ودليل ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {68** ( الأنعام ) .
وقوله تعالى للمؤمنين : {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً {140** ( النساء ) .
فرؤية المنكر مع عدم القدرة على الإنكار نهينا عن الجلوس مع من يقوم به لأن الجلوس معه يوحي بالرضى به .
والسحر منكر عظيم ينبغي البعد عن أماكنه وعن من يقوم به.
وكذلك في هذه الألعاب شركيات وكفريات كما هو معلوم فالمشعوذ الذي يقوم بعمل هذه الأشياء يدعي صفة الربوبية وهي القدرة على الإحياء بعد الإماتة ومن ادعى ذلك كفر لأن هذا من خصائص ربوبية الرب سبحانه وتعالى .
فالمهم هنا أننا نقول بأنه لايجوز رؤية الألعاب التي يقوم بها المشعوذون وتشتمل على سحر التخييل المتضمن لأشياء كفرية أو شركية أومحرمة سواء كان من خلال أجهزة الإعلام أوغيرها .
خامساً: العلامات التي يعرف بها الساحر:
إن من رحمة الله بعباده أنه أوضح لهم بل كشف لهم خبايا أهل الزيغ والضلال من السحرة والمشعوذين ليكونوا منهم على حذر حتى أصبح العامي و الجاهل يعرف الساحر من غيره .
فمن العلامات التي يمكننا أن نستدل بها على الساحر :
أنه يسأل المريض عن اسمه و اسم أمه .
أنه يأخذ أثراً من آثار المريض مثل ثوب ،شماغ ، غترة، منديل، فانيلة، سروال، طاقية وغيرها من ملابس أو غيرها مما يستخدمه المصاب .
أحيانا يطلب حيواناً بصفات معينة ليذبحه ولا يذكر اسم الله عليه ، وربما لطخ بدمه أماكن الألم من المريض أو يرمي به في مكان خرب .
كتابة الطلاسم و التعوذات الشركية .
تلاوة الطلاسم و العزائم غير المفهومة .
إعطاء المريض حجاباً يحتوي على مربعات بداخلها حروف أو أرقام .
أن يأمر المريض أن يعتزل الناس فترة معينة في غرفة لا تدخلها الشمس ويسميها العامة "الحجبة" .
أحيانا يطلب من المريض ألايمس الماء مدة معينة غالباً تكون أربعين يوما .
يعطي المريض أشياءاً يدفنها في الأرض .
يعطي المريض أوراقاً يحرقها ويتبخربها .
يتمتم بكلام غير مفهوم وخارج تماماً عن اللغة العربية .
أحيانا يخبر الساحر المريض باسمه واسم بلده ومشكلته التي جاء من أجلها بدون أن يذكرله المريض ذلك .
يكتب للمريض حروفاً مقطعة في ورقة "حجاب" أو في طبق من الخزف الأبيض ويأمر المريض بإذابته وشربه .
أنه عدو لدود لجميع الأديان ويظهر سخطه عليها واستهزاءه بها في كل مناسبة ولايدخل بتاتاً أي محل للعبادة إلا بقصد تدنيسه أو تلويث معداته متبرئاً من دينه ومن جميع الكتب المنزلة مع تمزيقها وحرقها واستعمالها في أغراض دنيئة .
يقضي معظم الأوقات بعيداً عن الناس ولايعاملهم ولايتصل بهم لأنه دائماً يخلو بشيطانه الذي يسخره لأعمال سحرية أو إلحاق الضرر بالناس فإذا جاء إليه من يريد منه سحراً قام إليه .
فهذه جملة من العلامات التي يُستدل بها على الساحر فعلى كل مسلم ومسلمة أن يتنبهوا لهذه العلامات وإلا وقعوا في المحظور وهو قوله صلى الله عليه وسلم :" من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " . (1)
سادساً : هل يجوز حل السحر بالسحر ؟ .
__________
(1) 1 ) رواه ابن ماجة وصححه الألباني ( 1/150) برقم ( 523 ) .
كثير من الناس يخفى عليهم هذا الحكم فتجده إذا عجز عن الشفاء من السحر الذي ألم به يذهب إلى السحرة والمشعوذين بل تجده من أول وهلة أصابته يذهب إلى أولئك الكفرة ويستعين بهم في حل سحره ولخطورة هذا الأمر أحببنا أن ننبه على هذا الحكم .
