- 22 -قصة طلاقي!!

طرقت أريج باب بيت أهلها وهي ترتجف من شدة الغضب وما أن فتح الباب حتى ركضت باكية إلى حيث والدتها، التي قعدت تذكر الله على سجادتها، قبلت رأسها ثم جلست تنتحب . .
لا أريده يا أمي .. فكوني منه .. أنقذوني .. لا أستطيع العيش معه ... ما هذه الحياة البائسة .. كل صديقاتي وقريباتي سعيدات بأزواجهن الذين يذهبون بهن من مطعم إلى آخر ومن نزهة إلى غيرها .. أما أنا فمسكينة..
مرة واحدة في الأسبوع أذهب إلى بيتكم وهذه فقط نزهتي..!! هذه حالة لا تحتمل!!.....
تركتها أمها تفرغ شحنتها.. وانتظرت حتى تنتهي. ثم سألتها..
صحيح أنك لا تذهبين إلى المطعم أو النزهة؟ أنت إذا مسكينة؟
زفرت بأعلى صوتها نعم يا أمي .. قاطعتها قائلة وأسماء بنت جيراننا – صديقتك في المدرسة- لا تزور أهلها إلا مرة في الشهر ولا تخرج لغيره..
ولكن أمي .. .. ولكن ماذا؟ أتذكرين الدلال الذي كانت تعيش فيه؟ والرفاهية التي تتمتع بها؟ إنها الآن مسؤولة عن ثلاثة من الأطفال وشيخين كبيرين أحدهما مقعد، وفوق ذلك لا توجد عاملة تساعدها..
وخلود ابنة عمك هل نسيت أو تناسيت حالتها.. مع زوجها العصبي الذي نكد عيشها وأذهب براءتها وضحكتها .. فاحمدي الله على حياتك التي تعيشينها أنت في نعمة احفظيها من الزوال..
يا ابنتي : انظري لأحوال غيرك قبل أن تشكي من حالك، واستمتعي بباقي حياتك، فإن كان لا يذهب بك إلى النزهات فهو لا يقصر في الإنفاق عليك أو الجلوس معك في البيت أو اصطحابك إلى السوق.. الخ
وفي نفس الموضوع : جاءنا هذا الرد على رسالة الأخت أسماء ع المنشورة في العدد 35 :تقول فيها القارئة (أروى) : الأخت أسماء قرأت مشكلتك التي نشرت تحت عنوان (لقد مللت منه فهل أطلب الطلاق)؟ وقد تأثرت جداً وتملكتني رغبة عارمة بأن أكتب لك هذه الكلمات علها تصبرك وتكون حافزاً لك لتصمدي وتمضي قدما في تحسين وضعك، ولتعلمي أيضاً أن الإشكالات التي تتعلق بالفروع من الممكن حلها بالصبر والإصرار والتفهم، بينما الكارثة لو تعلق الأمر بالجذور فالوضع حينها يكون خطيراً إذ لابد من حل فوري قبل أن تستفحل النتائج وتعظم الخسائر..
حبيبتي أسماء..
إني لأقدر مشاعرك وأحترم وجهة نظرك التي طرحتها لكن لي معك هذه الوقفة..
(لا يعرف قيمة النعمة إلا فاقدها) لذا احمدي الله أولاً على نعمائه وأدعوك ثانيا للنظر من حولك والتأمل فكم من مصائب ومشاكل فجع بها غيرنا، فتلك بليت بمدمن خمر لا يصلي وثانية بوحش يضرب وثالثة ببخيل يقتر ورابعة بشكاك يخوَّن وهذه الأوصاف ليست من خيالي بل هي صور حقيقية لواقع مؤلم تعيشه فتيات من حولنا قد يكن أخوات وقد يكن صديقات .. ولعلي أعرض عليك قصتي لتثمني جيدا مقدار ما تملكين..
لقد كتب الله لي أن أتزوج من رجل طغت مساوئه على محاسنه وقد أذاقني صنوفاً من الأسقام والأوجاع ما أخال أن تعجز الأيام والنسيان عن تضميدها..
لقد كان شكاكاً وما أتعس أن يعيش المرء خائفاً يتربص كل وقته فتلك كلمة فهمها على غير قصدي وذاك التصرف ترجمه بالذي أراد ... وطبعاً لا خروج ولا صديقات ولا تلفونات ولا حتى أهل بل ولا حتى مستشفيات... ناهيك عن التحقيقات والاستجوابات اليومية ...
دعيك من ذلك كله. الأمان .. كان الأمان بالنسبة لي حلماً بعيد المنال فشكوكه واتهاماته جعلتني أستنشق القلق مع الهواء الذي أتنفسه كل يوم..
حقاً لقد خدعوني حين دفعوني .. تزوجي فستفتح لك أبواب للسعادة لم تدخليها من قبل، لكن العكس هو ما حدث...
لقد كان الكون قبل الزواج يضج بالنضارة كان مفعماً بألوان زاهية مشرقة لكن معه اكتسى الكون سواداً واقتصر يتصبغ لوناً واحداً هو التعاسة ... غدت الحياة كئيبة رتيبة لا تطاق.. ويوماً بعد يوم بدأت أختنق وأذبل...
مع كل هذا تحاملت وحاولت المواصلة لكن ما تخبئه الأيام أفجعتني بحقيقة بائسة .. تلك الحقيقة التي كنت أتجاهل اكتشافها أو لعلي أتظاهر بعدم اكتشافها والتي تمثلت في هذا الذي تزوجته أنه معتل نفسياً ... يحمل في ذاته عقداً وتوعكات ولك أن تتصوري مصير بناء شيد بأساسات مختلة قد يبقى سامقا لوقت ثم ما يلبث أن ينهار..
وهذا ما كان ... انتهت قصة زواجي بالطلاق ذلك الخنجر المسموم الذي يحطم كبرياء كل امرأة ليذرها بعد ذلك منكسة الرأس واهنة. إنما بعض الشر أهون من بعض..
بالنسبة لي كان طلاقي طوق نجاة انتشلني قبل فوات الأوان فالحياة معه كانت ضرباً من المجازفة..
أروى.ع
الرياض
**
مجلة حياة العدد (40) شعبان 1424هـ