عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-08-2005, 02:00 PM   #12
معلومات العضو
ناصح أمين
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية ناصح أمين
 

 

افتراضي




روى الإمام مسلم رحمه الله في كتاب المساجد ومواضع الصلاة هذا الحديث

‏ باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة، والتعوذ منه، وجواز العمل القليل في الصلاة

‏حدثنا ‏ ‏إسحق بن إبراهيم ‏ ‏وإسحق بن منصور ‏ ‏قالا أخبرنا ‏ ‏النضر بن شميل ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد وهو ابن زياد ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏يقولا ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن عفريتا من الجن جعل ‏ ‏يفتك ‏ ‏علي البارحة ليقطع علي الصلاة وإن الله أمكنني منه ‏ ‏فذعته ‏ ‏فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم ثم ذكرت قول أخي ‏ ‏سليمان ‏

‏رب اغفر لي ‏ ‏وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ‏


‏فرده الله ‏ ‏خاسئا

قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث :

‏قوله : ( إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي صلاتي ) ‏
‏هكذا هو في مسلم ( يفتك ) وفي رواية البخاري : ( تفلت ) وهما صحيحان . والفتك : الأخذ في غفلة وخديعة . والعفريت : العاتي المارد من الجن . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فذعته ) ‏
‏هو بذال معجمة وتخفيف العين المهملة , أي خنقته . قال مسلم وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة ( فدعته ) يعني بالدال المهملة , وهو صحيح أيضا , ومعناه دفعته شديدا . والدعت والدع : الدفع الشديد , وأنكر الخطابي المهملة , وقال : لا تصح , وصححها غيره وصوبوها , وإن كانت المعجمة أوضح وأشهر . وفيه : دليل على جواز العمل القليل في الصلاة . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلقد هممت أن أربطه حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم ) ‏
‏فيه دليل على أن الجن موجودون , وأنهم قد يراهم بعض الآدميين . وأما قول الله تعالى : ** إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ** صلى الله عليه وسلم فمحمول على الغالب , فلو كانت رؤيتهم محالا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال من رؤيته إياه , ومن أنه كان يربطه لينظروا كلهم إليه , ويلعب به ولدان أهل المدينة . قال القاضي : وقيل : إن رؤيتهم على خلقهم وصورهم الأصلية ممتنعة ; لظاهر الآية إلا للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , ومن خرقت له العادة , وإنما يراهم بنو آدم في صور غير صورهم , كما جاء في الآثار . قلت : هذه دعوى مجردة فإن لم يصح لها مستند فهي مردودة . قال الإمام أبو عبد الله المازري : الجن أجسام لطيفة ******ة فيحتمل أنه تصور بصورة يمكن ربطه معها , ثم يمتنع من أن يعود إلى ما كان عليه حتى يتأتى اللعب به , وإن خرقت العادة أمكن غير ذلك . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم ذكرت قول أخي سليمان صلاة الله وسلامه عليه ) ‏
‏قال القاضي : معناه أنه مختص بهذا فامتنع نبينا صلى الله عليه وسلم من ربطه , إما أنه لم يقدر عليه لذلك , وإما لكونه لما تذكر ذلك لم يتعاط ذلك لظنه أنه لم يقدر عليه أو تواضعا وتأدبا . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( فرده الله خاسئا ) ‏
‏أي ذليلا صاغرا مطرودا مبعدا


**

قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث :




‏حدثنا ‏ ‏محمد بن سلمة المرادي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن وهب ‏ ‏عن ‏ ‏معاوية بن صالح ‏ ‏يقول حدثني ‏ ‏ربيعة بن يزيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي إدريس الخولاني ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الدرداء ‏ ‏قال ‏
‏(( قام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فسمعناه يقول ‏ ‏أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا ‏ ‏سليمان ‏ ‏لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل ‏ ‏المدينة )) مسلم



‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألعنك بلعنة الله التامة ) ‏
‏قال القاضي : يحتمل تسميتها تامة أي لا نقص فيها , ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه أو الموجبة عليه العذاب سرمدا . وقال القاضي . ‏
‏وقوله صلى الله عليه وسلم ( ألعنك بلعنة الله وأعوذ بالله منك ) دليل جواز الدعاء لغيره وعلى غيره بصيغة المخاطبة , خلافا لابن شعبان من أصحاب مالك في قوله : إن الصلاة تبطل بذاك , قلت : وكذا قال أصحابنا تبطل الصلاة بالدعاء لغيره بصيغة المخاطبة كقوله للعاطس : رحمك الله , أو يرحمك , ولمن سلم عليه : وعليك السلام وأشباهه , والأحاديث السابقة في الباب الذي قبله في السلام على المصلي تؤيد ما قاله أصحابنا , فيتأول هذا الحديث أو يحمل على أنه كان قبل تحريم الكلام في الصلاة أو غير ذلك . ‏

‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ‏
‏فيه جواز الحلف من غير استحلاف ; لتفخيم ما يخبر به الإنسان وتعظيمه والمبالغة في صحته وصدقه . وقد كثرت الأحاديث بمثل هذا . والولدان الصبيان .






    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة