وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم اولا نرحب بك في هذه المنتدى المتميز و نتمنى لك الشفاء وأن يرزقك الله الذرية الصالحة ...لا تيأس اخي في الله من رحمة ربك فكم من اخت واخ لسنوات طويلة لم يستطيعوا الإنجاب ولكن في النهاية ولله الحمد وبفضل الله استطاعوا الإنجاب فأعلم اخي بأن هذا كله بإرادة رب العالمين والمسلم لا بد له بأن يؤمن بالقضاء والقدر وما بعد العسر إلا اليسر بإذن الله ..
قال تعالى:
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ {49** أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ{ 50 **
قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا{8 **قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا {9**
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا {20** قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا {21 **
الحمد لله نعلم ان الشافي هو الله، والله تعالى يقول: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ
بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ [الأنعام: 17، يونس: 107].
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً».
[رواه البخاري]
وأسباب الشفاء كثيرة لا تقتصر على الدواء وحده، بل تتعداه إلى ما يلي:
أولاً: التداوي بقراءة القرآن، قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء: 82]، ويقول أيضًا: قُلْ
هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت: 44].
ثانيًا: التداوي بالحجامة: روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقُسط البحري». قال العلماء عليهم رحمة الله:
القسط البحري هو العود الهندي.
ثالثًا: التداوي بالعود الهندي: روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية».
رابعًا: التداوي بعسل النحل، يقول تعالى عن عسل النحل: فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ [النحل: 66].
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم،
وكية نار، وأنهي أمتي عن الكي». [رواه البخاري ومسلم]
خامسًا: التداوي بالتلبينة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التلبينة مجمة
لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن». [رواه البخاري ومسلم]
سادسًا: التداوي بالحبة السوداء، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذه
الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام». قيل: وما السام؟ قال: «الموت».[رواه البخاري ومسلم]
سابعًا: التداوي بالعجوة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصبح كل يوم
سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر».
[رواه البخاري ومسلم]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في عجوة العالية شفاءً». [رواه مسلم]
ثامنًا: التداوي بالكمأة: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكماة من المن
الذي أنزله الله على موسى، وماؤه شفاء للعين». [رواه مسلم]
تاسعًا: التداوي بماء زمزم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما شرب من ماء
زمزم: «إنها طعام طعم وشفاء سقم». [رواه البخاري مسلم]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ماء زمزم لما شرب له».
[رواه ابن ماجه والبيهقي وأحمد وصححه الألباني]
عاشرًا: التداوي بالدعاء ؛ لقوله تعالى: أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل: 62]
ولقوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60].ولقوله تعالى عن أيوب عليه السلام: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ
مِنْ ضُرٍّ [الأنبياء: 84].
ويتعين تخير أماكن إجابة الدعاء (في المسجد الحرام وفي عرفة)، وأوقات إجابة
الدعاء (قبيل مغرب يوم الجمعة وأثناء السجود، وأثناء الصيام، وعند الفطر من
الصيام، وغير ذلك)، كذلك يشرع طلب الدعاء من الصالحين.
حادي عشر: التداوي بالرقية: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم «أمر أن يسترقى من العين». [رواه البخاري ومسلم]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند رقية المريض: «اللهم رب الناس أذهب
البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا».
[رواه البخاري ومسلم]
وقال صلى الله عليه وسلم: «ضع يدك على الذي تألَّم من جسدك وقل: «بسم الله»
(ثلاثًا)، وقل سبع مرات: «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر».
[رواه مسلم]
وقد ورد في صحيح مسلم رقية اللديغ بأم القرآن (سورة الفاتحة).
ويستحب أن يتطوع بعض الصالحين برقية المريض دون انتظار أن يطلب المريض أو أهله ذلك.
لقوله صلى الله عليه وسلم عندما عاد سعد بن أبي وقاص: «اللهم اشف سعدًا، اللهم
اشف سعدًا، اللهم اشف سعدًا». [رواه مسلم]
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضًا لم يحضره أجله فقال عنده سبع مرات:
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض».
[رواه أبو داود وصححه الألباني]
ويجب على المسلم ألا ينتظر حتى يقع البلاء ثم يرقي نفسه أو عياله، بل عليه أن
يبادر يوميًا بالتعوذ من المرض ومن السحر ومن الحسد ومن الآفات، وقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذ الحسن والحسين رضي الله عنهما بما كان أبو
الأنبياء إبراهيم عليه السلام يُعَوِّذ به إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، كان
يقول: «أُعِيذُكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين
لامَّة».
[رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]
كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل: «قل هو الله أحد والمعوذتين حين
تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء». [رواه أبو داود وغيره وحسنه
الألباني]
ثاني عشر: التداوي بالصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة».
[حسنه الألباني في صحيح الجامع]
ثالث عشر: التداوي بالتقلل من الطعام والشراب؛ لقوله تعالى: وَكُلُوا
وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا [الأعراف: 31].
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطن، بحسب ابن آدم
أُكلاتٌ (يعني لقمًا) يُقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه،
وثلث لنفسه». [رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني]
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة». [رواه مسلم]
رابع عشر: التداوي بماء السماء وبزيت الزيتون؛ لقوله تعالى: وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا [ق: 9].
ولقوله تعالى: يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ [النور: 35].والماء المبارك (ماء المطر) كثير المنافع، والشجرة المباركة (شجرة الزيتون)، كثيرة المنافع، والله تعالى يقول: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ [الأنبياء: 30].وكما قال أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء: 80]، فإن الشافي هو الله، والله تعالى يقول: وَإِنْ
يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ [الأنعام: 17، يونس: 107].
والله تعالى أعلى وأعلم...