عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-10-2008, 11:38 PM   #3
معلومات العضو
خالد عبد الله

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
حياكم الله و جزاكم كل خير


- أولا : بالنسبة للسؤال الأول: (كيف يكون الحسد بعلم ؟؟)

- يتبادر إلى الدهن من كلام المؤلف أن هناك من الحسد ماهو جائز و هو في حقيقته حسد الغبطة.

قال الإمام ابن القيم في كتابه القيم بدائع الفوائد بتصرف يسير :

وللحسد ثلاث مراتب :
أحدها : تأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله : إذا حسد لأن الرجل قد يكون عنده حسد . ولكن يخفيه ولا يرتب عليه أذى بوجه ما لا بقلبه ، ولا بلسانه ولا بيده ، بل يجد في قلبه شيئاً من ذلك ، ولا يعاجل أخاه إلا بما يحب الله فهذا لا يكاد يخلو منه أحد إلا من عصمه الله ، وقيل للحسن البصري : أيحسد المؤمن ؟ قال : ما أنساك أخوة يوسف . لكن الفرق بين القوة التي في قلبه من ذلك وهو لا يطيعها ، ولا يأتمر لها بل يعصيها طاعة لله وخوفاً وحياء منه وإجلالاً له أن يكره نعمه على عباده ، فيرى ذلك مخافة لله وبغضاً لما يحب الله ومحبة لما يبغضه . فهو يجاهد نفسه على دفع ذلك ويلزمها بالدعاء للمحسود وتمنى زيادة الخير له بخلاف ما إذا حقق ذلك وحسد ، ورتب على حسده مقتضاه من الأذى بالقلب واللسان والجوارح . فهذا الحسد المذموم وهذا كله حسد تمني الزوال .

المرتبة الثانية:تمني استصحاب عدم النعمة فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة ، بل يحب أن يبقى على حاله من جهله أو فقره أو ضعفه أو شتات قلبه عن الله أو قلة دينه ، فهو يتمنى دوام ما هو فيه من نقص وعيب فهذا حسد على شيء مقدر والأول حسد على شيء محقق وكلاهما حاسد عدو نعمة الله وعدو عباده وممقوت عند الله تعالى وعند الناس ولا يسود أبداً ، ولا يواسي . فإن الناس لا يسودون عليهم إلا من يريد الإحسان إليهم . فأما عدو نعمة الله عليهم فلا يسودونه باختيارهم أبداً إلا قهراً يعدونه من البلاء والمصائب التي ابتلاهم الله بها . فهم يبغضونه وهو يبغضهم .
والحسد الثالث: حسد الغبطة وهو تمني أن يكون له مثل حال المحسود من غير أن تزول النعمة عنه . فهذا لا بأس به ، ولا يعاب صاحبه . بل هذا قريب من المنافسة . وقد قال تعالى : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [ المطففين : 26 ] ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا وسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس فهذا حسد غبطة الحامل لصاحبه عليه كبر نفسه وحب خصال الخير والتشبه بأهلها ، والدخول في جملتهم وأن يكون من سباقهم وعليتهم ومصليهم ، لا من فساكلهم ، فتحدث له من هذه الهمة المنافسة والمسابقة والمسارعة مع محبته لمن يغبطه.

- ثانيا : توضيح كيف يتكلم بما في الإنسان بعلم :

حيث يتبادر إلى الدهن أنها غيبة مباحة :

قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين :
باب ما يباح من الغيبة
اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أسباب
الأول التظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه فيقول ظلمني فلان بكذا
الثاني الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب فيقول لمن يرجوا قدرته على إزالة المنكر فلان يعمل كذا فازجره عنه ونحو ذلك ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر فإن لم يقصد ذلك كان حراما
الثالث الاستفتاء فيقول للمفتي ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فلان بكذا فهل له ذلك وما طريقي في الخلاص منه وتحصيل حقي ودفع الظلم ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة ولكن الأحوط والأفضل أن يقول ما تقول في رجل أو شخص أو زوج كان من أمره كذا فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين ومع ذلك فالتعيين جائز كما سنذكره في حديث هند إن شاء الله
الرابع تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه منها جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك أو محاورته ويجب على المشاور أن لا يخفي حاله بل يذكر المساويء التي فيه بنية النصيحة ومنها إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد النصيحة وهذا مما يغلط فيه وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ويلبس الشيطان عليه ذلك ويخيل إليه أنه نصيحة فليتفطن لذلك ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها إما بألا يكون صالحا لها وإما بأن يكون فاسقا أو مغفلا ونحو ذلك فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة ليزيله ويولي من يصلح أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله ولا يغتر به وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة أو يستبدل به
الخامس أن يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس وأخذ المكس وجباية الأموال ظلما وتولي الأمور الباطلة فيجوز ذكره بما يجاهر به ويحرم ذكره بغيره من العيوب إلا أن يكون لجوازه سبب آخر مما ذكرناه
السادس التعريف فإذا كان الإنسان معروفا بلقب كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول وغيرهم جاز تعريفهم بذلك ويحرم إطلاقه على جهة التنقيص ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه ودلائلها من الأحاديث الصحيحة مشهورة فمن ذلك :

- عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ائذنوا له بئس أخو العشيرة متفق عليه احتج به البخاري في جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب

- وعنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا رواه البخاري
في كتاب الأدب ، باب ما يجوز من الظن .قال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث هذان الرجلان كانا من المنافقين .

- وعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن أبا الجهم ومعاوية خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه متفق عليه وفي رواية لمسلم وأما أبو الجهم فضراب للنساء وهو تفسير لرواية لا يضع العصا عن عاتقه وقيل معناه كثير الأسفار .

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت قالت هند امرأة أبي سفيان للنبي صلى الله عليه وسلم إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم قال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف متفق عليه. انتهى كلامه رحمه الله.
والشاهد منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرها ولم يقل لها هذه غيبة.

منقول لتعم الفائدة انشاء الله .
أسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم ...أخوكم / خالد عبد الله.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة