جزاك ِ الله خيرا اختنا الفاضلة ام عبد الرحمن ، موضوع هام حقا
مرحلة حرجة ، عند جميع الأشخاص على الأغلب ،
ولكنها قد تشكّل منعطفا خطيرا إلى أبعد الحدود عند ( بعض الحالات ) وهذا ما أحب أن أتحدث عنه .
هناك مشكلة عميقة حقا تحدث نتيجة ( لتغيير البيئة ) عند بعض الأشخاص ،
ومنشؤها ( عدم الالفة) و هو ان الشخص لا يستطيع التأقلم مع بيئة جديدة ،
والخطر الكامن حقا في فقدانه للألفة مع ذاته في هذا المكان ،
فيشعر بالملل ويشعر انه في كهف وانه على هامش الحياة ، وهذا ما اسميه ( خلل الانسجام الذاتي ) ، ويليه ( خلل إدارة الذات )
شعور ( بأنه على هامش الحياة ) ، وهو مرتع خصب للشيطان ، يدفعه الى فقدان حس المسؤولية على ما حوله ، وما بداخله ، فيشعر وكما انه انسان معزول عن هذه الدنيا ، لا يشارك على مسرحها ، فيحرر نفسه من الالتزامات والمسؤوليات ،
يشعر وكأنه تم ( تفريزه وتجميده ) في هذه الفترة ، كالمجمدات التي نحتفظ بها في البرادات لنستعملها خلال المواسم ....
وكأنه لا يجب أن يُحاسب على شيء، كالتقصير في أداء الواجبات الدينية ، ، في مكان فقد فيه ذاته ، لأنه لا يستطيع ادارة التفاهم مع شيء مما حوله .،
محيط الشخص ( البيئة + الأشخاص ) هم المصدر لاكتساب التصورات والافكار والسلوكات الجديدة ،
وهو بالتالي لا يستطيع اكتساب أي تصرفات وتصورات جديدة في هذه البيئة المختلفة بنفس المهارة التي يمكن ان يكتسبها ان كان وسط المحيط المتآلف معه ،
لذلك فهو يحاول دوما العودة الى محتواه الأصلي ، وقد ( ينسخ أو ينقل ) ما اكتسبه من جديد ، ويمارسه بألفة أكبر في محيطه القديم.
وبينما هو يعتقد أنه عاد لحياته ومحيطه الطبيعي الذي يألفه ، قد يقوم ببعض التصرفات الشاذة غير المألوفة ، ولا يجد فيها حرجا أو شذوذا عن محيطه ، لأن ( فترة التجميد ) أفقدته حس المقارنة بما هو مقبول وما هو غير مقبول .
وهذا نراه واضحا عند بعض المغتربين العائدين وما نلمسه من تحوّل في الشخصيات والطباع .
وأكثرهم ممن يكونون ( قبل هذه التجربة ) ، من الأشخاص المنزويين ، الخجولين اجتماعيا .