عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-05-2009, 12:21 AM   #1
معلومات العضو
أبا الحسن
عضو موقوف

I11 يستجاب للعبد ما لم يعجل‏


‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عبيد ‏ ‏مولى ‏ ‏ابن أزهر ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ‏



فتح الباري بشرح صحيح البخاري


‏قوله ( عن أبي عبيد ) ‏
‏هو سعد بن عبيد . ‏

‏قوله ( مولى ابن أزهر ) ‏
‏اسمه عبد الرحمن . ‏

‏قوله ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ) ‏
‏أي يجاب دعاؤه .
وقد تقدم بيان ذلك في التفسير في قوله تعالى ( الذين استجابوا لله ) . ‏

‏قوله ( يقول دعوت فلم يستجب لي ) ‏
‏في رواية غير أبي ذر " فيقول "بزيادة فاء واللام منصوبة , قال ابن بطال :المعنى أنه يسأم فيترك الدعاء فيكون كالمان بدعائه , أو أنه أتى من الدعاء ما يستحق به الإجابة فيصير كالمبخل للرب الكريم الذي لا تعجزه الإجابة ولا ينقصه العطاء . وقد وقع في رواية أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة عند مسلم والترمذي " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم , وما لم يستعجل .
قيل : وما الاستعجال ؟ قال : يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي , فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء "ومعنى قوله يستحسر وهو بمهملات ينقطع .
وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء , وهو أنه يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار , حتى قال بعض السلف لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة , وكأنه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه " من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة "الحديث أخرجه الترمذي بسند لين وصححه الحاكم فوهم , قال الداودي :يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة وما قام مقامها من الادخار والتكفير انتهى .
وقد قدمت في أول كتاب الدعاء الأحاديث الدالة على أن دعوة المؤمن لا ترد , وأنها إما أن تعجل له الإجابة , وإما أن تدفع عنه من السوء مثلها , وإما أن يدخر له في الآخرة خير مما سأل .
فأشار الداودي إلى ذلك , وإلى ذلك أشار ابن الجوزي بقوله :اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد , غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا , فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض .
ومن جملة آداب الدعاء تحري الأوقات الفاضلة كالسجود , وعند الأذان , ومنها تقديم الوضوء والصلاة , واستقبال القبلة , ورفع اليدين , وتقديم التوبة , والاعتراف بالذنب , والإخلاص , وافتتاحه بالحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسؤال بالأسماء الحسنى , وأدلة ذلك ذكرت في هذا الكتاب .
وقال الكرماني ما ملخصه : الذي يتصور في الإجابة وعدمها أربع صور : الأولى عدم العجلة وعدم القول المذكور , الثانية وجودهما , الثالثة والرابعة عدم أحدهما ووجود الآخر , فدل الخبر على أن الإجابة تختص بالصورة الأولى دون ثلاث , قال : ودل الحديث على أن مطلق قوله تعالى ( أجيب دعوة الداع إذا دعان ) مقيد بما دل عليه الحديث .
قلت : وقد أول الحديث المشار إليه قبل على أن المراد بالإجابة ما هو أعم من تحصيل المطلوب بعينه أو ما يقوم مقامه ويزيد عليه , والله أعلم . ‏

التعديل الأخير تم بواسطة أبا الحسن ; 11-06-2009 الساعة 04:48 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة