الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيّد المرسلين نبيّنا محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه اجمعين و بعد:
اقبل الليل و ادبر النهار و غربت الشمس فأذّن المؤذن و ظهر الشفق ثم غاب الاحمر فالابيض ثم
ظهر السواد_ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها_
و المؤذن ينتظر التوقيت ليشير اليه بحلول أذان العشاء المؤخّر...
مؤذن يتلقّى اوامره من جماد لا يسمع و لا يتكلم , ومن كانت هذه حاله فالكل منه افضل...
ايها الاخوة الكرام:
قال صلى الله عليه و سلم:
بدأ الاسلام غريبا" و سيعود غريبا" كما بدأ فطوبى للغرباء...
بالامس احيينا_ و بعون الله تعالى_ توقيت صلاة الفجر بالرؤية البصرية...و فد استجاب لنا بعض الاخوة و احيو هذه السنة المندثرة في بعض المساجد_فلله عونهم_بينما لم يستجب الاخرين و نسبونا الى البدعة و الضلالة ( و اذا رأوهم قالوا ان هؤلاء لضالون)
و زعم بعضهم ان رؤية الفجر الصادق امر شاق و صعب ...
و بعضهم يدّعي عدم مسؤؤليته و كأن الامر لا يعنيه...
و بعضهم يعلم علم اليقين ان توقيت المؤقتين غير صحيح...و تراه ينقذ نفسه و من معه فيأمر بتأخير الصلاة داخل المسجد من ناحية و من ناحية اخرى يأمر المؤذن العكوف على التوقيت...
فياليت شعري..الحياء منعه من ذلك ام الخوف ملك فؤاده ام هو التّهرب من المسوؤلية و مواجهة الاخرين؟؟؟
فكيف صابت نفسه بان يأمر غيره بما يعتقد خلافه ...
فقل بكل صراحة فوق المنبر ان شئت او بين دروسك او في رسائلك(توقيت المؤقتين غير صحيح)
نعم سيقال عنك مجنون و غريب فسلّ نفسك قائلا"( فطوبى للغرباء)
فياليت شعري..ان سكت العلم و طالب العلم عن الحق و تكلم الجاهل و المتجاهل بالباطل ذاك يخاف سوء ادب الجاهل و هذا لا يخاف في الله لومة لائم...
و قد قال عليه السلام: افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
و قال ايضا": لا يمنعن رجلا" هيبة الناس ان يقول بحق اذا علمه.
فالامام له و ظيفته و المؤذن له وظيفته و ياللأسف فكلاهما ترك وظيفته و الله المستعان.
فالمؤذن يخرج ليلا" ليراقب الفجر الكاذب و الصادق و يقف ظهرا" ليشاهد زوال الشمس و يمكث عصرا"....و يحضر غروب الشمس و يراقب مغيب الشفق...
نعم انها وظيفة صعبة و لكن اجرها عظيم و كبير ...
قال صلى الله عليه و سلم: المؤذنون اطول الناس اعناقا" يوم القيامة.
و ما ذلك الاّ لمكثهم الطويل في مراقبة اوقات الصلوات...و اما هذا الذي يمكث ثوان معدودة امام توقيته...فياليت شعري..الحديث له ام عليه؟
و قال صلى الله عليه و سلم:الامام ضامن و المؤذن مؤتمن اللهم ارشد الائمة و اغفر للمؤذنين.
و قال ابن الاثير:مؤتمن القوم الذين يثقون اليه و يتخذونه امينا" حافظا"...
و قال بعض العلماء: ما عسى يكون لهم تفريط في الامانة التي خملوها من جهة تقديم على الوقت او تأخير عنه سهوا"...
فانظر رحمك الله تعالى كيف صار النقص يدخل منذ عصر الصحابة في الصلاة فكيف يسوغ لمتعالم ان يحتج بفعل الناس لأمر من امور الصلاة بل و لشرط من شروطها و يدّعي ان هذا مما تواتر او تلقاه الخلف عن السلف جيلا" بعد جيل...
فعن ام الدرداء قالت:
دخل عليّ ابو الدرداء و هو مغضب فقلت:
ما اغضبك؟
فقال: و الله ما اعرف من امة محمد صلى الله عليه و سلم شيئا" الا انهم يصلون جميعا" .
فيا ليت شعري اذا كان ذلك العصر الفاضل بالصفة المذكورة فكيف بمن جاء بعدهم الى هذا الزمان....
للكلام بقية.....تابعوا......و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته