ذكر الشيخ ابو البراء حفظه الله ما يلي :
3)- عن ابن عباس ، وعمران بن حصين ، وأبي هريرة - رضي الله عنهم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ، هم الذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون ) ( متفق عليه ) 0
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين : ( أورد بعض العلماء إشكالا على هذا الحديث وقال : إذا اضطر الإنسان إلى القراءة أي أن يطلب من أحد أن يقرأ عليه مثل أن يصاب بعين أو بسحر أو أصيب بجن 000 هل إذا ذهب يطلب من يقرأ عليه يخرج من استحقاق دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟
فقال بعض العلماء : نعم هذا ظاهر الحديث وليعتمد على الله وليتبصر ويسأل الله العافية 0
وقال بعض العلماء : بل أن هذا فيمن استرقى قبل أن يصاب أي بأن قال اقرأ علي أن لا تصيبني العين أو أن لا يصيبني السحر أو الجن أو الحمى فيكون هذا من باب طلب الرقية لأمر متوقع لا واقع وكذلك الكي ) ( شرح رياض الصالحين - 2 / 512 ) 0
أقول :
فهذا الكلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فيه تفصيل الى غير ما ذهبت اليه أخي الفاضل د . محمد هشام طاهري
حيث أن الشيخ رحمه الله يبين أن للعلماء في مسألة الإسترقاء ومنافاتها لتمام للتوكل الى قولين :
الأول : أن الإسترقاء ينافي تمام التوكل وهم الذين أخذوا بظاهر الحديث
الثاني : وهم الذين قالوا بالتفريق بين طلب الرقية قبل وقوع العلة وطلبها بعد وقوعها
الإسترقاء قبل حدوث العلة أو المرض أو من باب القاعدة الفقهية إن جازت ذكرها هنا " الدفع قبل الرفع " أي منع حصول الشيء المتوقع أولى من إزالته بعد حصوله فهذا عدوه منافيا لتمام لتوكل
أما الإسترقاء بعد حصول العلة أو المرض فهذا عند بعض العلماء لا ينافي تمام التوكل كما هو مفهوم كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
فالاول اعتبر طلب الرقية منافيا للتوكل مطلقا سواء حصلت للمريض علة أو لم تحصل
الثاني : فرّق بين عدم حصول العلة وطلب الرقية لمنعها وبين من طلبها بعد حصول العلة لديه على ما ذكرت في الثاني والثالث .
وهذا يا أخي الفاضل يخالف ما تعلمه من عدم الخلاف في أن الإسترقاء ينافي تمام التوكل مطلقا
فكان لا بد من التفصيل
وبارك الله فيكم
وانا لم اقرأ الموضوع قراءة فاحصة ولكن هذا ما تيسّر لي على عجالة
وأشكرك أخي الفاضل على حسن علمك وأدبك ونقدك البناء الهادف الى الوصول الى الحق
وانا أرى أن المسالة تحتاج الى تعمّق أكثر
والله تعالى أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم المحب : المشفق