القرابة والتعاون بين الاقارب , قال تعالى :"واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ", وقال – صلى الله عليه وسلم لمن ساله عن نفقة الدينار :" انفقه على نفسك قال عندي غيره قال :انفقه على اهلك قال عندي غيره , قال انفقه على قرابتك " وقال صلى الله عليه وسلم :" من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ".
هذا في حق المؤمن غير القريب كيف ان كان قريبا ؟, وهل هناك من كربة اعظم من التسبب في جراح الاخرين ؟, والذي يؤدي الى وقوع الخصومات بينهم .1
...........................
1 الشيخ مسعود ريان
"46"
الشهادات
الاصل في البينات هو الشهادات , وقد جاء الكتاب والسنة باحكام الشهادات صريحة مفصلة , قال تبارك وتعالى :" واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونوا رجلين فرجل وامراتان ممن ترضون من الشهداء " البقرة 282, وقال تعالى " واشهدوا ذوي عدل منكم "الطلاق اية2.
وروى الترمذي عن وائل بن حجر قال :جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة الى النبي صلى الله عليه وسلم , فقال الحضرمي : يا رسول الله هذا غلبني على ارض لي , فقال الكندي : هي ارضي وفي يدي فليس له فيها حق , فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – للحضرمي :" الك بينة ؟ قال : لا, فلك يمينه , قال يا رسول الله الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه وليس يتورع من شيء , قال ليس لك منه الا ذلك , فانطلق الرجل ليحلف له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ادبر : ان حلف على ماله لياكله ظلما ليلقين الله وهو عنه معرض ".
تعريف الشهادة : هي اخبار صدق , لاثبات حق , بلفظ الشهادة , في مجلس القاضي . والشهادة مشتقة من المشاهدة وهي المعاينة وقد سمي الاداء شهادة لان المعاينة كانت سببا له , فالشهادة
"47"
تكون اذا كانت هناك معاينة , لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" اذا رايت مثل الشمس فاشهد والا فدع ".ثم ان الشهادة حتى تعتبر لا بد ان تكون في مجلس القضاء واما القاضي وهذا شرط اساسي حتى تكون الشهادة .
شروط الشاهد:
يشترط في الشاهد ما يشترط في سائر التكاليف من انه لا بد ان يكون بالغا عاقلا , لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" رفع القلم عن ثلاث ومنها الصبي حتى يبلغ والمجنون حتى يفيق ", وان يكون عدلا فلا يجوز ان يقبل في شيء من الشهادات من الرجال والنساء الا العدل .
وكما تشترط العدالة يشترط فيها الضبط ومعنى الضبط هو حسن السماع والفهم والحفظ الى وقت الاداء , أي يشترط فيها ما يشترط في الخبر لانها احبار بلفظ الشهادة , فلا بد ان يتوفر فيها الضبط .
"48"
الايمان
يقول الله تبارك وتعالى :" ولا تجعلوا اله عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم ".
تعريف الايمان اللغوي :
هو جمع يمين وهو اليد المقابلة لليد اليسرى , وسمي بها الحلف لانهم كانوا اذا تحالفوا اخذ كل بيمين صاحبه وقيل : لانها تحفظ الشيء كما تحفظه اليمين .
معنى اليمين في الشرع :
تحقيق الامر او توكيده بذكر اسم الله تعالى او صفة من صفاته.وهو عقد يقوم به الحالف عزمه على الفعل او الترك .اليمين لا يكون الا بذكر اسم الله او صفة من صفاته : ولا يكون الحلف الا بهذا سواء اكانت صفات ذات او صفات افعال , كقوله والله , وعزة الله , وعظمته وكبريائه , وقدرته .....الخ, كذا الحلف بالقران او سورة او اية او صفة .عن ابم عمر رضي الله عنهما قال :" لا , ومقلب القلوب ", وذهبت الشافعية الى ان ما ذكر فيه اسم الله يكون يمينا , وان ما لم يذكر فيه اسم الله لا يكون يمينا وان نوى اليمين .
"49"
وقال مالك رضي الله عنه ان قال الحالف : اقسمت بالله كان يمينا , وان قال : اقسمت او اقسمت عليك فان في هذه الصورة لا يكون يمينا الا بالنية .وعن ثابت بن الضحاك ان النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :" من حلف بغير ملة الاسلام فهو كما قال ", وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي – صلى الله عليه وسلم – ادرك عمر رضي الله عنه في ركب وهو يحلف بابيه , فناداهم الرسول –صلى الله عليه وسلم -: " الا ان الله عز وجل ينهاكما ان تحلفوا بابائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت .قال عمر : فوالله ما حلفت بهما منذ سمعت رسول الله –صلىالله عليه وسلم- نهى عنها .ذاكرا ولا اثرا " , أي لم يحلف بابيه من قبل نفسه ولا حاكيا عن غيره .
وعن ابي داود :" من حلف بالامانة فليس منا " أي ليس على طريقتنا , وقال –صلى الله عليه وسلم - :" لا تحلفوا بابائكم ولا بامهاتكم ولا بالانداد .اي الاصنام. ولا تحلفوا الا بالله ولا تحلفوا الا وانتم صادقون ", رواه ابو داود والنسائي .
فقد اقسم سبحانه وتعالى لبيان ان كلام الله حقا وبه كل اسباب السعادة , واقسم بالملائكة لبيان انهم عباد الله خاضعون له وليسوا بالهة يعبدون , واقسم بالشمس والقمر والنجوم واقسك بالريح والطور والقلم ..........الخ , واقسم بالمخلوقات مم اختص الله به .
"50"
اما نحن البشر فلا يصح لنا ان نقسم الا بالله او بصفة من صفاته على النحو المتقدم ذكره . اما شرط اليمين وركنها : يشترط في اليمين العقل والبلوغ والاسلام , وركنها اللفظ المستعمل فيه .
اقسام اليمين : تنقسم الايمان الى ثلاثة اقسام : اليمين اللغو واليمين المنعقدة واليمين الغموس.
اليمين اللغو وحكمها : يمين اللغو : هو الحلف من غير قصد اليمين كان يقول المرء والله لتاكلن او لتشربن ...الخ , لا يريد يمينا ولا يقصد به قسما فهو من سقط القول .قال تعالى :" لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم".
اليمين المنعقدة وحكمها : هي اليمين التي يقصدها الحالف ويصحح عليها , فهي يمين متعمدة مقصودة وليست لغوا يجري على اللسان بمقتدى العرف والعادة , وقيل اليمين المنعقدة هي ان يحلف على امر من المستقبل ان يفعله او لا يفعله . وحكمها : وجوب الكفارة فيها عن الحنث .قال تعالى " لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم ".
اليمين الغموس وحكمها واليمين الغموس تسمى ايضا الصابرة , وهي اليمين الكاذبة التي تهضم بها الحقوق او التي
"51"
يقصد بها الفسق والخيانة , وهي كبيرة من كبائر الاثم ولا كفارة فيها , وسميت غموسا لانها تغمس صاحبها في نار جهنم .
تجب التوبة منها , ورد الحقوق الى اصحابها اذا ترتب عليها ضياع هذه الحقوق , قال تعالى :" ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها و تذوق السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم" .وروى احمد رضي اله عنه وابو الشيخ عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :" خمس ليس لهن كفارة : الشرك بالله , وقتل النفس بغير حق ,وبهت المؤمن , ويمين صابرة يقطع بها مالا بغير حق ".
وروى البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ان النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :"الكبائر , الاشراك بالله وعقوق الوالدين , وقتل النفس واليمين الغموس ". وروى ابو داود عن عمران بن حصين ان النبي – صلى الله عليه وسلم –قال :" من حلف على يمين مصبورة كاذبا فليتبوا بوجهه مقعده من النار ".1
....................................
1السيد سابق – فقه السنة
"52"
افحكم الجاهلية يبغون؟
قال تبارك وتعالى :" افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ".
قال ابن كثير في تفسيره : ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير , الناهي عن كل شر , وعدل الى سواه من الالاء والاهواء , والاصطلاحات التي وضعها الرجال , بلا مستند من شريعة الله كما كان اهل الجاهلية يحكمون من الضلالات والجهالات مما يضعونها بالائهم واهوائهم , حيث قال تعالى :" افحكم الجاهلية يبغون " أي يبتغون ويريدون وعن حكم الله يعدلون ," ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ", أي ومن اعدل من الله في حكمه لمن عقل عن الله شرعه , وامن به , وايقن وعلم ان الله احكم الحاكمين .
وقال ابن ابي حاتم : من حكم بغير حكم الله , فحكم الجاهلية .وعن ابن عباس قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - :" ابغض الناس الى الله عز وجل من يبتغي في الاسلام سنة الجاهلية".
ويقول سيد قطب في الظلال في تفسير الاية :ان معنى الجاهلية يتحدد بهذا النص , فالجاهلية كما يصفها القران هي حكم
"53"
البشر للبشر, وان الجاهلية في هذا النص ليست فترة من الزمن ولكنها وضع من الاوضاع , هذا الوضع يوجد بالامس ويجد اليوم ويوجد غدا فياخذ صفة الجاهلية المقابلة للاسلام والمناقضة للاسلام في أي زمان وفي أي مكان , اما انهم يحكمون بشريعة الله دون فتنة عن بعض منها , ويقبلونها ويسلمون بها تسليما , فهم اذا في دين الله , واما انهم يحكمون بشريعة من صنع البشر , في أي صورة من الصور يقبلونها فهم اذا في الجاهلية والذي لا يبتغي حكم الله ويبتغي حكم الجاهلية والذي يرفض شريعة الله يقبل شريعة الجاهلية , ويعيش في الجاهلية وهنا مفرق طرق يقف الناس عليه وهم بعد ذلك بالخيار .
فاي الطرق نسلك في هذا الزمان الذي نعيش وقد ضاع فيه الحكم بالاسلام وضاع سلطان الاسلام ؟.فلنسلك الطريق الذي امرنا الله عز وجل به ونترك طرق الشيطان والهوى حتى نلقى الله تبارك وتعالى وهو راض .
"54"
وثيقة فض الخصومات
تتكون هذه الوثيقة من عدة نقاط لعلاج الخصومات العشائرية هي:
1الاعتداءعلى انفس واعراض واموال الاخرين حرام شرعا , ومرفوض من الجميع حتى من عائلة المعتدي وخاصته في كل الاحوال ولا مبرر لها .حيث يقول – صلى الله عليه وسلم :" لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الا باحدى ثلاث , الثيب الزاني والنفس بالنفس , والتارك لدينه المفارق للجماعة ", ويقول - صلى الله عليه وسلم-:"كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه "او كما قال .
2التعصب للعشيرة باطلا شرعا, ومستقبح من كل ذي عقل ولب .قال تعالى:"انما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " .
3حصر المشكلة بين الخصوم المباشرون ,وفتان ما يسعى الى توسيعها.
4الفتان والمفسد عدوان لله وللمؤمن وعلى الجميع نبذه وتعريته .
قال تعالى:"يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا"النساء 108, ويقول
"55"
-صلى الله عليه وسلم - :" الا انبئكم ما العضة ؟هي النميمة , القالة بين الناس ", والعضة بمعناها الكذب والبهتان .
5. يلتزم المعتدي او وليه بدفع ما يلزم الشرع من حق للمعتدى عليه او وليه .
6. فورة الدم عادة جاهلية باطلة ومنحطة ولاغية تماما , ومن يقوم بها يغرم ما اتلف حتى في حوادث القتل .
7. العطوة عهد وميثاق ملزمة لطرفي النزاع ولا يجوز نقضها .
8. الدخول في الجوار امر يحترم من الجميع وملزم لهم 9. الجرم الموجب للجلاء يجلي بسببه الجاني فقط خارج البلد الذي يسكن فيه , ويجلي ابوه واخوه داخل البلد الذي يسكن فيه , اذا كانت البيوت متجاورة او متلاصقة وارتات لجنة التحكيم والاصلاح ذلك , منعا للاحتكاك وتطييبا للنفوس .
10. ليس لصاحب الحق او ولي المقتول تقدير المصاريف والقصاصة بلسانه بل من قبل لجنة مخولة تتصف بالنزاهة والعدل والخبرة .
11.من قبل بالدية في قتل العمد لا يجوز له الاخذ بالثار
مطلقا , لانه يعتبر اخذ حقه من ولي القاتل او القاتل وتنازل عن القود .
ويمنع السداد مطلقا في الجراحات ومن يقوم بذلك بعد
اخذ حقه من المعتدي يعتبر اعتداء جديد ويتحمل مسؤؤلية اعتدائه .
"56"
12. العفو والتسامح قاعدة اساسية في الاصلاح ويرغب المعتدى عليه او وليه بالعفو والتنازل عن حقه كاملا او بعض حقه احتسابا لله تعالى.
13.يلتزم رجال الاصلاح في الحلول بما يرضي الله فقط , أي بشرع الله تعالى , ويرفضون الحلول المخالفة لشرع الله تبارك وتعالى .
14.بما انه لا يوجد نظام يحكم الناس بالاسلام , فلا ضير ان يشكل في كل عشيرة لجنة لفض الخصومات حسب الشريعة الاسلامية او وهو الافضل ان تكون لجنة مكونة من البلدة كاملة.
15. العقلاء والفضلاء واهل الاصلاح والتقوى ولجان العشائر المختلفة , يقفون صفا واحدا مع رجال الاصلاح لفض الخصومات والمشاكل ,ملتزمين بالوثيقة وملزمين طرفي النزاع بها .
"57"
الخاتمة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين محمد بن عبدالله النبي الامين ومن سار على نهجه وحكم بحكمه الى يوم ان نلقاه .
قال تعالى :" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ",ويقول صلى الله عليه وسلم :"المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ......", ويقول صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ",وقال تعالى :"واحكم بينهم بمال انزل الله ولا تتبع أهوائهم عما جاءك من الحق".
ان الله سبحانه وتعالى امرنا بالوحدة وعدم التفرقة ,وان تكون يدا على من سوانا وويطلب منا شرعا ويامرنا ان نكون اخوة متحابين في الله عز وجل , لا نظلم بعضنا البعض ولا نخذل ونحقر بعضنا , ويأمرنا بعدم الاقتتال لان الاقتتال يوصل صاحبه الى الكفر والعياذ بالله ,ويامرنا ايضا بان لا نتبع اهواءنا ونحتكم الى ما يوافق عقولنا ,وان نحتكم الى شرع الله جل جلاله فقط, وقد وصف الله تبارك وتعالى في القران الكريم من لم يحكم بشرعه "بالفسق والظلم والكفر ",والعياذ بالله.
" 58"
والوحدة لا تكون بين المسلمين بالعصبية او القبلية او أي فكر غير الاسلام , فيجب ان يكون راينا وهوانا وفكرنا من عقيدتنا ,ولا تقتصر الوحدة على الاعتقاد فقط وانما بمدى تطبيق هذه الافكار والمعتقدات في الحياة اليومية , والوحدة امر ضروري للمسلمين في كل زمان ومكان , فبوحدة الامة تتحد الكلمة , وتعود الامة الى عزها ومجدها الذي فقدته بعد ضياع سلطانها .
اما بخصوص موضوع القضاء العشائري فانه مما لا شك فيه ان الكثير من الاحكام المتبعة في القضاء العشائري مخالفة لشرع الله تبارك وتعالى , وان القبول بغير حكم الاسلام يعني الاحتكام الى الطاغوت وحكم الهوى وان من يفعل ذلك ينطبق عليه قول الله وتعالى " كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ". فلا يصح ان نكون مسلمين ومن المحافظين على الصلوات الخمس في المسجد وفي الصفوف الاولى , ولا نحتكم في خصوماتنا الى الاسلام , ولا يجوز لنا ان ندعوا او نحتكم الى ما يخالف احكام ديننا الحنيف , وان الكثير من الاحكام في القضاء العشائري مخالفة للاسلام ولا كلام ؟.
اننا نهيب بكم ايها المسلمون ان تلتزموا بشرع الله في خصوماتكم , سواء اكانت في القصاص او الجراح او أي امر , فان الحل لكافة القضايا موجود في شرع الله عز وجل .وان القضاء
"59"
العشائري لا يفرق بين حكم مطابق لشرع الله تبارك وتعالى او مخالف له , وانما ينظر الى ما تعارف عليه البشر في حل الخصومات .
فاي حكم هذا الذي يقبل به وجهاء العشائر في حوادث القتل والمتمثل في ان يقوم اهل القتيل بنهب وسلب وتخريب وحرق كل ما يقع تحت ايديهم من اهل الجاني ويكون ذلك لا قيمة له بحجة فورة الدم , والرسول – صلى الله عليه وسلم يقول :" كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ", فاين نحن من هذا الحديث ؟ وكيف نسكت على تصرفات جاهلية حرمها الاسلام ؟.
