عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-06-2009, 09:50 PM   #2
معلومات العضو
أم مريم.
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أم مريم.
 

 

افتراضي

0




اهلا بك فى منتدى الرقيه الشرعيه


اخى الفاضل هى وسوسه من وساوس الشيطان
أسباب الوسوسة
الوسوسة هي من كيد الشيطان، وهي ناتجة من الغلو والتشدد في أمور نهى الشارع عن الغلو والتشدد فيها، ولهذا فإن مردها إجمالاً إلى أمرين لا ثالث لهما:
1. خبل في العقل.
2. أوجهل بالشرع.
كما قال الإمام الغزالي رحمه الله7، يضاف إليهما أسباب أخر ترجع إلى هذين السببين، من ذلك:
3. البول في المستحم – المكان الذي يستحم فيه - إن لم يكن هناك مخرج للبول، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يبولن أحدُكم في مستحمه ثم يغتسل فيه - قال أحمد: ثم يتوضأ – فإن عامة الوسواس منه".8
4. المبالغة في استقصاء الطهارة.
فالتحوط مطلوب ما لم يصل إلى درجة الوسوسة فيكون ممقوتاً.
قال الشيخ أبو محمد الجويني في كتاب "التبصرة في الوسوسة" كما نقل عنه النووي في المجموع9 في ذمه للموسوسين: (وهذه طريقة الحرورية الخوارج، ابتلوا بالغلو في غير موضعه، وفي التساهل في موضع الاحتياط، قال: ومن فعل ذلك فكأنه يعترض على أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وسائر المسلمين).

مداخل الوسوسة
المجالات والمداخل التي يدخل منها الشيطان على الغلاة الموسوسين كثيرة جداً لجريان الشيطان من ابن آدم مجرى الدم، كما أخبر الصادق المصدوق، لتحقق كيده لبني آدم إلا المخلصين منهم؛ فالشيطان له مع جميع الخلق مسالك مختلفة تناسب كلاً منهم، أخطرها وأكثرها ولوجاً ووسوسة له ثلاثة هي:

أولاً: التفكير في ذات الله وصفاته
على الرغم من أن العباد نهوا أن يتفكروا في ذات الله، وفي حقيقة صفاته وكيفيتها، وأمروا أن يفكروا في مخلوقات الله الدالة على قدرته، إلا أننا نجد الشيطان يوسوس لبعضهم ويورد عليهم أسئلة تضيق منها صدورهم ويتحرجون منها، مصداقاً لما تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حدث ذلك لبعض أصحابه.
فقد صح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؛ قال: وقد وجدتمهوه؟ قالوا: نعم؛ قال: ذلك صريح الإيمان".
وفي رواية عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة؟ قال: تلك محض الإيمان".10
وفي رواية: "لأن يكون أحدنا حُمَمَة – أي فحماً – أحب إليه من أن يتكلم به".11
وعن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: "تسألون حتى تقولوا: هذا الله خلقنا فمن خلق الله"، قال أبوهريرة: "فوالله إني لجالس يوماً إذ قال لي رجل من أهل العراق: هذا الله خلقنا فمن خلق الله؟ قال أبوهريرة: فجعلت إصبعي في أذني وصحت: صدق رسول الله، الله الواحد الأحد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد".
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله؛ فيقول: من خلق السموات والأرض؟ فيقول: الله؛ فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدُكم شيئاً من ذلك فليقل: آمنتُ بالله ورسوله".
قال الحافظ ابن الجوزي في تلبيس إبليس له تحت عنوان "تلبيس إبليس على العوام"12: (قد بينا أن إبليس إنما يقوى تلبيسه على قدر قوة الجهل، وقد افتن فيما فتن به العوام، وحصر ما فتنهم ولبَّس عليهم فيه لا يمكن ذكره لكثرته، وإنما نذكر من الأمهات ما يستدل به على جنسه، والله الموفق.
فمن ذلك أنه يأتي إلى العامي فيحمله على التفكر في ذات الله عز وجل وصفاته، فيشكك، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
إلى أن قال: وإنما وقعت هذه المحنة لغلبة الحس، وهو أنه ما رأى شيئاً إلا مفعولاً).

وللتغلب على هذا
1. استصحاب قوله صلى الله عليه وسلم: "تفكروا في مخلوقات الله ولا تفكروا في ذات الله".
2. استشعار عظمة الله وجلاله والاجتهاد في شغل القلب بذلك.
3. التذكر بأن عقولنا البشرية مهما كانت لا يمكنها قط إدراك حقيقة وكيفية صفات الله عز وجل، وإذا كان الإنسان لا يدرك كنه نفسه فكيف بالذات العلية؟
4. تذكر ما آل إليه أئمة علم الكلام من الندم والرجوع صاغرين إلى منهج أهل السنة، وهو التسليم المطلق وتمنيهم إيماناً كإيمان العجائز.
5. الإكثار من التعوذ خاصة من الشك والريب.
قال تعالى: "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم".28
وقال: "من شر الوسواس الخناس".29
قال القرطبي في تفسير30 قوله: "فاستعذ بالله": (أي اطلب النجاة من ذلك بالله، فأمر تعالى أن يدفع الوسوسة بالالتجاء إليه، والاستعاذة به، ولله المثل الأعلى، فلا يُستعاذ من الكلاب إلا برب الكلاب، وقد حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سوَّل لك الخطايا؟ قال: أجاهده؛ قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده؛ قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده؛ قال: هذا يطول، أرأيتَ لو مررتَ بغنم فنبحك كلبها ومنع من العبور، ما تصنع؟ قال: أكابده وأرده جهدي؛ قال: هذا يطول عليك، ولكن استغث بصاحب الغنم يكفه عنك).
وصحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه كما خرجه مسلم في صحيحه وغيره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطان أحدَكم فيقول له: من خلق كذا وكذا، حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته".
وفي رواية في الصحيح عنه رضي الله عنه: "ذلك صريح الإيمان".
وعن ابن مسعود عند مسلم قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: "تلك محض الإيمان".

المراد بصريح أومحض الإيمان
قال القرطبي: (هذا ليس على ظاهره، إذ لا يصح أن تكون الوسوسة نفسها هي الإيمان، لإن الإيمان اليقين، وإنما الإشارة إلى ما وجدوه من الخوف من الله تعالى، أن يعاقبوا على ما وقع في أنفسهم، فكأنه قال: جزعكم هذا هو محض الإيمان وخالصه، لصحة إيمانكم وعلمكم بفسادها، فسمى الوسوسة إيماناً، لما كان دفعها، والإعراض عنها، والرد لها، وعدم قبولها، والجزع منها صادراً عن الإيمان، وأما أمره بالاستعاذة فلكون تلك الوساوس من آثار الشيطان).
6. يكثر الموسوس من ترداد قوله تعالى: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم".31
خرج أبوداود في سننه32 بسنده إلى أبي زميل قال: "سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به؛ قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: "فإن كنتَ في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك"33 الآية، قال لي: إذا وجدتَ في نفسك شيئاً فقل: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم".
7. الإكثار من ذكر الله، لقوله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"34، فالإكثار من ذكر الله يطرد الشكوك ويجلب اليقين ويحرز صاحبه من الشيطان.
فالحرص على أذكار الصباح والمساء وفي كل المناسبات وعلى جميع الأحوال يحول بين وساوس الشيطان وخطراته ونزعاته، نحو:
• قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" عشر مرات أومائة، فقد جاء في فضلها: "وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي" الحديث.
• عندما يأوي المرء إلى فراشه يقرأ آية الكرسي، فكما صح من حديث أبي هريرة يرفعه: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"، وقال لي: لا يزال عليك من الله حافظ ولن يقربك شيطان حتى تصبح".
8. اللهو عنها وعدم الاسترسال معها، والاجتهاد في طردها، هذا أنفع علاج لجميع أنواع الوساوس التي يتعرض لها الإنسان، وإهمال ذلك عامل أساسي يمكن الشيطان من الإنسان.
وهذا العلاج يحتاج إلى شيء من قوة الإرادة، وصادق العزيمة، أما من كان ضعيف الإرادة، خائر العزيمة، فلن تجدي معه هذه الوسيلة شيئاً.
9. الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، والاستعاذة من الشك والشرك.
10. تذكر المرء لعداوة الشيطان الأبدية لبني آدم، وقسمه وإصراره على ذلك، وأن كل ما يلقيه إلى بني آدم فهو الشر المحض.

التعديل الأخير تم بواسطة أم مريم. ; 20-06-2009 الساعة 10:18 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة