عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-10-2008, 12:13 PM   #5
معلومات العضو
علينا باليقين
راقية شرعية ومشرفة عامة على ساحات الرقية

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عنوان الفتوى :


معنى دعاء: (اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهرالرجال...)


تاريخ الفتوى :


23 شعبان 1429 / 26-08-2008


السؤال


أنا أدعوبدعاء: اللهم أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ومن فتنة المحيا وفتنة الممات. فأرجو منكم توضيح هذه المعاني؟


الفتوى


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فغلبة الدين تعني كثرته واستيلاءه خصوصاً مع المطالبة به والعجز عن قضائه، وقهر الرجال بمعنى غلبتهم وقهرهم، وجاء في بعض روايات الحديث وغلبة العدو، وفتنة المحيا ما يعرض للإنسان من شهواتها وابتلاءاتها مع عدم الصبر ونحو ذلك، وفتنة الممات قيل هي فتنةالموت وقيل فتنة القبر وقيل عند الاحتضار ووقت خروج الروح.


قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: ومعنى فتنة المحياوالممات الحياة والموت واختلفوا في المراد بفتنة الموت فقيل فتنة القبر وقيل يحتملأن يراد بها الفتنة عند الاحتضار. انتهى.


وقال المناوي في فيض القدير: (ومن فتنة المحيا) بفتح الميم ما يعرض للمرء مدةحياته من الافتتان بالدنيا وشهواتها والجهالات أو هي الابتلاء مع زوال الصبر (والممات) أي ما يفتن به عند الموت أضيفت له لقربها منه أو المراد فتنة القبر أيسؤال الملكين والمراد من شر ذلك. انتهى.


وقال أيضاً: غلبة الدين أي استيلاؤه (وقهر الرجال) غلبتهم. انتهى.


والله أعلم.






وعبارة قهر الرجال وردت في حديث أبو داود والذي أخرجه في سننه عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم علم رجلا من الأنصار دعاء يزيل الهم ويقضي به الدين، قال له: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. وقد ضعف الشيخ الألباني هذا الحديث، وقد ورد هذا الدعاء في صحيح البخاري وغيره ولكن بلفظ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال

والمقصود بقهر الرجال أن يتسلطوا على الشخص ويستولوا عليه،.
قال صاحب تحفة الأحوذي: وفي بعض النسخ: غلبة الرجال أي شدة تسلطهم كاستيلاء الرعاع هرجا ومرجا.
وقال في فيض القدير: ضلع الدين وقهر الرجال قرينتان فإن استعلاء الغير إن كان بحق فضلع الدين أو بباطل فقهر الرجال.

وقهر الرجال -إذاً- هو استعلاؤهم على الشخص بغير حق، كما يقع من الظلمة وأهل الجور، وكلمة الرجال في الحديث على ظاهرها.


القهر منسوبة إليه سبحانه فهو سمى نفسه القاهر " وهو القاهر فوق عباده " وردت في سورة التوحيد الكبرى أي سورة الأنعام

القهر عندما ينسب إليه سبحانه يعني الغلبة والقوة والحكم المطلق فهو يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون

صفة القهر من شروط الألوهية الحقة فمن لا يقهر لا يكون جديرا بذلك لأن القهر يمكن من الحكم والتمكن والعدل وبسط الرحمة والحساب

ولكن تلك الصفة خاصة به سبحانه فلا تنسب إلى غيره إلا ظلما ومن صفاته ما دعانا إلى أن نتمثل منها ما نستطيع مثل الرحمة والود وغير ذلك ومنها ما هو خاص به من مثل المتكبر والقهار وغير ذلك

فهو وحده سبحانه من يجمع بين صفتي القهر والرحمة في آن واحد

القهر معناه : التمكن من وسائل وسبل القوة والمنعة والعظمة والغلبة والحكم التي تيسر لصاحبها التفرد بالسيطرة والنفوذ دون أدنى منازع

قهر الرجال : معناه ظلم الرجال والرجال هنا للجنس وليست لعين الذكورة

ولكن نسبت للرجال لأن من عادة الحياة أن من يتولى القهر هو الرجل في الأعم الأغلب لقوته وقدرته مقارنة بالمرأة

جمع قهر الرجال هنا بغلبة الدين لأن كلاهما من مشكاة الآخر وكلاهما يفضي إلى الآخر

وذلك أخذ بالصيغة الأولى أن أنه عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ في هذا الحديث مثنى مثنى أي من كل خلتين منفردتين

ولكن عند التثبت تجد أن قهر الرجال هو الذي يسبب ويفضي في الآن ذاته إلى المستعاذ منهم أي الهم والحزن والعجز والكسل والبخل وغير ذلك
والله أعلم.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة