عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-03-2009, 12:05 PM   #2
معلومات العضو
علينا باليقين
راقية شرعية ومشرفة عامة على ساحات الرقية

افتراضي

حياك الله اختي الفاضلة

لايوجد دليل من كتاب أو سنة علي هذا الكلام ،والله أعلم

ان أردت معرفة تفسير الآية السابعة والثلاثون من سورة ص ( والشياطين كل بناء وغواص * وآخرين مقرنين في الأصفاد )

، لقد تم بحث المسألة في الرد على أحد الإخوة الأفاضل وعلى النحو التالي :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أخي الحبيب ( إدريس ) ، حول موضوع ( الغواص ) ، فاعلم يا رعاك الله أن مسائل الغيب من الأمور التوقيفية التي لا يجوز الخوض فيها إلا بدليل نصي صريح من الكتاب والسنة ، وقبل أن أتكلم حول هذا المفهوم أعود للشرح الخاص بما ذكره علماء الأمة حول هذا المصطلح أو المعنى :

يقول محمد نسيب الرفاعي – رحمه الله – في مختصره لتفسير القرآن العظيم لابن كثير في تفسير الآية السابعة والثلاثون من سورة ص ( والشياطين كل بناء وغواص * وآخرين مقرنين في الأصفاد ) : ( أي منهم ما هو مستعمل في الأبنية الهائلة من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب ، وقدور راسيات إلى غير ذلك من الأعمال الشاقة ، التي لا يقدر عليها البشر ، وطائفة غواصون في البحار يستخرجون ما فيها من اللآلئ والجواهر والأشياء النفيسة ، التي لا توجد إلا فيها 0 ( وآخرين مقرنين في الأصفاد ) أي موثقون في الأغلال والأكبال ، ممن قد تمرد وعصى وامتنع من العمل وأبى ، أو قد أساء في صنيعه واعتدى ) ( تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير – 4 / 34 ) 0

يقول – رحمه الله – أيضاً في تفسير الآية الثانية والثمانون من سورة الأنبياء ( ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملاً دون ذلك وكنا لهم حافظين ) : ( أي في الماء يستخرجون اللآلئ والجواهر وغير ذلك " ويعملون عملاً دون ذلك " من البناء والغوص " وكنا لهم حافظين " أي يحرسه الله من أن يناله أحدٌ من الشياطين بسوء ، بل الكل في قبضته وتحت قهره ولا يتجاسر أحد أن يدنو منه ، وهو الذي يحكم فيهم بإذن الله إن شاء أطلق وإن شاء حبس منهم من يشاء ) ( تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير – 3 / 180 ) 0

قلت : ومن خلال ما ذكره أهل العلم يرى أن الجن كانت مسخرة لسليمان في بناء الأبنية العظيمة الشاهقة ، وكذلك الغوص في الماء لاستخراج اللآلئ والجواهر الثمينة ، وهذا لا يعني أن هناك نوع من أنواع الجن على هذه الصفة أو الشاكلة ، إنما ذكر الصفة التي كان يقوم بها الشياطين ، والذي أكدته النصوص النقلية الصريحة أن أنواع الجن ثلاثة ، لما ثبت من حديث أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الجن ثلاثة أصناف ، فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) ( صحيح الجامع 3114 ) 0

ولما ثبت أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابا السائب دخل على أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – في بيته ، فوجده يصلي ، قال : فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته ، فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت ، فالتفت ، فإذا حية ، فوثبت لأقتلها ، فأشار الي أن اجلس ، فجلست ، فلما أنصرف أشار إلى بيت في الدار ، فقال : أترى هذا البيت ؟ قلت : نعم 0 قال : ( كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس ، قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق ، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار ، فيرجع إلى أهله ، فاستأذنه يوما ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خذ عليك سلاحك ) فإني أخشى عليك قريظة ، فأخذ الرجل سلاحه ، ثم رجع ، فإذا امرأته بين البابين قائمة ، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها ، وأصابته غيرة ، فقالت له : أكفف عليك رمحك ، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني ، فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش ، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ، ثم خرج ، فركزه في الدار فاضطربت عليه ، فما يدري أيهما كان أسرع موتا : الحية أم الفتى ؟ قال : فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له ، وقلنا أدع الله يحييه لنا ، فقال : ( استغفروا لصاحبكم ) ، ثم قال : ( إن بالمدينة جنا قد أسلموا ، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام ، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه ، فإنما هو شيطان ) ( صحيح الجامع 2037 ) 0

ومن هنا نعلم يقيناً بأن أنواع الجن ثلاثة كما ثبت في الصحيح ، أما ما ذكر من الجن الغواص فإنما هيَّ صفة للفعل وليس للنوع ، والله تعالى أعلم 0

أما ما ذكرته أخي الكريم من صفات خاصة بالحالة المرضية من الشعور بالعوم وطعم الماء ، فقد يكون ذلك من باب التدليس والخداع ، وقد يكون ذلك من باب أن هذا النوع من الشياطين يعيشون في مناطق بحرية أو أنهم يحبون الماء ، وقد حصل معي بعض الحالات التي أصيبت على شواطئ البحار ، وبخاصة لأناس يستخدمون الفحم ثم يرمونه في الماء وهو حار دون التسمية ، وتفسير ذلك ما أشرت إليه آنفاً ، ولا يتعلق ذلك مطلقاً بالنوع لما بينه علماء الأمة الأجلاء ، والله تعالى أعلم 0

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أبو هريرة الأثري ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

أختك في الله
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة