
،،،،،،
بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ومشرفتنا القديرة ( اسلامية ) ، سؤال مهم وأجيب عليه بالتالي :
أولاً : لا أعتقد مطلقاً بأن الأمر يتعلق بمسألة الكهانة والعرافة وبخاصة أن الأمر يعتمد على دراسة العوامل النفسية المتعلقة بالشخص شريطة أن يبنى الحكم بناء على دراسة علمية أثبت العلم التجريبي نفعها وأن لها فوائد للمجتمع المسلم 0
ولذلك ورد في الفتوى رقم ( 110092 ) ، تاريخ الفتوى : 08 رجب 1429 / 12-07-2008 ، الصادرة عن ( اسلام ويب ) ما نصه :
السؤال : يقوم البعض بعمل مسابقة لمعرفة صفات الشخصية فيقومون بأسئلة مثل ما هي الألوان التي تفضلها، وتكون الإجابة بإختيار نوع معين من الألوان فيقول السائل (مثلا ) أنت من صفاتك كذا وكذا وتستمر الأسئلة في أنواع الفاكهة التي يفضلها الشخص أو أنواع الحيوانات التي يحبها ويقوم السائل بتحليل الشخصية بناء على أسس فلسفية، فهل هذا يدخل في باب التنجيم؟ وجزاكم الله خيراً ؟؟؟
الفتوى : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد :
فقد لا يكون هذا الأمر داخلاً في باب التنجيم ولكن فيه ضياعاً للأعمار والأوقات فيما لا فائدة منه ولا ثمرة له، وكله قائم على الظن المنهي عنه في قوله تعالى: إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ {الأنعام:116**، فهذا الخرص والوهم والتعلق به وبنتائجه مذموم فاعله وأهله، وهذا منه، فننصح بتركه وعدم التعلق به وأخذ ما يفيد من العلوم الشرعية والمشروعة النافعة.... والله أعلم ) 0
المصدر :
ولا أجد حقيقة أبلغ مما ذكر من قبل الأخت الفاضلة والمشرفة القديرة ( اسلامية ) حيث قالت :
( وبملاحظة مواد تحليل الشخصية المطروحة يمكننا القول أن منها ما يتبع القرائن الظاهرة كنماذج تحليل الشخصية العلمية التي عادة تشمل ملاحظة الإنسان لنفسه أو لآخرين في مواقف متنوعة وفق معايير متعارف عليها فمثلا الانطوائي الطبع يشعر بالخجل في التجمعات الكبيرة ، يتشاغل إذا قابل الناس هربا من المواجهة ونحو ذلك . وهذه الطرق وما شابهها نتاج علمي تعلمه جيد لتطوير الذات وتربية الغير مع ملاحظة أن مصمميها أنفسهم يعطون نسبة صدق معينة لنتائجها ولا يجزمون بإطلاق النتيجة . ثم إنها تعطى كخطوة لتعديل السلوك وتنمية الشخصية فيتبعها عادة تدريبات تحد مثلا من الخجل وتدفع لانطلاق أكبر )
وهذا هو حال علم الاجتماع وعلم النفس إذا سخر لخدمة المجتمع المسلم من خلال السيرة العطرة للرسول صلى الله عليه وسلم ووالخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة 0
ثانياً : لا بد أن نفرق بين التنجيم الذي يعتمد على طرق غير مشروعة وهي أقرب إلى الخوض في علم غيب المستقبل ، وبين الدراسة العلمية التي تعتمد على مؤشرات مثبتة علمياً لدى أهل الاختصاص 0
ثالثاً : يجب التنبيه الى مسألة في غاية الأهمية إلا وهي أن يكون البحث والتحقيق في ذلك بناء على ما تملية الضرورة وخدمة المجتمع المسلم أو لضرورات العلاج النفسي ، حيث أن الوقت محسوب على الانسان وهذا ما جاء التركيز عليه من خلال الفتوى السابقة ، وكما جاءت تؤكده كثير من النصوص النقلية الصريحة الصحيحة في الكتاب والسنة 0
رابعاً : ومع كل ذلك أرى أن نقف على فتوى عالم معتبر في المسألة ، فنظرة العلماء أعم وأشمل من نظرتنا نحن ، وهم حملة أمانة هذا العلم وورثة الأنبياء 0
هذا ما تيسر لي بخصوص هذه المسألة فما أصبت فمن الله وحده وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله روسوله بريئان 0
بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0