وعندما يعاقب اخو الجاني او ابيه او ابنه فهذا في القضاء العشائري مقبول , وربما اذا حصل قتل احدهم يعتبر سدادا وينهون المشكلة بعد ذلك والله سبحانه وتعالى يقول " ولا تزر وازرة وزر اخرى ", ويقول – صلى الله عليه وسلم :" لا يجني جان الا على نفسه لايجني والد على ولده ولا مولود عن والده ", ويقول ايضا :" لا يؤخذ الرجل بجريرة ابيه ولا بجريرة اخيه ", فاي حكم هذا الذي يحل الحرام وتقبل به العشائر ؟ , واين هذا الحكم العشائري من الاسلام في ان يدفع اهل الجاني مبلغا من المال ويسمى تسعة نوم ؟," أي ثمن جمل مقابل ان لا يتعرض له اهل القتيل " فباي حق يؤخذ هذا المال ؟ والرسول –صلى الله عليه وسلم –يقول :" لا يحل مال امرئ مسلم الا بطيب نفسه ", وعلى
"60"
الجميع ان يعرفوا وخاصة المتنفذون في العشائر , ان القضاء العشائري فيه الكثير الكثير مما يخالف شرعنا الحنيف ولا مجال هنا الا تبيان ذلك فان تبيانه يحتاج الى اكثر من كتاب .
وعليه فانني من خلال هذا الكتاب , اناشد القضاة ووجهاء العشائر وافراد العشائر ان يلتزموا شرع الله عز وجل , في فض الخصومات وفي معاملاتهم اليومية بقدر الاستطاعة حيث يقول – صلى الله عليه وسلم " اذا امرتم بامر فاتوا منه ما استطعتم".
واليكم بعض الايات والاحاديث النبوية الشريفة في موضوع هذا البحث , لعل الله يتوب علينا ويغفر لنا ذنوبنا .اللهم امين
قال تعالى " انما كان قول المؤمنين اذا دعا الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون " وقال تعالى " يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ", وقال تعالى :" يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ", وقال تعالى :" ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة ", وقال تعالى :" فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم ".
وقال –صلى الله عليه وسلم - :" من ولي القضاء او جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين , وقال – صلى الله عليه
"61"
وسلم :" القضاة ثلاث واحد في الجنة واثنان في النار , فاما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار " وقال –صلى الله عليه وسلم :" البينة على من ادعى واليمين على من انكر ", وقال –صلى الله عيه وسلم :" انما انا بشر مثلكم وانما انا بشر مثلكم وانكم تختصمون الي فلعل بعضكم يكون الحن بحجته من بعض فاقضي له على نحو ما اسمع منه , فمن قضيت له بشيء من حق اخيه فلا ياخذ منه شيئا فانما اقطع له قطعة من النار ", وقال –صلى الله عليه وسلم - :" من دل على خير فله مثل اجر فاعله ", وقال – صلى الله عليه وسلم -:"ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا او يقول خيرا ", وقال – صلى الله عليه وسلم :" خير الناس من طال عمره وحسن عمله ", وقال –صلى الله عليه وسلم :" من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا ومن سبقونا في الايمان وتقبل اللهم الصالح من اعمالنا , وتجاوز عما اخطانا فانه لا يغفر الذنوب الا انت سبحانك وانت القائل :
" ورحمتي وسعت كل شيء "
"62"
فهرس
الموضوع الصفحة
مقدمة البحث 3
ارشاد ونصح للقضاة 7
القضاء العشائري 9
العطوة العشائرية 11
الكفل في القضاء العشائري 15
نموذج صك عطوة 17
نموذج صك صلح عشائري 18
القصاص 19
الدفاع عن النفس 23
الستر على الفضائح والفواحش 25
القسامة 26
قتل العمد وحكمه 28
القتل الخطا وحكمه 31
العاقلة 38
دية الاعضاء 43
التامين وحكمه 45
الشهادات 47
الايمان 49
افحكم الجاهلية يبغون 53
وثيقة فض الخصومات 55
الخاتمة 58
"63"
ناطق الخير
هذا هو الحق لا تحفل بذي صم وسابق الركب للفردوس واستلم
مهما تطاول ذو بغي بباطله فانت ذا الناطق الرسمي فاغتنم
قد قلت حقا وجل الناس واجمة اعيا جوابك عقل الحاذق الفهم
يا مصعب العصر قد انست وحشته يا ناطق الخير هذا الخير فاستقم
اشعلت سوداننا حزنا بساحتها تغشى بعيدك ان تصمى بذي عقم
من للنوائب ان حلت بساكنها من للبيان ومن للطامع النهم
لم يثنك الداء والادواء مثقلة او ينحني الظهر بالاثقال والتهم
فندت شبهتهم في كل نازلة داويت مكتئب ا بالهم واللمم
اعيا بيانك قاصيهم ودانيهم في كل محدثة تخلو من الحكم
فانعم قريرا ولا تحفل بمجرمهم اديت ما كان من قول ومن كلم
اختارك الله كي يجزيك مكرمة هو خير متصف بالجود والكرم
الشاعر : محمد بن حسن الانصاري