عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-01-2009, 03:56 AM   #16
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

(1/110)

الرشد خير فنسبوه إلى الله، وأما الشر فلا ينسب إليه، كما جاء في الحديث الصحيح: « والشر ليس إليك » (1) ، وهذا من الأدب الصالح، من أدب الجن المؤمنين، ومن أدب الخضر عليه الصلاة والسلام ، قال في العيب: ** فأردت أن أعيبها ** (2) وفي اليتيمين: ** فأراد ربك ** (3) وهذا من الأدب المناسب مع الله سبحانه .
__________
(1) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (771),سنن الترمذي الدعوات (3422),سنن النسائي الافتتاح (897),سنن أبو داود الصلاة (760),سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (864),مسند أحمد بن حنبل (1/103),سنن الدارمي الصلاة (1238).
(2) سورة الكهف الآية 79
(3) سورة الكهف الآية 82

(1/111)

(12)
اليوم الآخر

(1/113)

قوله تعالى: ** وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض ** (1)
س52: يقول السائل: يقول الله تعالي: ** وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ** (2) [النمل: 82] . ما تفسير هذه الآية الكريمة. جزاكم الله خيرا؟
الجواب: جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها دابة تخرج في آخر الزمان عند طلوع الشمس من مغربها; قبلها بقليل أو بعدها بقليل، والله أعلم بمكثها في الأرض، ولكنها تخرج في آخر الزمان، وتكلم الناس، كما قال الله عز وجل، وأما تفاصيل أخبارها فليس في تفاصيل أخبارها أحاديث صحيحة فيما أعلم.
__________
(1) سورة النمل الآية 82
(2) سورة النمل الآية 82

(1/114)

حول السؤال عن الأعمال يوم القيامة
س53: يقول السائل في رسالته: يقول الله تعالى يوم القيامة: ** تالله لتسألن عما كنتم تفترون ** (1) [النحل: 56] ، ويقول جل وعلا: ** ولتسألن عما كنتم تعملون ** (2) [النحل: 93] ، ولكني وجدت آية في سورة الرحمن تنفي حدوث السؤال للإنس والجن يوم القيامة، يقول المولى فيها: ** فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ** (3) [الرحمن: 39] ، فكيف يمكن الجمع بين هذه الآيات التي تثبت الحساب والأخرى التي تنفي السؤال؟
الجواب: أيها الأخ السائل، اعلم أن يوم القيامة له أحوال وله شئون، وهو يوم طويل، مقداره خمسون ألف سنة، كما قال جل وعلا في كتابه
__________
(1) سورة النحل الآية 56
(2) سورة النحل الآية 93
(3) سورة الرحمن الآية 39

(1/114)

العظيم: ** تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ** (1) ** فاصبر صبرا جميلا ** (2) ** إنهم يرونه بعيدا ** (3) ** ونراه قريبا ** (4) [المعارج: 4-7] .
فهو يوم طويل عظيم، وله شئون وله أحوال، والناس فيه على أحوال، ففي وقت يسألون، وفي وقت لا يسألون، في وقت يسألهم الله عن أعمالهم، كما قال عز وجل: ** فوربك لنسألنهم أجمعين ** (5) ** عما كانوا يعملون ** (6) [الحجر: 92 ، 93] ، فيسألهم ويجازيهم، وتعرض عليهم صحائفهم، وفي وقت آخر من هذا اليوم الطويل لا يسألون، وهكذا ما في قوله جل وعلا عن الكفار أنهم قالوا: ** والله ربنا ما كنا مشركين ** (7) [الأنعام: 23] ، وفي الموضع الآخر قال: ** ولا يكتمون الله حديثا ** (8) [النساء: 42] ، ولهذا نظائر، فيوم القيامة طويل عظيم، للناس فيه شئون مع ربهم عز وجل، فتارة يقرون وتارة يجحدون، وتارة يسألون وتارة لا يسألون، فانتبه لهذا، ولا تشك في شيء من ذلك، فكله حق، والله المستعان.
__________
(1) سورة المعارج الآية 4
(2) سورة المعارج الآية 5
(3) سورة المعارج الآية 6
(4) سورة المعارج الآية 7
(5) سورة الحجر الآية 92
(6) سورة الحجر الآية 93
(7) سورة الأنعام الآية 23
(8) سورة النساء الآية 42

(1/115)

مصير من تساوت حسناته وسيئاته
س54: ما مصير من تساوت حسناته وسيئاته يوم الحساب، هل سيدخل الجنة أم لا بد أن يأخذ نصيبه من النار؟
الجواب: الله أعلم، أمره إلى الله سبحانه، لكن لا بد من القطع بأنه لا بد أن يكون مصيره إلى الجنة في المنتهى، أما كونه قد يعذب أو لا يعذب، هذا إلى الله سبحانه وتعالى; لأن الموحد الذي تساوت حسناته وسيئاته

(1/115)

منتهاه الجنة، لكن قد يعفى عنه بفضل الله سبحانه، ويدخل الجنة من أول وهلة، وقد يدخل النار بسيئاته التي لم يتب منها، فهو تحت مشيئة الله عز وجل، والله أعلم هل يدخل الجنة من أول وهلة أو لا يعفى عنه، بل يعذب على قدر المعاصي التي مات عليها ولم يتب، ثم يدخل الجنة.
هذه قاعدة عند أهل السنة والجماعة; وهي أن مصير الموحدين الجنة، سواء دخلوا النار أم لم يدخلوا النار; فمن دخلها بذنوبه فإنه لا يخلد فيها; بل يخرج منها بعدما يطهر ويمحص يخرج من النار إلى الجنة، يلقى في ماء الحياة فينبت كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم بعد ذلك يدخل الجنة، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد يعفو الله سبحانه وتعالى عن العاصي الموحد المؤمن، بشفاعة الشفعاء أو برحمته من دون شفاعة أحد، فيدخله الله الجنة جل وعلا، كما قال الله سبحانه: ** إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ** (1) [النساء: 48 و 116] .
وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعض العصاة يدخل النار ويبقى فيها ما شاء الله، ثم يخرجه الله سبحانه من النار بسبب توحيده وإيمانه وإسلامه إلى الجنة، فالذين تتساوى حسناتهم وسيئاتهم هم في حكم العصاة، وأمرهم إلى الله سبحانه وتعالى.
__________
(1) سورة النساء الآية 48

(1/116)

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم
س55: يقول السائل: للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ثلاث شفاعات، فلمن

(1/116)

تجوز الشفاعة الأولى والثانية والثالثة؟
الجواب: له عليه الصلاة والسلام ثلاث شفاعات خاصة به عليه الصلاة والسلام.
إحداها: الشفاعة العظمى في أهل الموقف يوم القيامة ، يشفع لهم حتى يقضى بينهم، وهذا هو المقام المحمود الذي قال فيه سبحانه: ** ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ** (1) [الإسراء: 79] ، هذا هو المقام المحمود الذي يبعثه الله يوم القيامة، وهو أنه يشفع في أهل الموقف عليه الصلاة والسلام إلى الله سبحانه ليقضى بينهم في هذا الموقف العظيم، حتى ينصرف كل إلى ما كتب الله له.
أما الشفاعة الثانية: فهي الشفاعة في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة ; فإنهم لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته عليه الصلاة والسلام فيشفع إلى ربه فيؤذن لهم بدخول الجنة.
الشفاعة الثالثة: خاصة بعمه أبي طالب ، يشفع في عمه أبي طالب أن يخفف عنه، قال صلى الله عليه وسلم: إنه وجده في غمرات النار فشفع له حتى صار في ضحضاح من النار، فالرسول صلى الله عليه وسلم يشفع لعمه أبي طالب فقط في التخفيف لا في الخروج; لأنه مات كافرا، هذا الذي عليه أهل العلم والتحقيق، أنه مات كافرا، أراد النبي صلى الله عليه وسلم عند موته أن يقول لا إله إلا الله فأبى وقال: هو على ملة عبد المطلب فمات على الكفر بالله.
فالرسول صلى الله عليه وسلم شفع له بأن يكون في ضحضاح من النار، بسبب ما حصل من نصره للنبي صلى الله عليه وسلم وتعبه وحمايته له عليه الصلاة والسلام، ولهذا حرص صلى الله عليه وسلم أن يسلم لكن لم يقدر له الإسلام فصار هذا من الآيات
__________
(1) سورة الإسراء الآية 79

(1/117)

الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم لا يملك هداية أحد، فالهداية بيد الله سبحانه وتعالى، فهو يهدي من يشاء، ولهذا لما مات عمه أبو طالب على الكفر أنزل الله في حقه: ** إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ** (1) [القصص: 56] ، وقال سبحانه: ** ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ** (2) [البقرة: 272] .
ولهذا شفع فيه في أن يكون في ضحضاح من النار يغلي منه دماغه -نسأل الله العافية- ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « أهون الناس عذابا يوم القيامة أبو طالب فإنه في ضحضاح من النار يغلي منه دماغه » (3) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وفي لفظ آخر يقول: « إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة من يكون له نعلان من نار يغلي منهما دماغه » (4) وهو يرى أنه أشد الناس عذابا وهو أهونهم عذابا.
وهناك شفاعات له أخرى صلى الله عليه وسلم ليست مختصة به صلى الله عليه وسلم، فهناك شفاعات فيمن دخل النار من أهل التوحيد يخرج منها، ومن لم يدخلها أن لا يدخلها من العصاة; فإن العصاة قسمان:
قسم يعفى عنه قبل دخول النار بالشفاعة أو برحمة الله سبحانه وتعالى، وعفوه جل وعلا.
وقسم يدخل النار بمعاصيهم وسيئاتهم ثم بعد ما يمضي عليهم ما شاء الله في النار يخرجون منها بشفاعة الشفعاء، أو برحمة الله سبحانه المجردة من دون شفاعة أحد; لأنه كتب جل وعلا أنه لا يخلد فيها إلا الكفرة، فالنار لا يخلد فيها إلا الكفار.
__________
(1) سورة القصص الآية 56
(2) سورة البقرة الآية 272
(3) صحيح البخاري الرقاق (6196),صحيح مسلم الإيمان (210),مسند أحمد بن حنبل (3/55).
(4) صحيح البخاري الرقاق (6194),صحيح مسلم الإيمان (213),سنن الترمذي صفة جهنم (2604),مسند أحمد بن حنبل (4/271).

(1/118)

أما العصاة إذا دخلوها فإنهم يمكثون فيها ما شاء الله ثم يخرجون، هذا هو الذي عليه أهل الحق; من أهل السنة والجماعة أن العصاة لا يخلدون في النار ولكن يمكث فيها من دخلها منهم ما شاء الله ثم يخرجهم الله من النار إلى نهر يقال له نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في ( حميل ) السيل.
وهؤلاء الذين يخرجون من النار أقسام:
منهم من يخرج بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يخرج بشفاعة غيره من الأنبياء، ومنهم من يخرج بشفاعة الملائكة، ومنهم من يخرج بشفاعة المؤمنين والأفراط، ومنهم من يبقى في النار حتى يخرجه الله برحمته، من دون شفاعة أحد، فإذا شفع الشفعاء وانتهى أمرهم يخرج الله من النار من بقي فيها من بقيه أهل التوحيد، الذين ماتوا على بعض السيئات والمعاصي، فيخرجهم سبحانه من النار فضلا منه ورحمة سبحانه وتعالى .
والأصل في هذا قوله تعالى: ** إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ** (1) مع ما ثبت من الأحاديث الصحيحة عن ذلك.
__________
(1) سورة النساء الآية 48

(1/119)

مصير أهل الفترة
س56: يقول السائل: نعلم أن من كان من أهل الجاهلية، أي: قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من أهل الفترة، وسؤالي عن حكم أهل الفترة لأنني سمعت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنه جاءه رجل فقال: أين أبي؟ فقال في النار فذهب الرجل يبكي فناداه فقال له إن: أبي وأباك في النار » (1) فهل هذا الحديث صحيح؟ أفيدونا أفادكم الله؟
__________
(1) صحيح مسلم الإيمان (203),سنن أبو داود السنة (4718),مسند أحمد بن حنبل (3/119).

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة