الأخت الفاضلة ( عفراء )
انقل اليك هذا الرد لأحد الأخوة الأفاضل في هذا الموضوع والله من وراء القصد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأذكر ما تناهى إلى علمي بخصوص هذه المسألة:
الذئب هو من (فصيلة الكلبيات)، أي انه نوع من أنواع الكلاب، وعلى هذه فحكمه الشرعي كحكم الكلاب تماما من جهة النجاسة.
وعلى أساس هذا الأصل كون الذئب من الكلبيات إذا فللذئب نفس خواص الكلب من جهة الجن والشياطين، وعلى هذا نعود إلى السنة المطهرة لنقف على ما ورد في حق الكلب من صلة بالشيطان،
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمر بالليل فتعوذوا بالله فإنهن يرين ما لا ترون) أخرجه: أبي داود (4439).
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يزيد في حديثه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم نباح الكلاب ونهاق الحمير من الليل فتعوذوا بالله فإنها ترى ما لا ترون، وأقلوا الخروج إذا هدأت الرجل فإن الله عز وجل يبث في ليله من خلقه ما شاء وأجيفوا الأبواب واذكروا اسم الله عليها فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف وذكر اسم الله عليه وأوكئوا الأسقية وغطوا الجرار وأكفئوا الآنية قال يزيد وأوكئوا القرب) * أخرجه: أحمد (13765 ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا) أخرجه: البخاري (3058).
فسنجد من جملة الأدلة السابقة أنه لا يوجد بينها نص صريح بأن الكلاب تنبح إذا ما رأت شيطانا، ولكن إذا قرنا النصوص ببعضها سيتضح من الأمر بالاستعاذة المقترن بين سماع نهيق الحمار ونباح الكلب أن نباح الكلب مقترن برؤية الشيطان قياسا على نهيق الحمار.
وهذا يعد هجوما من الكلاب على هذا الشيطان الذي رأته، فلم يثبت أن الكلاب تفر، ولكن الثابت هو نباحها، والنباح من أساليب الكلاب في الهجوم والترويع والتهديد لكل من يقترب منها.
وعلى فرض صحة هذا الاستنباط فليس هناك ما يثبت فيه أن الكلاب تأكل الجن، ولكن الثابت مهاجمة الكلاب للشياطين، وطالما أن الكلاب تستمر في النباح فخذا يعني استمرار وجود الشيطان، وعدم قدرته على وقف هجوم الكلاب عليه، مما يعني ان للكلب تأثير في نفس الشيطان، ما هو هذا التأثير؟ هذا بحاجة إلى أن نسأل الجن أنفسهم، حيث لا مصدر لنا لمعرفة غير ذلك!!!
ويحضرني قصة طريفة أذكرها هنا، كان هناك أحد الشباب يعالج، فعلم المعالج أن السحر موجود لدى الأنبا (شنودة) داخل مكتبته في الكاتدرائية، فأمر المعالج هذا الجني إن كان صادقا أن يقتحم غرفة مكتبة البابا، وإحضار أمر التكليف والتخلص منه، (وكان هذا اختبار من معالج للجني نفسه ليعلم صدقه من كذبه)، فاستجاب الجني بالفعل، وعندما حاول اقتحام غرفة مكتبة البابا توقف فجأة، فسأله المعالج: لماذا لم تقتحم الغرفة؟ فقال: لا استطيع دخولها!!! فسأله: لماذا؟ فاجاب قائلا: على باب الغرفة كلبين كبيرين يحرسان الغرفة حتى لا يدخل أحد من الجن أو الإنس، ولا أستدطيع دخول الغرفة بسبب وجودهما، وعلم بعد ذلك من احد النصارى صدق كلام هذا الجني بوجود كلبي الحرساة على غرفة البابا.
فعلم من هنا خوف الشياطين من الكلاب، ويدخل في هذا طبعا الذئاب باعتبارها من الفصيلة الكلبية، بل الذئاب أشد شراسة وأكثر دموية وأبعد عن الألفة والوداعة من الكلاب، أما من جهة أكل الذئب للجن فلا افتي إلا بما بلغني من علم،