قال تعالى: ((الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ، ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً))سورة آل عمران الآية:191 وعن عطاء قال : انطلقت يوما أنا وعبيد بن عمير إلى عائشةرضي الله عنها فكلمتنا وبيننا وبينها حجاب: فقالت: ياعبيد مايمنعك من زيارتنا؟ قال : قول رسول الله : ( زر غباً (1) تزدد حباً) قال ابن عمير : فأخبرينا بأعجب شئ رأيته من رسول الله. قال: فبكت. وقالت : كل شئ من أمره كان عجبا ، أتاني مرة في ليلتي حتى مس جلده جلدي ، ثم قال: ذريني أتعبد لربي عزوجل. فقام إلى القربة فتوضأمنها ، ثم قام يصلي فبكى حتى بل لحيته ، ثم سجد حتى بل الأرض ، ثم اضطجع على جنبه ، حتى أتى بلال يؤذنه بصلاة الصبح ، فقال: يارسول الله مايبكيك وقد غفر لك ماتقدم من ذنبك وما تاخر؟ فقال: (( ويحك يابلال وما يمنعني أن أبكي ، وقد أنزل الله تعالى علي في هذه الليله: ((إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)).سورة آل عمران الآية: 190 ثم قال: ( ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها).فقيل للأوزاعي ماغاية التفكر فيهن؟ قال: يقرؤهن ويعقلهن. وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : ((أعطوا أعينكم حظها من العبادة. فقالوا: يارسول الله وما حظها من العبادة؟ قال : النظر في المصحف والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه)). وعن الفضيل قال:الفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك. وكان لقمان يطيل الجلوس وحده، فكان يمر به مولاه ، فيقول: يالقمان إنك تديم الجلوس وحدك، فلو جلست مع الناس كان آنس لك ، فيقول لقمان: إن طول الوحدة أدوم للفكر ،وطول الفكر دليل على طريق الجنة . وقال عمر بن عبد العزيز : الفكرة في نعم الله عزوجل من أفضل العبادة. وبينما أبو شريح يمشي إذ جلس فتقنع بكسائه، فجعل يبكي ، فقيل له: ما يبكيك؟ قال : تفكرت في ذهاب عمري ، وقلة عملي ،واقتراب أجلي. وقال ابن عباس: التفكر في الخير يدعوإلى العمل به، والندم على الشر يدعو إلى تركه. وقال الجنيد: أشرف المجالس وأعلاها، الجلوس مع الفكرة في ميدان التوحيد ، والتنسيم بنسيم المعرفة ، والشرب بكأس المحبة مع بحر الوداد، والنظر بحسن الظن بالله ، ثم قال: يالها من مجالس ماأجلها ! ومن شراب ماألذه ! طوبى لمن رزقة. من كتاب- مكاشفة القلوب المقرب إلى علام الغيوب- الإمام أبو حامد الغزالي (1) غباً: أي الزيارة بين الحين والآخر منقـــــــــــــــــــــــوووووووووووووووووووووول