عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 15-11-2008, 07:37 PM   #2
معلومات العضو
ايمان نور
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي

سؤال
هل يجوز للمرأة القيام بعمليات إستشهادية؟؟
بسم الله ،والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:

الجهاد يصبح واجبا إذا دخل العدو أرضا للإسلام على الرجل والمرأة، وعلى الصغير والكبير، وعلى كل طوائف البلد حتى تتحرر أرض الإسلام ممن اغتصبها ،ولا فرق في ذلك بين رجل وامرأة ،والعمليات الاستشهادية التي يقوم بها المجاهدون هي نوع من الجهاد، بل هي من أعلى درجاته، والمرأة المسلمة التي تقدم على مثل هذا الفعل لها نفس الثواب الذي للرجل ، فثواب الأعمال الصالحة يتساوى فيه الرجل والمرأة، وعلى هذا فالعمليات الاستشهادية النسائية نوع من الجهاد في سبيل الله.

يقول الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر:
يجب أن يعلم الجميع فى مشارق الأرض ومغاربها أنه إذا وطئ العدو أرضا من أراضى المسلمين ولو شبرًا واحدًا لاحتلاله واغتصابه، أصبح الجهاد فرض عين على الرجل والمرأة والعبد والسيد، فتخرج هنا المرأة بدون إذن زوجها والعبد بدون إذن سيده، حتى المدين يخرج بدون إذن دائنه.

فالعمليات الاستشهادية النسائية عمل مشروع، ولا خلاف فيها بما أوجبه الإسلام على المرأة وتوافرت فيه شروط فرضيته بالنسبة للمرأة أو الرجل على السواء.

وموت المرأة فى المعركة شهادة فى سبيل الله، وتنال ثواب المجاهدين الشهداء من الرجال.

وإذا انتهكت الأعراض وسلبت الأرض فماذا تنتظر المرأة؟! هل تسكت، لكى يأتى عليها الدور فى الانتهاك ؟ كما أن نساء المسلمين فى العهود الأولى كن يجاهدن فى الأمور التى تسند إليهن مثل التمريض وتقديم العون للرجال فى الحرب وأحيانًا كن يقمن بالجهاد مثل الرجل، فعمة الرسول صلى الله عليه وسلم نزلت من حصنها وقاتلت رجلاً من الكافرين كان قد تسلق حصن النساء وقتلته لكنها التزمت بآداب الإسلام فى عدم الكشف عن الرجل، وتعريته ونزع سلاحه وطلبت من حسان بن ثابت ان يذهب وينزع سلاح هذا الكافر.

وأسماء بنت يزيد السكن شاركت فى إحدى المعارك ضد الروم، وقتلت بعمود خيمتها رجالاً من الروم .

فهذه نماذج نقدمها مع هذه الشهيدة الفلسطينية للعالم أجمع وللفتيات المسلمات، ليعلموا أن المرأة المسلمة دورها هام وكبير فى مسألة الجهاد ضد المعتدين المغتصبين.

ويقول الشيخ السيد وفا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر :
إذا داهم الأعداء بلادنا وجب الجهاد على الرجال والنساء، وتخرج المرأة بدون إذن وليها وهذا عذر عام للمرأة أن تخرج فيه للجهاد دون إذن أحد.
وقد سجل التاريخ الإسلامى مواقف مجيدة لكثير من النساء المسلمات المجاهدات، وجهاد المرأة قد يكون ماديًا وقد يكون معنويًا، ونفسيًا، بل لقد اشتركت بعض النساء المسلمات فى ميدان المعارك المسلحة أمثال : السيدة عائشة زوجة الرسول وأم سليم والربيع بنت معوذ وأم عطية الأنصارية ونسيبة بنت كعب.

فقد ورد عن أنس (رضى الله عنه) لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولقد رأيت عائشة بنت أبى بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانها فى أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفر غانها فى أفواه القوم.

وتقول أم عطية الأنصارية "غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات أخلفهم فى رحالهم وأصنع لهم الطعام، وأداوى الجرحى .

وما قامت به هذه الفتاة المسلمة المجاهدة من عمل استشهادى يعد رسالة خطيرة وجديدة للإسرائيليين بأن المسلمين مستمرون فى جهادهم حتى استرداد الأرض حتى لو قتل الرجال فسوف تقوم النساء بما يقوم به أعتى الرجال.

ويقول الشيخ محمد الجزار عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف:

إن هناك صفحات ناصعة من تاريخ الجهاد النسائى تبرهن على مدى مشروعية العمل البطولى الذى قامت به هذه الفتاة.

فعن الربيع بنت معوذ قالت: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسقى القوم ونخدمهم ونداوي الجرحى والقتلى إلى المدينة.
ووقفت نسيبة بنت كعب بجانب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهى تحمل السلاح وتحارب الأعداء حين انهزم المسلمون بسبب مخالفتهم الخطة التى رسمها الرسول وكان لصمود الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعدد من المسلمين ونسيبة الفضل فى عودة المسلمين إلى ميدان المعركة.

ومن قبل قامت أسماء بنت أبى بكر بدور الفدائية والبطولة فقد كانت تراقب الكفار أثناء هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم يرافقه أبوها. وقد شقت خمارها نصفين ، فكانت تضع فى أحد النصفين الطعام للرسول ولأبيها وتقوم بتوصيله لهما ولذلك سميت بذات النطاقين.

وقامت خولة بنت الأزور بأدوار بطولية فدائية تحت قيادة خالد بن الوليد فى حرب الروم. فقد قامت بعمل فدائى رائع حينما أنقذت شقيقها (ضرار) من أسر الروم، ومما يؤثر عنها أنها حاربت فى إحدى المعارك وهى ملثمة وأبلت بلاءً حسنًا فى القتال، فأعجب خالد بشجاعتها وبعد انتهاء المعركة طلبها وهو يعتقد أنها رجل وأخذ يسأله من يكون فأنكرت ولما رفع اللثام عن وجهها عرف أنها امرأة.

وهذا يؤكد أن خولة كانت تجاهد فى سبيل الله ولنصرة المسلمين، وإعزاز الإسلام لا طلبًا للشهرة والفخر ولا الوصول
على مراكز القيادة، ولا للحصول على الأوسمة والنياشين.

ونذكر عنصرًا جديدًا من عناصر الجهاد النسائى وهى زوجة سيف الدين قطز سلطان مصر، حيث ذهبت معه لملاقاة العدو، وكانت تحرس زوجها بقلبها وعقلها وعينيها، وبينما كان زوجها يقاتل الأعداء فى شجاعة وبسالة أدركت بحسها وبذكائها أن التتار يدبرون مؤامرة لقتل زوجها فقذفت بنفسها أمام زوجها لتحميه ممن يشددون عليه لقتله شخصيًا كى يضعف عزيمة المسلمين بقتل قائدهم الشجاع فأصابتها الطعنات فسقطت وهى تسبح فى دمائها وماتت شهيدة وقد أفدت زوجها والجيش الإسلامى بحياتها.

وهذه نماذج حية من جهاد المسلمات ضد أعداء الإسلام والمغتصبين لأرض المسلمين ونحن بدورنا ندعو كل بيت فى فلسطين أن يفتخر بهذه الشهيدة التى تحدت قوى الطغيان فى العالم.
والحمد لله، أن دماء المسلمين مازالت دفاقة، والإسلام مازال يغذى الروح والحمية فى نفوس الشباب وفتيات الأمة، اللهم أجمعنا معها فى جنات النعيم.

والله أعلم
يتبع بإذن الله

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة