أختي الفاضلة ريتا ، جزاك الله خيرا وبارك فيك
وحياك الله بيننا ونأمل ان تستمري معنا ، لفت نظري اسلوبك الكتابي الجميل، ونأمل ان نقرأ لك دوما هنا
أتمنى ان تكوني حصلت على الاجابة على جميع استفساراتك من الاخوات الفاضلات
أختي الفاضلة ، لا أحد يستطيع تقرير علاقتك بخالقك الا انت، فلا تلتفتي الى من حولك ، واسألي نفسك عن علاقتك بالله ، هل تحبينه وتسعين الى رضاه ؟ إن معك مفتاحا أساسيا قويا وهو محافظتك على الصلاة وقراءة القرآن ، وستقتربين من الله أكثر، وستحبين ان ترضيه في كل معاملاتك واسلوبك وتصرفاتك ومظهرك ،
مسألة الحجاب تناولتها اراء فكرية متضادة خاطئة.، ولا بد لنا ان نفهم حقيقة الوضع حتى لا نقع ضحية هذه الافكار دون وعي منا ....
اولا ... الناحية القبلية العصبية ، حيث اشادت بعض هذه الجماعات بوجوب الحجاب الشرعي للمرأة ، لانه يوافق ما هم عليه من التزمت القبلي ، وينهج نهج ثقافة العيب السائدة لديهم، ودليل ذلك، ما رأيته انا شخصيا عند بعض هؤلاء الافراد.. ان الاب الذي يكاد يجن جنونه اذا ظهرت شعرة واحدة من رأس ابنته... .... هو من ناحية اخرى لا يهتز كثيرا..بل ويغمض عينيه اذا لاحظ انها لا تؤدي فروض الصلاة على اوقاتها..او لا تصلي من اصله. ... اذن هذا الجنون وهذه الغضبة ليست لمخالفتها اوامر الله. ولكن لمخالفتها ما هو سائد لديهم.
اما الجماعة الاخرى (وهم الادهي والانكى)...فهم يدعون الى التحرر الخارجي للمرأة .. ما دام الايمان في داخلها...
وهؤلاء..هم في الاصل ضحايا الافكار (العلمانية) والذين ادى (فقدان الذات) لديهم الى (الانبهار والاستمداد غير الواعي) من الثقافات المتحضرة .. التي قامت بفصل الدين عن الحياة.
هذه الجماعة المغلفة (بالعلمانية)... وهي تعي ذلك او لا تعي... تحكم على الحجاب بأنه كبت نفسي للمرأة ، وتدعوها للتحرر من القيود الموروثة ما دامت تؤمن بل وتصلي في اغلب الاحيان....
وكدليل على صحة اعتقادهم... يسوقون لك الامثلة التي لا تنتهي المقارنات فيها بين تصرفات هذه المحجبة وتلك غير المحجبة ، فالحجاب اذن ليس دليل على نقاء جسد المرأة .. او نقاء ايمانها.... او صفاء اخلاقها...
ورغم هذه الجماعة او تلك الاولى ، فما لا شك فيه ان الجماعتين وقعتا تحت خطأ كبير...واغفلتا.. ان الحجاب الشرعي هو امر من الله تعالى لكل مؤمنة يجب التقيد به ، وهو ليس الثرموميتر الذي نعتمد عليه في تقدير حرارة الايمان داخل كل مسلمة ، وليس المؤشر السهمي لحسن السلوك الاجتماعي .
وان هذا الامر في الاصل.. هو لحماية الرجل دون الوقوع في براثن رغباته الفطرية والتي تحوله عن التفكير بالاخرة والاستعداد لها، الى التفكير بالدنيا ومغرياتها....فحجاب المرأة اذن هو لأسباب تخص الرجل اولا واساسا ولحمايته من الوقوع في الفتنة وللمحافظة على نقاء ايمانه.
اما للمرأة.. فهو تمثيل لطاعتها لاوامر الله التي تعود عليها بالخير في الاخرة... وحماية لها كذلك في الدنيا من تحرشات ضعاف النفوس.المرأة المسلمة مأمورة به ليس لكي تظهر أجمل ،وبغلاف اجمل ، لأنه يفترض ان الحجاب اخفاء للجمال ، والواقع يقول انها ستبدو اجمل طبعا بلا حجاب ، وبكامل زينتها .. ، فما الذي يجب ان يدفعها الى ان تتخلى عن هذه النزعة الموجودة داخل اي انسان وحبه للظهور بمظهر أجمل، ؟ هل لأنها ستبدو أجمل في الغلاف الشرعي ؟ طبعا هذا ينافي الواقع الملموس لأن المرآة تقول انها اخفت كل جمالها ، ولكنه السعي والرغبة في الحصول على رضا الله لأن الله من أمرنا بذلك ، وحبنا له وخوفنا منه يفرض علينا ان لا نخالف اوامره
والشيطان طبعا هدفه الاساسي هو تأخيرنا عن فعل الصالحات التي تقربنا من الله والتي تعيننا على الفوز برضاه ، وكلما سوفنا فعل الصالح من الأعمال ، زادت المسافة بيننا وبينها واصبح من الصعب علينا العمل بها ، فليستغل الفرد اية لحظة يشعر بها انه قادر الآن على القيام بالواجب المطلوب منه، ولا شك ان المرء تمر به هذه اللحظات ، التردد ، فإذا خيّل اليك في لحظة ما ان ترتدي الحجاب فارتديه فورا دون تفكير ...وتذكري ان الاصل ان نطيع اوامر الله بلا تردد . حتى لو لم تميل نفوسنا الى ذلك ، فما هي الطاعة الا مجاهدة النفس ؟
والطبيعي اننا عندما نؤجل مرارا القيام بواجباتنا ، تتراكم ويصبح من الصعب حملها والقيام بها على أكمل وجه ، فكيف عندما يكون هذا الواجب متعلقا بما أمرنا به الله ؟ كيف سنحمل هذا الحمل المتراكم من التقصير ؟