أقول و بالله التوفيق
لا شك و أن الأخت محاطة بالفتن و تتقاذفها المحن
و تحس بأنها وحيدة غريبة تصارع التيار وحدها
و لكن لتعلم أنها ليست وحدها فهي ترفع راية الإيمان و الإسلام تعليقا و تحقيقا
و تلك راية الله ربها و مولاها و لابد لحاملها بصدق و الصابر على تبعات حملها
و المستقيم على نهجها من أن ينصره الله و لو بعد حين و تلك سنة الله في خلقه
تحس بالغربة مع أهلها و غربة في بيئة تنكر أن تكون بيأتها ..
و لكنها ليس الغريبة وحدها فهناك من الغرباء أمثالها و ما أقلهم بالنسبة للبشرية بل بالنسبة للمسلمين
ألا يكفيها أن كانت غربتها في الله و لله و الرسول بشر الغرباء أمثالها ؟
و لها في قصص الأنبياء عبرة ..
فمنهم من ابتلي بكفر زوجته و منهم من إبتلاه الله في والده فخرج صادعا بالكفر البواح
و منهم من كان والده رأس الجهل و الكفر ..و منهم من كان عمه ..
و مع كل ما أصابهم في سبيل الله لم يهنوا و لم يحزنوا لم ينحرفوا و لم يتخاذلوا و لا تراجعوا
بل زاد إصرارهم فهم الأعلون بإذن الله
اعلمي أخيتي أن في صلاحها و ليس الصلاح إلا ثبات على الحق و استقامة و مواصلة للطريق
في صلاحها صلاح للآخرين و في ثباتها خير لها و لهم
أما أن تنحرف و تزيغ عن الطريق بسبب قلة الصاحب و المعين فلا يليق بها
فالله خير معين و لا حجة لها و هي تعلم حقيقة الطريق و هي التي سارت فيه و ذاقت حلاوته ..
ثم فلتسأل نفسها أما تفعله طاعة لله أم من أجل أن يستقيم زوجها ؟
ثم أخيتي كوني لها نعم المعين فهي بحاجة ماسة لك
و لا تعتقدي أن حاجتها لك في أن تقابليها دائما بالمحاضرات و الخطب و كم هائل من النصائح و التوجيهات
قبل كل ذلك فليكن لها في قلبك مكانا ..و ليتسع صدرك لمعاناتها و شكواها ..و ليكن لسانك رطبا بتذكيرها بالله بأحسن الطرق دون أن يصيبك ما أصابها فتضعف همتك و تخور قواك على ابداء النصح بأحسن الطرق و لا تنسي و الدعاء لها
و التذكرة ليست بطرق مباشرة دائما
فقد يكون مفعول الغير مباشر أقوى و أكثر وقعا و أشد عمقا و تأثيرا
هي بحاجة ماسة لصديق صدوق و لتكوني أنت لها و أجرك على الله
ثم انزعي من عقلك فكرة وجود من هو أحسن منك لدعوتها فقد لا يكون فأنت الأقرب و الأعلم بحالها