السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلال سنوات عملي المؤسسي... لا حظت نوعا من الناس يبرر لنفسه أخطاءه السلوكية ...بل ويفرض علينا أن نتحمله كما هو فهو لا يستطيع أن يتغير ويجب أن نتكيف معه !!!
وهذا وهم كبير يعيش فيه نوعين من الناس ...
نوع لم يعرف أن لكل إنسان ملكة وهبه الله إياها وهي ملكة التغيير ...والتعلم ...وقد جاءت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ...
" إنما العلم بالتعلم ، و إنما الحلم بالتحلم ، و من يتحر الخير
يعطه ، و من يتق الشر يوقه "
ونوع آخر كسول لا يريد أن يتعب نفسه في التغير فيستسهل أن
يطلب منا أن نقبل به بعيوبه ...
ومثل هؤلاء الناس تجدهم في العمل مثلا... يعلوا
صوتهم ...وتكثر أخطاؤهم ...ويتعاملون مع زملائهم بحدة...
فإذا أنكرت عليه قال لك :
هذه طبيعتي ماذا أفعل ؟؟؟ لا أستطيع أن أتغير !!
وهذا الشخص نفسه لو جلس في حضرة مسؤل كبير ...لو جدته
مهذباً ...منضبطاً ...محترماً...
يتكلم بصوت أشبه بتغريد الكناري ويستحي حياء العذراوات
المخدرات !!!
وإذا أتيت للانضباط في العمل فتجده آخر الواصلين وأول
الخارجين ...
وإذا سألته فالجواب معروف ولا داعي لتكراره...
لكنه لو كان مسافراً لرحلة هامة وموعد طيارته وقت الفجر ...
لوجدته في المطار من بعد صلاة العشاء ...ينتظر حتى الفجر وهو
في كامل نشاطه وقواه العقلية ..!!!
بل ولو كان عمله من الفجر وحتى مغيب الشمس ولكن يترتب
على تأخيره عقوبة شديدة...لرأيته منضبطاً كالساعة ...ونشيطاً
كالحصان الأصيل في مضمار السباق !!!
إن الشخص الناجح في حياته لا يفرض على الآخرين سلبيات
شخصيته ...بل يسعى باجتهاد لتغيرها نحو الافضل ...
لا أقول من النقيض إلى النقيض ...ولكن يحسن سلوكياته ويتقدم بها تدريجياً نحو الافضل ...
أن يتحملك أبناؤك أو زوجتك فهذا شأنهم ...وهذا قدرهم ...
ولا يملكون تغيرك ...
لكن تذكر أن الآخرين... يملكون حرية القرار... بتغيرك في أي لحظة...وقطع الصلات بك في أي وقت ...