عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2009, 03:04 AM   #12
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي 10- عمل الزار لإخراج مس الجآن:

10- عمل الزار لإخراج مس الجآن:

مما لا شك فيه أن مس الجن للإنس وهو ما يعرف بالصرع وهو ثابت ومشاهد ولا يماري فيه إلا مكابر معاند ويدل عليه قوله تعالي:
** الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ** ( سورة البقرة: 275)
قال القرطبي في تفسير هذه الآية ( 3/355)
في هذه الآية دليل علي فساد من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس.." أهـ
(و يراجع كذلك تفسير الطبري وابن كثير والألوسي عند هذه الآية لتعلم حقيقة هذا القول)
- وثبت في صحيح البخاري ومسلم عن عطاء بن أبي رباح قال:
قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟!، قلت: بلي ، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي  فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة ،وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، فقالت: أصبر ، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي ألا أتكشف فدعا"
وذكر الحافظ ابن حجر( 10/115) أن هذا الحديث له طريق آخر عند البزار عن ابن عباس وفيه أن هذه المرأة وتدعي أم زُفر قالت :
"إني أخاف الخبيث أن يجردني "
فقال الحافظ:إأن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن.
- وثبت في مسند الإمام أحمد عن ابن مسعود قال:
"كان رسول الله  إذا دخل في الصلاة يقول : اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخة ونفثه"
همزه : الموتة جنس من الجنون والصرع يعتري الإنسان فإذا أفاق عاد إليه عقله كالنائم والسكران ( لسان العرب ( 6/4296)
نفثه : الشعر نفخه : الكبر
يقول بن كثير في البداية والنهاية ( 1/61) فهمزه : الموتة: وهو الخنق الذي هو الصرع " أهـ
- وكذلك جاء في رسالة الجن ص6 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
قلت لأبي أن أقواماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الأنس فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم علي لسانه.


- وكذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مختصر الفتاوى المصرية ص84:
وجود الجن ثابت بالقرآن والسنة واتفاق سلف الأمة ، وكذلك دخول الجني في بدن الأنس ثابت باتفاق أئمة السنة ، وهو أمر مشهود محسوس لمن تدبره ، يدخل في المصروع، ويتكلم بكلام لا يعرفه بل ولا يدري به ، بل يعذب ضرباً لو ضربه جمل لمات ولا يحس به المصروع
وقوله تعالي ** الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ** ( سورة البقرة: 275)
وقوله  : "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم" وغير ذلك يصدقه. " أهـ
خلاصة ما سبق أن الصرع ومس الجن ثابت بالكتاب والسنة وأقوال الأئمة ،
وأن سببه كما يقول ابن القيم – رحمه الله:
أكثر مرضي الأرواح الخبيثة تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من خصال الذكر والتحصينات النبوية والإيمانية فتلقي الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح له " أهـ

وبالفعل فإننا نجد من أصيب بمرض الصرع نتيجة البعد عن الله والتجرؤ علي الذنوب لكن سرعان ما يحاولون العلاج فيعمدوا إلي طرق شيطانية ليست علي هدي خير البرية  ومنها عمل الزار لإخراج الجآن.
والزار : ما هو إلا عبادة وثنية قديمة جداً في إفريقيا تقوم علي موسيقي عنيفة قد تستمر أحياناً عدة ساعات وحركات هستيرية ورقص من المريض أو المريضة يشاركه أو يشاركها الأصدقاء والأحباب مع تصاعد رائحة البخور وإحضار ديك أحمر أو ذبح خروف أبيض وشرب المريض لدمه والارتماء علي الأرض بعد الرقص.
والناظر إلي هذه الحالة يجد أن فيها مآخذ كثيرة جداً منها:
1- أنها بعيدة كل البعد عن منهج الله وعن الطريق الصحيح لعلاج مثل هذا المرض.
2- فيها تبذير وإسراف.
3- فيها اختلاط بين الرجال والنساء
4- استعمال لآلات الطرب وذبح الطيور والحيوانات وقد تكون علي غير اسم الله فيكون الذبح للجن تقرباً إليه من دون الله وهذا من الشرك وقد قيل قديماً
ثلاثة تشقي بهم الدار .... العرس والمأتم ثم الزار
فخرافة الزار انتشرت في بيوت المسلمات فلا سبيل إلا بالرجوع إلي هدي ربنا وسنة نبينا  للتخلص من هذا الجهل وهذه الخرافات التي امتلأت بها بيوت المسلمين .

ولعل سائلة تسأل فتقول قد علمنا أن الزار من الخرافات لكن ما هو العلاج ؟
فنقول أن العلاج من الصرع يتلخص في الآتي:
1- تحقيق العبودية لله ـ عز وجل ـ والالتزام بالكتاب والسنة.
2- كثرة الطاعات والمحافظة علي الوضوء.
3- قراءة وسماع سورة البقرة ، وكثرة تلاوة القرآن ، والصلاة في البيت ( النوافل بالنسبة للرجال)
4- أذكار الصباح والسماء والمحافظة عليها.
5- حفظ الجوارح عن المعاصي والذنوب.
6- مصاحبة الأخيار والبعد عن الأشرار
7- تطهير البيت من الغناء ، والجرس والكلب ، والتصاوير والتماثيل وآلات اللهو، وجعل الذكر للسان كاللعاب للفم.
8- كثرة الاستعاذة من الشيطان علي المريض ، والنفث فيه بالآيات والدعوات الشرعية لقوله  : كما في صحيح مسلم " لا بأس بالرقي ما لم يكن شرك" بقراءة القرآن أو بذكر الله () وأسمائه الحسني وصفاته العلا فكل هذا جائز.
أما أن تكون بكلام غير مفهوم أي بغير لسان العرب أو الاستعانة بالجن أو غير ذلك فلا يجوز.
وبعد...فهذا آخر ما تيسر جمعه في هذه الرسالة
نسأل الله أن يكتب لها القبول وأن يتقبلها منا بقبول حسن ، كما أسأله سبحانه أن ينفع بها مؤلفها وقارئها ومن أعان علي إخراجها ونشرها ......إنه ولي ذلك والقادر عليه .
هذا وما كان فيها من صواب فمن الله وحده ، وما كان من سهو أو خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله منه براء وهذا بشأن أي عمل بشري يعتريه الخطأ والصواب ، فإن كان صواباً فادع لي بالقبول والتوفيق ، وإن كان ثم خطأ فاستغفر لي
وإن وجدت العيب فسد الخللا .... جل من لا عيب فيه وعلا
فاللهم اجعل عملي كله صالحاً ولوجهك خالصاً ، ولا تجعل لأحد فيه نصيب
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

هذا والله تعالى أعلى وأعلم .........
بقلم الشيخ ندا أبو أحمد
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة