عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-05-2009, 09:09 PM   #5
معلومات العضو
إسلامية
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية إسلامية
 

 

افتراضي

جزاك الله خيرا أختي وروده على هذه المشاركة الطيبة


فتأملت هذا الأواه المنيب الذي يناجي ربه، فوجدته لص الأمس


فنعم أختاه ... ومن هو الذي يجرؤ أن يقنط أحد من رحمة الله ومن الذي يتألى على الله !!!


قال أبو هريرة – رضي الله عنه - : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

( كان رجلان في بني إسرائيل مُتواخِيين ، فكان أحدهما يذنب ، والآخر مجتهد في العبادة ، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب ، فيقول له : أقصر ، فقال : خلني وربي ، أبعثت علي رقيباً ، فقال : والله لا يغفر الله لك ، أو لا يدخلك الجنة ، فقبض أرواحهما ، فاجتمعا عند رب العالمين ، فقال ( أي الله ) لهذا المجتهد : أكنت عالما بي ؟ أو كنت على ما في يدي قادرا ؟
وقال للمذنب : اذهب فأدخل الجنة برحمتي ، وقال للآخر : اذهبوا به إلى النار )

قال أبو هريرة والذي نفسي بيده ، تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته .


شرح الحديث :

(كان رجلان في بني إسرائيل مُتواخِيين) أي اتخذ كل واحد منهما الآخر اخا له في الله تعالى : يتناصحان لعمل الخير ، لذلك كان المجتهد في العبادة ينكر على الآخر الذنب ، ويقول له أقصر ، أي كف عن فعل الذنوب وتب إلى الله تعالى ، ( فقال له ) المذنب : ( خلني وربي ) أي اتركني وما يفعل ربي بي ، فاني اعتقد ان الله تعالى غفور رحيم ، يغفر الذنوب جميعاً ، ورحمته وسعت كل شيء .

وفيه إشارة إلى إنه كان حسن الظن بالله تعالى راجيا منه أن يغفر له ذنوبه ، إذا تاب منها ، وندم عليها ، وأستغفر ربه منها ، ولذا قال : ( خلني وربي ) أي فإن ظني بالله وبمغفرته عظيم ، ثم قال له ( أبعثت ) أي ارسلت ( علي رقيبا ) من جهة الله تعالى ، وقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( وما أنت عليهم بوكيل ) ، فالرقيب على العباد هو الله تعالى وحده ، وهذا منه حسن في العقيدة تستأهل وتستدر مغفرة الله تعالى لمن اتصف بها .

فقال له المجتهد في العبادة (والله لا يغفر الله لك ) أو قال له (والله لا يدخلك الله الجنة ) وهذه الكلمة كما قال أبو هريرة رضي الله عنه هي التي أوبقت دنياه وآخرته .

أوبقت دنياه فأحبطت أعماله الصالحة التي كان يجتهد فيها ، لكفره بذلك ، قال تعالى : ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، و أوبقت آخرته ، فلم تبق لأعماله ثوابا ، ولا أجراً ...

لذلك استحق أن يقال فيه : ( اذهبوا به إلى النار )

ويحتمل كما قال النووي أن المراد اذهبوا به إلى النار مخلداً ، إذا كان قد صدر منه- ولو بقلبه – ما يكون كفراً ..

ويحتمل ان المراد اذهبوا به إلى النار يعذب فيه عذاب عصاة المؤمنين تطهيراً لهم من ذنوبهم التي ارتكبوها ، لأن هذا اقترن إثماً عظيماً ، وهو حكمه جازماً بأن الله تعالى لن يغفر لأخيه العاصي ولا يدخله الجنة .

والله تعالى يقول : ( أهم يقسمون رحمة ربك ) ؟ والمغفرة والعذاب الوارد الوعد والوعيد بهما ، تحت مشيئة الله وحده ، ليس لمخلوق أن يجزم بحصول أحدهما لمخلوق : لنفسه أو لغيره ، وإلا كان تحكماً منه في إرادة الله وعلى أفعاله تعالى .

فالمذنب الراجي لمغفرة الله أدخله الله الجنة ، والطائع الذي تألى على الله دخل النار...

نعوذ بالله تعالى من الزلل في القول والعقيدة والعمل ... آمين


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة