عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-04-2008, 04:05 AM   #29
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

قال سبحانه وتعالى :


« وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفرُ لمن يشاء ويعذب من يشاء »

وجاء في تفسير ابن كثير :

لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 284 )

يخبر تعالى أن له ملك السموات والأرض وما فيهن وما بينهن، وأنه المطلع على ما فيهن، لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر والضمائر، وإن دقت وخفيت، وأخبر أنه سَيُحاسب عباده على ما فعلوه وما أخفوه في صدورهم كما قال: قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ آل عمران:29 ] ، وقال: يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى [ طه:7 ] ، والآيات في ذلك كثيرة جدا، وقد أخبر في هذه بمزيد على العلم، وهو:المحاسبة على ذلك، ولهذا لما نـزلت هذه الآية اشتد ذلك على الصحابة، رضي الله عنهم، وخافوا منها، ومن محاسبة الله لهم على جليل الأعمال وحقيرها، وهذا من شدة إيمانهم وإيقانهم.
قال الإمام أحمد:حدثنا عفان، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثني أبو عبد الرحمن -
يعني العلاء - عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:لما نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جثوا على الركب، وقالوا:يا رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نُطيق:الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنـزل عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم:سمعنا وعصينا؟ بل قولوا:سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير » . فلما أقَر بها القوم وذلت بها ألسنتهم، أنـزل الله في أثرها: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنـزل: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا إلى آخره .
ورواه مسلم منفردًا به، من حديث يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر مثله ولفظه: « فلما فعلوا [ ذلك ] نسخها الله، فأنـزل: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا قال:نعم، رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا قال:نعم، رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ قال:نعم، وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ قال:نعم » .





وجب عليك اختي وعلى كل مسلم محاربة هذه النفس الامارة بالسوء ما امكنه ذلك

ان النفس الامارة بالسوء هي اشد على الانسان قسوة وضياعاً فهي التي تجر صاحبها الى الخزي والعار في الدنيا والى الهلاك والدمار وسوء القرار في الاخرة فاحذري من هذه النفس الامارة المعترضة المتمردة على طاعة الله الجازعة عند المصائب والمعرضة عن دين الله وقد قال الله سبحانه وتعالى (ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه واعرض عنها انا من المجرمين منتقمون)).
فلا يجب ان يكون الانسان عبداً لنفسه تأمره بالمعاصي وتنهاه عن الطاعة. تحب وتشتهي تغرقه في عالم الملذات وضيق الضلالات فتهوي به الى الظلمات ويجب ان يكون سيدا لنفسه يأمرها وينهاها عن فجورها وطغيانها وهواها فيرتقي بها الى اعلى الدرجات فقد قال الله سبحانه وتعالى ((فاما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)).
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن.
وقال الشاعر:
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته
اتطلب الربح مما فيه خسران
حافظ على النفس واستكمل مودتها
فانت بالنفس لا بالجسم انسان

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة