[الحـياة الطيبة]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي أميرة حياك الله بين إخوانك وأخواتك في منتدى الرقية الشرعية, ونسأله تعالى أن يطيب بك المقام بيننا.
قرأت ما ورد في موضوعك, بالنسبة لموضوع السحر فسأترك الإختصاص لأهله هم أدرى بهذا الأمر, وسأتكلم مع أختي الغالية التي قنطت ويئست من رحمة الله, لا يوجد شئ في الدنيا تتمنين لأجله الموت, أنت عندك 29 سنة لازلت صغيرة والمستقبل أمامك, ماذا تقول صاحبة 34 و 38 وحتى 50 ولم تتزوج وأنا أعرف من هي بعمر 50 سنة ولازالت في بيت أهلها.أين أنت أختاه الغالية من قوله تعالى " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" و قوله تعالى " الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ".أين إيمانك القوي؟ أين يقينك بأن أمر الخلائق إنسهم وجنهم بالنباتات والحيوانات والذرات وكل شئ, يتحرك بأمر الله, أنت نفسك لا تنطقين بلسانك إلا بأمر الله, هو البصير الخبير"لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" ,...لا يملك أحد من أمرك شيئا "وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" هل تعتقدين بأن الله تعالى لا يرى أمته أميرة وهي حزينة مكروبة؟ أتعتقدين بأنه تعالى لا يعلم بأن زواجك تأخر- كما تعتقدين-؟ سبحانه علام الغيوب يراك ويسمعك وينتظرك...نعم ينتظر أمته أن تجلس عند عتبة باب الرجاء...تطرق باب الملك...و تطرق وتطرق بإلحاح والدموع تنهمر....حتى يفتح لك....ويا هنائك لو فتح لك الملك بابه...سعادة ما بعدها سعادة..هذا ممكن اختاه...نعم ..في الثلث الأخير من الليل...استعدي...توضئي وأسبغي الوضوء...البسي ثيابا تليق به سبحانه و أثني عليه سبحانه واحمديه على نعمه الكثيرة ومنها البصر والكلام والمشي والصحة ولله الحمد, احك له...اشكي بثك وحظنك إليه...تضرعي بين يديه " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" و خذي بأسباب العلاج وهي الرقية الشرعية وداومي على الإستغفار والذكر وقراءة القرآن, بمعنى شامل التزمي بأوامر الله واجتنبي نواهيه, فأكثر ما يغضب الشيطان ويقتله غيظا وحنقا من هرب العبد إلى الله ولجوئه إليه. بعدها ستجدين الراحة التامة وتيسير الأمور والفلاح في الدينا والآخرة " عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري : "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته
وأخيرا أختاه أدعوك لتأمل قوله عز وجل " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ"
".
أسأله تعالى أن يشرح صدرك وينفس كربك و يفرج همك ويرزقك الزوج الصالح مرفوع الذكر في السماء عاجلا غير آجل, إنه ولي ذلك والقادر عليه.