أنا شاب من تونس عمري 22 سنة أصلي و أحاول الالتزام بديني ما استطعت. منذ طفولتي نشأت على الدين حيث ولدت و عشت السنين الخمس الأولى من عمري بمدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم و طبعت تلك الأجواء في قلبي و الحمد لله. ثم عدت إلى تونس و درست فيها كنت دائما الأول دراسيا على مستوى المحافظة. ثم بدأت المشاكل منذ سن ال15 حيث ابتليت بالاستمناء وأنا مبتلا به إلى اليوم ثم بدأت معي وساوس شديدة جدا بأن الله غير موجود و العياذ بالله و رغم مقاومة هذه الأفكار استمر ذلك معي قرابةعام و نصف كنت حينها دائما أفتش في مواضيع الاعجاز العلمي دلائل وجود الله دون أن يطمئن قلبي و لم أخبر بذلك أحدا رغم العذاب الذي كنت أقاسيه و تراجعت دراستي بشكل كبير وخلال تلك الفترة أصبحت تلازمني أيضا أوجاع مختلفة في المفاصل و الرأس و انتابني إمساك شديد مزمن و كنت أمضي أكثر من ليلة لا أذوق فيها النوم كما أصبحت أشعر بكره شديد للناس وحتى والدتي أصبحت أكرهها و صرت أنفر من أصحابي و أميل إلى العزلة لكن في نفس الوقت أصبحت دائم الذكر والتلاوة محافظا على الصلوات في المسجد ملحا في الدعاء، كنت أشعر بأن الله قريب مني و بشيء من السكينة رغم البلاء. كانت تلازمني كوابيس متكررة كلاب سود و حيات تطاردني كذلك ضيق شديد و خفقان قلب أثناء الصلاة. و ذات يوم دعوت الله و بكيت ونمت فرأيت رجلا شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر يخرج من صدري حية و يقتلها فلما استيقظت سبحان الله تلاشت وساوس العقيدة! و لكن بقية الأعراض لم تتغير بل اشتدت و خاصة النفور من الناس. كذلك أصبحت أفتح الكراس و الكتاب فلا أقدر على فهم كلمة واحدة لا أدري لماذا. المهم نجحت في الثانوية و التحقت بالجامعة في العاصمة. هناك تزايد عندي الشعور بالضيق و النفور من الناس إلى أن بلغت الأمور أقصاها فانتابتني رغبة شديدة في اعتزال الناس أجمعين فمكثت شهرين متتاليين لا أكلم إنسيا إلا قول السلام عليكم و عليكم السلام.. و كنت خلال هذه الفترة أصلي الصلوات الخمس في المسجد و أواظب على أذكار الصباح و المساء قراءة جزء و حفظ صفحة من كتاب الله يوميا. فلما رأت أمي مني تلك العزلة استدعت شخصا معروف بتقواه و بالرقية الشرعية. سألني عما يقلقني فأجبته إجمالا فقرأ أدعية و تحصينات ثم أمرني أن أضع يدي مغلقتين على ركبتي ثم بدأ يردد"من كان يؤذي هذا الشخص في نفسه ودينه فليفتح يدي و أعاهد بأن لا أوذيك" فسبحان الله أحسست كأن سبابتي تريد أن تنفتح. بعد ذلك قرأ الرقية الشرعية كاملة في أذني اليمنى . ثم قال لي قد تكون تعاني من مس أو غيره لكنك أضعفته بالتلاوة و الصلاة. و أثناء تلك الرقية انتابت أمي نوبة شديدة من البكاء خاصة في آيات السحر وعاد الراقي فقرأ الرقية عليها فنطق على لسانها الجني و قال أنهما اثنان و أنه يريد أن يفرقها عن زوجها.. المهم بعد تلك الرقية ذهبت إلى أخصائي نفسي فأعطاني بعض الأدوية خففت عني بعض التوتر.. بعد ذلك تدهورت عبادتي و صرت أتهاون بالصلاة ولم أعد أواظب على الأذكار وورد التلاوة . ثم تبت إلى الله و رجعت إلى الصلاة و لكن لا أحس بأي طعم للطاعة في رمضان الفارط واظبت على قراءة سورة البقرة كاملة على الماء يوميا و شربه على الريق عند الافطار فبعد عشرين يوما تقريبا ظهرت على جسدي بقع حمراء شديدة خاصة في الساقين و القدمين و أجريت 9 فحوصات طبية لدى 3 أخصائيين لكنهم أكدوا أن السبب غير معروف و اضطرتني البقع التي تحولت إلى قروح إلى ملازمة الفراش أسبوعين . ما أحس به الآن هو انقباض شديد جدا في الصدر كأنما أصعد في السماء أحس كأن شيءا ما يحيط بقلبي أريد أن أحس بأن الله قريب مني فلا أستطيع أريد أن أشعر بالسكينة و طمأنينة النفس فلا أسطيع طالما حلمت بأن أعاشر الناس و بالألفة و الأنس بالآخرين لكن لا جدوى و أريد التخلص من آفة الاستمناء التي تلازمني منذ سبع سنين.. هل من حل جازاكم الله خيرا فأنا أحس بيأس شديد و أن حياتي لا طائل منها و أن السبل غلقت دوني.. أفيدوني أفادكم الله و فرجوا عن أخيكم كربة من كرب الدنيا أريد أن أحس بالله قريبا مني السلام عليكم.