عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-04-2008, 07:56 AM   #84
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( الخزيمة ) ، بعد هذه الفتوى الباتعة الماتعة من فضيلة الشيخ - بقية السلف - عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - وأطال الله في عمره ، يتبين أن المسألة يصوغ فيها الخلاف ، وكما بينت آنفاً فلن أعتمد عليها في العلاج والاستشفاء ، للاعتبارات التالية :

أولاً : الاعتماد في مسألة تحصين المكان على ما ثبت من حديث عن خولة بنت الحكيم السلمية - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من نزل منزلا ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك )

( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الذكر ( 54 ) - برقم 2708 )

قال المناوي : ( " التامة " السالمة من النقص والعيب ووصفت به لنفع المعوذ بها فهي صفة مادحة كقوله ( هو الله الخالق )" من شر ما خلق لم يضره في ذلك المنزل شيء " الشيء عند أهل السنة الموجود ويدخل فيه الموجودات كلها " حتى يرتحل منه " قال بعض الكاملين : تخصيصه بالزمن المعين لأن المراد بالضرر المنفي ما يكون جسمانيا ، وأعظم ما فيه الموت 0 فلو لم يختص بالزمن دخل فيه الأمور الكلية التي لا دخل للدعاء فيها ، فلا بد من التخصيص ليبقى على جزئيته فيفيد الدعاء 0 والظاهر حصول ذلك لكل داع بقلب حاضر وتوجه تام فلا يختص بمجاب الدعوة ) ( فيض القدير - باختصار - 5 / 306 ) 0

قال النووي : ( قوله صلى الله عليه وسلم " أعوذ بكلمات الله التامات " قيل : معناه التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب ، وقيل : النافعة الشافية ، وقيل : المراد هنا القرآن 0 والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي - 16 ، 17 ، 18 / 196 ) 0

قال محمد بن مفلح - رحمه الله - : ( وقالت طائفة : المراد بالكلمات التامات هذه : هي القرآن وهو ما ذكره الخطابي ، وقال وصفه بالتمام تنزيها له أن يلحقه نقص ) ( مصائب الإنسان - 71 ) 0

يقول القرطبي : ( هذا خبر صحيح ، وقول صادق علمنا صدقه دليلا وتجربة ، فإني منذ سمعت هذا الخبر عملت عليه فلم يضرني شيء إلى أن تركته فلدغتني عقرب بالمهدية ليلا فتفكرت في نفسي فإذا بي قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات ) ( المفهم للقرطبي – مخطوطة ( 2356 ) لوحة 246 ) 0

قال النفراوي : ( ويستحب لك أن تتعوذ وأن تتحصن من كل شيء تخافه من الإنس والجن وغيرهما وأنت سائر وكذا عندما تحل بموضع أو تجلس بمكان أو تنام فيه ، بأن تقول : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر من خلق " ثلاثاً كما في مسلم ، فإنك إن قلت ذلك عند المساء ولو لدغتك عقرب أو غيرها لم تضرك لدغتها كما قاله وروي عنه أنه قال إن قالها مسافر ثلاثاً عند نزوله لم يزل محفوظاً حتى يرتحل من منزله ذلك ، قال العلامة ابن العربي : وقد جربته أحد عشر عاماً فوجدته صحيحاً ، ومعنى التامات البالغة الغاية في البلاغة والفصاحة لأن كلام الله معجز البشر ووصف كلمات الله بالتامات من باب الوصف الكاشف لا المخصص ، لأن كلماته كله تامات ) ( الفواكه الدواني – 2 / 333 ) 0

وقد يقول قائل بأن هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم وأما الخط فهو فعله عليه الصلاة والسلام ، والاجابة على ذلك بأن القول تشريع للأمة ، أما الفعل فقد يكون وقد لا يكون وهذا الأمر كما فهم السلف الصالح - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - وكما بين الأخ الحبيب والمشرف القدير ( الخزيمة ) من خلال البحث الرائع المقدم من الشيخ ( صالح بن محمد الأسمري ) ، وهذا يجيب على سؤال الأخت الفاضلة والمشرفة القديرة ( فاديا ) ، فالقول تشريع وأما الفعل فكما تم اقراره آنفاً 0

ثانياً : ما عهدنا الصحابة والخلفاء والسلف والتابعين اعتمدو ذلك في الرقية والعلاج والاستشفاء 0

ثالثاً : الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك الأمر مع ابن مسعود - رضي الله عنه - دون قراءة أو رقية ، وبالتالي ادراج هذا الأمر وقياسه في مسائل الرقية والعلاج سوف يفتح باباً واسعاً للتأويل 0

رابعاً : من هو الشخص الذي يتولى فعل ذلك الأمر ، فهل يصلح أن يصدر ذلك من كافر ولكنه معتقد بهذا الفعل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثره في الحفظ ، أو ذلك المسلم الفاجر الفاسق والذي يعتقد ذلك أيضاً 0

خامساً : والرسول صلى الله عليه وسلم وضع خطاً بقدمه ، فهل القياس موافق للسنة المطهرة بحيث يكون الخط بالزيت أو الملح ونحوه ، ويقال في هذه النقطة ما يقال في النقطة الثالثة ، فقد يأتي من يقول نضع خطأ بالرصاص وآخر بالحديد ، وعند ذلك لا نستطيع الانكار لأن القياس واحد 0

سادساً : ويكفي بخصوص هذه المسألة الاحاطة بالقاعدة الفقهية :

( سد الذارائع )

لأنه وحسب فهمي وتخصصي في هذا العلم فقد يفتح علينا ذلك باب التمائم من أوسع أبوابه 0

ومن هنا ولكافة الاعتبارات المذكورة أعلاه أرى أن الأولى ترك ذلك ، وزرع العقيدة النقية الصافية في نفوس المرضى ، ونركز في ذلك على الذكر والدعاء وقراءة القرآن والأخذ بالأسباب الشرعية والحسية المعتمدة عند السواد الأعظم من علماء الأمة 0

( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )

( الرواي : أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف - حديث حسن - محمد بن ناصر الدين الألباني - صحيح أبي داود - برقم 767 )

ملاحظة هامة : خلاف الأولى من أقسام الجواز كما هو مقرر عند جمع من العلماء 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة