرفع درجاتك في الدار الآخرة فأخذ منك أعز ما تملكين ......زوجك..... أبي رحمه الله وأنت في اشد الحاجة إليه .....في عز شبابك .....ترك لك ستة أطفال ....وهناك يا أماه حين رميت كل هذه الدنيا وزينها ورميتها وراء ظهرك ووجهت وجهك لله وحده ولأطفالك الستة ....
هناك ...سطرت لنا ولكل من عرفك من بعيد أو قريب ملحمة إسمها الحب والإخلاص والرحمة والثبات خلال ثلاثون عاما رغم كل الجراح حفظت هذا البيت الذي لا يوجد نقطة على أرضه أو زاوية من زواياه إلا وقد رويت بدموعك الطاهرة وملئت السماء أنين قلبك من الأحزان والإرهاق الذي رافق مسيرتك الطاهرة.....
فابشري يا أماه أبشري فلقد كان اللطيف الخبير يرافقك في هذه المسيرة ولقد نجحت يا أماه ورب الكعبة بل أصبحت مثلا يضرب به لكل امرأة مات زوجها وربت أطفالها ....فجزائك الجنة يا أمي .... إن شاء الله اللهم يا حي يا قيوم يا حنان يا منان من عليها بكرمك ورحمتك واجعلها بالمنازل العلا بالجنة واجعلها مع الكرام البررة في عليين يا رحمن يا رحيم اللهم واجمعنا بها وبوالدي تحت ظلك يوم لا ضل إلا ظلك يا رحيم يا كريم يا الله رب واجعلنا ووالدينا بصحبة نبيك وحبيبك محمد صلى الله علية وسلم .
ربنا وارحم كل من رحمنا وساعدنا وأحسن إلينا لوجهك الكريم يا الله وثقل ميزان حسناته وتجاوز عنة سيئاته يا حنان يا منان يا رحيم ي الله . اللهم آمين .
*-يبكى بمرارة وهو يقبل رجلها ويقول لها لا تزعلي يا أمي انه لست أنا انه الشيطان اللعين فيتقطع قلب أمي رحمها الله.وللعلم مع إن والدتي من أكثر الذي تعرض لأذاه حتى إنها تعرضت لأمراض كثيرة بسببه إلا إنها كانت هي الحصن الحصين له لا تجعلنا نتعرض له أبداً وتدافع عنة وتقول انه ليس بيده الذي يفعله حين تخبرني أختي إنه تعرض لوالدتي بشتم أو ضرب أو يبصق عليها لعنة الله على الشياطين كانت تأتى لي تقبلني وتبكى حتى لا اكلمه وتقول لي
: أنا راضية وصابرة فلا تتدخل أنت حتى إنني أشك أحيانا إن الشياطين سحرتها هي أيضا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم حتى وهى على فراش المرض قبل وفاتها رحمها الله كانت توصيني أن اصبر عليه واتركه وشأنه (( هذه لقطة سنأتي لها لاحقا من الابتلاء لهذه المرأة نتيجة سحر شديد تعرض له اخى ))
* كان ينتهي البيض مثلا من المنزل ...أو أي شيء آخر ..حتى الخبز ...
فتعطيني أمي فلوس لأذهب إلى الدكان لاشترى بيضا ....و والله الذي لا إله إلا هو ما أن أفتح الباب البيت إلا وأجد رجلاً غريباً لا نعرفه أو قريبا نعرفه ..وأنا طفل ..أراه يحمل طبق للبيض ويقول خذ يا بني كنت في السوق وأحببت أن أحضر لكم ذلك ......فاستغرب أنا والله وكأنه سحر ....وهذا حدث عشرات المرات ....وغالبا من بشر لا نعرفهم ...
فأعود داخل البيت مرة أخرى ومعي طبق البيض ..!!! ولكن بسرعة فتستغرب أمي وتقول : بسم الله بهذه السرعة ذهبت ورجعت ...!! وتلاحظ أنني لازلت أحمل ما أعطتني من نقود بيدي !!
فأخبرها بالذي حصل ....فتقول محتده ...يا أمي من هو هذا الرجل ...فأقول لها لا اعرفه أول مره أشوفه ....فتقول لي : ألم أخبركم يا أمي أن لا تأخذوا شيئاً من أحد !!!
فأقول والله يا أمي وضعه بيدي وذهب ولم يقل من هو !! وكما قلت سابقا ..نحن والحمد لله لم نكن بحاجه فعليا لذلك فأمورنا بخير وأفضل من غيرنا ..ولكن سبحن الله هذا كان يحصل ...
فكانت تدمع عين أمي ....وترفع يديها للسماء وتقول الحمد لله .
* في أحد الأيام جاء صاحب البيت الذي نسكن به ...كنت أقف على الباب ويكلم أمي وهى من وراء الباب ويفاجئها فيقول .....أرجو أن تعلمي إنني بعد شهرين سوف أقوم بهدم المنزل وابني عمارة مكانه ...!! وعليك أن تخرجي أنت وأولادك !! وكان بيني وبين زوجك عقد وبعد أن مات انتهى العقد !! أمي صامته وراء الباب ومصدومة ...وأنا على الباب وهو يتكلم بصيغة الأمر ويرفع صوته !! فقالت له ...أنا ليس لي مكان غير هذا البيت ....وعموما سأرسل لك أخي ليتفاهم معك !! قال ما ابغي حد يتفاهم معي ...بعد شهرين أطلعكم غصب وأرمي أغراضكم بالشارع !!!!!!!هذا كان بالصباح .....
وقضت أمي باقي اليوم دمعها على خدها ...فهي لم يكلمها رجل ويهددها بتلك الطريقة إلا بعد أن مات زوجها ....حتى جاء خالي بالمساء وأخبرته ..فهون عليها وهى تبكى ..فهذا البيت تسكن به منذ أكثر من عشر سنوات مع أبي رحمه الله .وكل زاوية به رائحته !!
أتذكر إنها صحت ثاني يوم وعيناها متورمتان من بكاء ليله أمس .....
وفجأة .....وكانت الساعة السادسة صباحا ..أحدا على غير العادة يدق باب البيت ....خرجت إلى الخارج ووقفت أمي خلف الباب كعادتها !! قال لي احدهم !! أين أمك !!! قالت من أنت يا أخي ماذا تريد ...قال يا أختي ...أنا ابن أبو فلان صاحب البيت ....واستحلفك بالله أن كنت قد دعيتي عليه فادعى له ...والله يا أختي انه أصيب بشلل في جنبه ليله أمس اثر نوبة ...
وكان يشاور لنا أن نذهب إليك ونستسمحك ....وان تدعي له بالشفاء....والرجل يترجاها !!!
وأمي متفاجأه ...وتقول سامحه الله يا أخي ...والله يكتب له الشفاء ....
حتى انه لم يعلم ما الذي قاله أبوه بالأمس ...ودخلت أمي البيت وهى تقول لا حول ولا قوه إلا بالله ....الله يسامحه . وعلمنا لا حقا انه أصبح حاله أفضل ولكنه كان شبه مشلول بأحد أطرافه لا يستطيع المشي ولم نره من حينها ....وقد ألغو هدم البيت ....
حتى أن الجيران ...الذي قد كان قد اخبر رجالهم بنفس ما خبرنا به ....جاءت نسائهم وقالت أن الله أبقانا في بيوتنا بسببك ...وبركتك .....
حسنا يكفى تلك المشاهد عن قدره الله بحفظ أوليائه .....
راجيا كل من يقرأ هذه القصة أن يدعوا لها بالفردوس الأعلى بقلبه وبظهر الغيب