هل يجوز الذهاب للسحرة بغرض حل السحر عن المسحور ؟ .
اختلفت أقوال الناس في ذلك فمنهم من قال بالجواز إذا كان الغرض الإصلاح لا الإفساد ومنهم من قال بأنه لايجوز إطلاقاً الذهاب إليهم بأي شكل من الأشكال .
وإذا نظرت إلى نصوص الشريعة تجد أنها جاءت واضحة في بيان النهي عن الذهاب للسحرة سواء كان للإفساد أو الإصلاح وعندئذ نقول لانلتفت إلى أقوال من قال بجواز حل السحر عن المسحور باستخدام السحرة والمشعوذين لأن ذلك عارٍ عن الدليل .
أما دليل ذلك فهو :
1ـ أدلة النهي عن الذهاب إلى السحرة مطلقاً ومن هذه الأدلة
قوله صلى الله عليه وسلم :" مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ
فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ" . (1)
وقوله : " مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَىْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً " .(2)
فقوله صلى الله عليه وسلم ( فَسَأَلَهُ عَنْ شَىْءٍ )يحتمل أن يسأله الشفاء أو يسأله الإضرار لأن كلمة شَىْءٍ نكرة تحتمل هذاوهذا فلما كان الاحتمال موجودا كان استثناء الإصلاح يحتاج إلى دليل ولادليل على ذلك .
ومما احتج به من قال بجوازذلك حديث " النُّشْرَةِ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ " . (3)
__________
(1) 1 ) رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة ( 1/105) برقم ( 523 )
(2) 2 ) رواه مسلم ( 2/1751 ) ح ( 2230 ) .
(3) 3 ) رواه أبوداود وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود ( 2/733 ) وفي المشكاة برقم ( 4553 ) في كتاب الطب باب ماجاء في النشرة من حديث جابر رضي الله عنه .
وهذا الحديث في الحقيقة حجة لمن قال بعدم جواز النشرة إلاماجاء الدليل بجوازه ولذا قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في بيان تعريف النشرة وحكمها : النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان:
أحدهما : حله بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه
يحمل قول الحسن البصري فيتقرب الناشر و المنتشر إلى الشيطان بمايحب فيبطل عمله عن المسحور .
و الثاني: النشرة بالرقية و التعوذات و الدعوات المباحة فهذا جائز .(1)
سابعاً: كيفية إبطال السحر:
قد يسأل سائل فيقول ذكرتم فيما سبق أنه لايجوز الاستعانه بالسحرة في حل السحر عن المسحور إذاً فما هي طرق إبطال السحر أعني بها الطرق الشرعية التي يمكن للمسحور استخدامها لكي يذهب عنه ما هو فيه .
نقول وبالله التوفيق .
يجب أن يعلم أن الله ما أنزل من داء إلا وجعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله ولاشك أن السحر مرض يصاب به الإنسان ولقد جاءت نصوص السنة تبين كيفية العلاج منه وسنذكر هنا بعض الطرق التي يمكن استخدامها في علاج المسحور منها.
أولاً: أول هذه الطرق هو التوجه إلى رب العالمين الذي بيده ملكوت كل شىء ولذا قال إبراهيم عليه السلام : {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ {80** ( الشعراء )
فالتوجه إلى الرب سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع بين يديه لاشك أنه من أعظم الأمور التي تنفع في ذهاب ماألم بالإنسان من سحر .
ثانيا: التعرف على مكان السحر وإبطاله ويكون ذلك بدعاء رب العالمين كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما سحره لبيد بن الأعصم وفيه أنه صلى الله عليه وسلم لما سحر سأل ربه في ذلك فدل عليه فاستخرجه من بئر فكان في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر فلما استخرجه ذهب مابه حتى كأنما نشط من عقال (2).
__________
(1) 1 ) انظر القول المفيد في كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( 2/72 ) .
(2) 1 ) صحيح البخاري ( 10/199 ) .
قال ابن القيم رحمه الله : " فهذا أبلغ ما يعالج به المطبوب وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة وقلعها من الجسد بالاستفراغ (1) .
وقد يقول قائل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دل على السحر بطريقة الوحي فكيف ندل عليه ؟ .
نقول الإجابة على ذلك تكون بما يلي :
الرؤيا في المنام . فبعد أن يدعو العبد ربه بمعرفة مكان السحر فيراه في منامه هذا من تمام رحمة الله بالعبد .
أن يوفق لرؤيته أثناء البحث و التنقيب .
أن يعرف مكان السحر عن طريق الجن وذلك بالقراءة على المسحور فيتكلم الجن على لسان المريض فيعرف من خلاله مكان وضع السحر .
غير أنني أنبه إلى أن أكثر حال الجن الكذب فلا بد من التثبت منه و التأكد لئلا يظلم أحد بسببهم .
ومن الأمور التي يمكن من خلالها إبطال السحر .
إخراج الجني الموكل بالسحر من جسم المريض هذا إذا كان هناك جني موكل بالمريض في أذيته مثلا فإن استطاع الراقي للمريض إخراج الجني من جسد المريض فإن السحر يبطل بإذن الله تعالي .
الاستفراغ .
وذلك بأن يكون في المحل الذي يصل إليه أذى السحر، قال ابن القيم رحمه الله " فإن للسحر تأثيراً في الطبيعة وهيجان أخلاطها وتشويش مزاجها فإذا ظهر أثر في عضو وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو نفع جدا ومن الاستفراغات النافعة بإذن الله تعالى في دفع السحر الحجامة . (2)
النشرة .
والمراد بها هنا النشرة الشرعية والمرادبها قراءة القرآن والأدعية
التي وردت في ذلك وسوف نوفي الرقية الشرعية مع ذكر الأحاديث التي وردت فيها أن شاء الله عند كلامنا عن التحصينات الشرعية من السحر .
ثامناً: ضرر السحر على الفرد والمجتمع :
مما لاشك فيه أن الله تعالى حينما حرم السحر حرمه لما فيه من مفاسد دينية ودنيوية لاتصل إلى حد الفرد وحده و إنما تصل هذه المفاسد إلى المجتمعات بأسرها .
__________
(1) 2 ) الطب النبوي لابن القيم (ص 267 ) .
(2) 1 ) الطب النبوي لابن القيم ( 267 ) .
فلما كان السحر من أكبر الكبائر ومن أخطر الأمراض التي تصيب الأفراد والمجتمعات حرمه الله سبحانه وتعالى وسنذكر هنا طرفاً من أضرار السحر على الفرد والمجتمع ؛ لبيان خطورته و التحذير منه وتتبع خطوات القائمين به لتقديمهم إلى العدالة لكي يستريح الأفراد والمجتمعات من أفعالهم الشريرة .
أولاً: خطر السحر على الفرد :
و أولها إمراضه وجعله طريح الفراش وقد يكون مرضه سبباً في قتله أو سبباً في جنونه ونحوه .
أنه قد يكون سبباً في تركه منزله وأسرته وبيته وتصبح الأرض فراشه و السماء غطاءه والشوارع مثواه .
أنه يؤدي إلى العداوة الأسرية فتجد أن العداوة تقوم بين الزوج و زوجته على أتفه الأسباب وبالتالي يؤدي إما إلى طلاقها أو هجرها أو ضربها ونحوه .
أنه قد يؤدي إلى فشل الطالب في دراسته كما رأينا ذلك وسمعنا عنه فبعد أن يكون الطالب نجيبا في دراسته إذا به يتحول إلى طالب فاشل لاهدف له فيترك الدراسة بسبب ذلك .
أنه قد يكون سببا في قتل بعض الأفراد .
أنه يؤدي بالإنسان إلى الوقوع في المحظورات الشرعية كالذهاب إلى الكهنة و العرافين للنظر في شكواه وبالتالي يأمره هؤلاء السحرة إما بالشرك كأن يأمروه بالذبح للجن وسدنته وهذا كله من الشرك الأكبر وإما بفعل المعاصي أعاذنا الله وإياكم منها .
أنه يؤدي إلى كثرة الوسواس في حياة الفرد فتجده في حياته موسوساً إما في عباداته أو عاداته فلايستقيم للإنسان حال ولا يهدأ له بال .
أنه يلقي الشكوك بين الفرد وأفراد عائلته سواء كانوا أبناءه أو زوجاته.
وهناك الأمراض الكثيرة التي تحمل في طياتها خطورة هذه الفعلة الشنيعة في حياة الفرد.
ثانياً: أما عن ضرر السحر في حياة المجتمع :
إذا أردت أن تتعرف على خطورة السحر فانظر إلى حال من يصاب به من أفراد المجتمع ثم تخيل أن كل المجتمع مصاب به فماذا يكون حال المجتمع لاشك أنه يكون مجتمعاً تسوده أعلى درجات الفوضوية و الانحلال و التخلف فمن ضرره على المجتمع :
أنه يورث العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع وكذا الحقد و الحسد .
أنه يزرع الشكوك و الشبه بين أفراده .
أنه يدعو إلى الانتقام بكل وسيلة متاحة لاسيما إذا عرف المسحور من سحره وبالتالي يكثر القتل بين أفراد المجتمع .
أنه يحل مكان الأمن والطمأنينة والأخلاق الجميلة الخوف والزعزعة وحب الجريمة .
أنه ينشر الرذيلة بين أفراد المجتمع .
أنه يضعف كيان الأمة في توكلها على رب العالمين وكمال
اليقين به وذلك من ذهاب أفراد المجتمع إلى السحرة والمنجمين ونحوهم والاستعانة بهم وترك رب العالمين .
أنه يحوِّل المجتمع المسلم المحافظ على دينه وعرضه إلى مجتمع يسوده الإشراك بالله وكثرة الموبقات والمهلكات .
وبالجملة فإن السحر من أخطر الأمراض التي تصاب بها المجتمعات فتقوض بنيانها وتهد أركانها وينتشر بسببه العدوان وانتهاك الأعراض وقتل الأبرياء وسرقة الأموال فضلاً عن الشرك بالله والكفر به ، وبالتالي يكون المجتمع ليس له هدف ولاغاية يصير مجتمعاً همه معالجة أفراده مما ألم بهم ، نسأل الله تعالى أن يحمي مجتمعنا ومجتمعات أمة الإسلام من كيد الحاقدين من السحرة والمنجمين إنه سميع قريب .
تاسعاً : تسلط السحرة في هذا الزمان :
إذا نظر المرء إلى أحوال الناس والمجتمعات في هذه الفترة التي تمر بها أمتنا وغيرها من أمم الكفر يجد أنه لايمر بمدينة أو قرية إلا وجد فيها عدداً من السحرة والمشعوذين ، فلقد جلست مع بعض الإخوان من بعض البلدان الإسلامية فحكى لي ماأكاد لا أصدقه عن حال السحرة عندهم لدرجة أنهم يصفون من لم يعمل بهذا العمل يعني ( السحر ) متزمتاً بل الأدهى من ذلك أنهم وللأسف تجدهم إما مؤذنين أو أئمة مساجد والسحر عندهم كشرب الماء وأكل الطعام ، هذا في بعض البلدان الإسلامية فما بالك في دول الكفر كيف يكون السحرة فيهم .
إن تسلط السحرة في هذا الزمان يرجع إلى أمور عدة نجملها فيما يأتي :
كثرة الجهل وقلة العلم .
ونعني بالجهل هنا جهل العبودية برب العالمين وكذا الجهل بأحكامه المنزلة فجهل العبودية برب العالمين المراد به جهل الناس بخالقهم وذلك يتم بجهلهم في ربو بيته و ألوهيته و أسمائه وصفاته . فأكثر الناس يجهلون الخالق سبحانه وتعالى من كونه جل وعلا خالقهم وراز قهم ومدبر شئون حياتهم بل هو سبحانه بيده كل شئ .
قال تعالى في بيان ذلك : {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ {107** ( يونس )
وقال عز وجل في بيان صفته وأن أمور الدنيا كلها بيده : {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {13** قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ {14** . ( الأنعام ) إلى أن قال سبحانه : {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ {17** . ( الأنعام ) فأين الناس من عبودية الرب بما ذكرناه وغيرها من الآيات .
إن جهل السواد الأعظم من البشرية بهؤلاء الكهان والعرافين الذين يسعون إلى إفساد عقائدهم وصرفهم عن التوحيد الخالص لله رب العالمين وذلك بجهلهم ، بأن يتعلقوا بهم بدلاً من تعلقهم بالله تعالى أدى إلى تسلط هؤلاء السحرة في هذا الزمان الذي كثر فيه الجهل وقل فيه العلم .
إن الكهان والعرافين يدركون تماماً أن جهل الناس بأمور العبودية هو أعظم سلاح يستخدم في الضحك على عقولهم والاستخفاف بهم وإيهامهم أن الأمور بيدهم فمن أراد السعادة على زعمهم ذهب إليهم ومن أحس بالشقاوة والتعاسة ذهب إليهم وهكذا .
يتبع