ولا أنسى أن أذكر الهدي النبوي في علاج هذا الداء وهو على النحو التالي :
عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( شفاء عرق النسا إلية شاة أعرابية ، تذاب ، تم تجزأ ثلاثة أجزاء ، ثم تشرب على الريق ، كل يوم جزء ) ( السلسلة الصحيحة 1899 ) 0
قال ابن القيم : ( عرق النساء : وجع يبتدئ من مفصل الورك ، وينزل من خلف على الفخذ ، وربما على الكعب ، وكلما طالت مدته ، زاد نزوله ، وتهزل معه الرجل والفخذ ) 0
وقال : ( فإن هذا العلاج من أنفع العلاج لهم - العرب وأهل الحجاز- فإن هذا المرض يحدث من يبس ، وقد يحدث من مادة غليظة لزجة ، فعلاجها بالإسهال والإلية فيها الخاصيتان : الإنضاج ، والتليين ، ففيها الإنضاج ، والإخراج 0 وهذا المرض يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين ، وفي تعيين الشاة الأعرابية لقلة فضولها ، وصغر مقدارها ، ولطف جوهرها ، وخاصية مرعاها لأنها ترعى أعشاب البر الحارة ، كالشيح ، والقيوم ، ونحوها ، وهذه النباتات إذا تغذى بها الحيوان ، صار في لحمه من طبعها بعد أن يلطفها تغذية بها ، ويكسبها مزاجا ألطف منها ، ولا سيما الاليى ، وظهور فعل هذه النباتات في اللبن أقوى منه في اللحم ، ولكن الخاصية التي في الإلية من الإنضاج والتليين لا توجد في اللبن ) ( الطب النبوي - ص 72 - 73 ) 0
قال المناوي : ( " شفاء عرق النسا " كالعصا عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ والأفصح النسا لا عرق النساء ذكره في النهاية وتعقبه ابن القيم بأن العرق أعم فهو من إضافة العام إلى الخاص سمي به لأن ألمه ينسي سواه "إلية شاة أعرابية" في رواية كبش عربي أسود ليس بالعظيم ولا بالصغير " تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق كل يوم جزء " قال أنس : وصفته لثلاثمائة نفس كلهم تعافى ) ( فيض القدير- 4 / 162 ) 0