عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-01-2008, 04:28 PM   #56
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي جديد الطب

... أسلوب جراحي فريد في دبي لمعالجة مشكلات الغدد الجاردرقية
ذكر المستشفى الامريكي في دبي انه ادخل أسلوباً جراحياً جديداً لمعالجة فرط إفراز الغدد جاردرقية، وهي حالة شائعة إلى حد ما بين الرجال بنسبة واحد في الألف، إلا أن النساء اللواتي تزيد أعمارهن على 40 سنة هن أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بنسبة واحد في الخمسمائة. ويعد أسلوب (mis) جزءاً من الخدمات التي أطلقها المستشفى الأمريكي بدبي، وهو يعتمد على الحد الأدنى من التدخل الجراحي.





خضع خمسة مرضى من المقيمين في دبي لعمليات ناجحة من هذا النوع في وقت سابق على يد الدكتورة ديبرا هوتشينز، وهي طبيبة حاصلة على شهادة البورد الأمريكي في الجراحة العامة إلا أنها مهتمة جداً بهذا الأسلوب الجراحي الذي أدخلته إلى المستشفى بعد خبرتها الطويلة في هذا المجال وإجرائها لعمليات من هذا النوع على المئات من المرضى ، وقد تم إجراء الحالات الخمس جميعها بنجاح مائة في المائة ولم ينجم عنها أي مضاعفات.

والغدد الجاردرقية هي عبارة عن 4 غدد كل منها بحجم حبة الحمص، وهي موجودة خلف الغدة الدرقية في الرقبة (يمكن أيضاً أن تتواجد في العديد من الأماكن المهاجرة، مثل الصدر)، ولكن يجب عدم الخلط بين الغدة الدرقية والجاردرقية. فالغدد الجاردرقية تفرز هرمون (pth) الذي ينظم مستوى الكالسيوم والفوسفور في الدم، حيث إن كلا الهرمونين ضروري للنمو ووظائف الجسم.

وإذا ما أفرزت الغدد جاردرقية هرمون(pth) بمعدلات عالية، فسيؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى الكالسيوم، وهي حالة قد تعد دليلاً على وجود خلل في تلك الغدد.

وقد لوحظ في 85 في المائة من حالات المرضى الذي يعانون من هذا المرض، تَشَكُّل ورما غديا حميداً ورم غير سرطاني (إذ من النادرأن تكون هذه الأورام سرطانية) على إحدى الغدد الجاردرقية، والذي يؤدي إلى زيادة في نشاط هذه الغدة، وهذا بدوره يسبب فقداناً للكالسيوم من العظام، وبالتالي امتصاص مقادير كبيرة منه من الطعام، وبالتبعية قد تتكون الحصى الكلوية نتيجة لارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم. كما أن هرمون(pth) يخفض مستويات الفوسفور من خلال زيادة طرحه عن طريق البول. وتقول الدكتورة هوتشينز: “إن هذه الحالة شائعة نسبياً إلا أنه قد يصعب إدراكها” وتضيف قائلة: “ عادة ما يشكو المرضى من الإرهاق الشديد أو الاكتئاب. وأحياناً، لا يربط الطبيب بين هذه الأعراض وبين وجود مشكلة في الغدد جاردرقية. ولذا فإن وحدة التصوير النووي في المستشفى هي التي تساعد على التشخيص الدقيق لمثل هذه الحالات.

فبالاعتماد على تلك الصور يستطيع الاطباء تحديد مكان الورم واستئصاله بأسلوب(mis) الذي يعتمد على الحد الأدنى للتدخل الجراحي.

وقبل اكتشاف هذه الطريقة، كان لا بد من إجراء عملية جراحية معقدة لتحديد مكان الغدد (إن كانت مهاجرة) ومن ثم العثور على موقع الورم، وقد يكون لهذه العملية مخاطر كبيرة على صحة المريض”.

وختمت حديثها بالقول: “نعتقد أنها المرة الأولى التي يتم فيها إجراء عمليات من هذا النوع في المنطقة، ولا يمكن إلا لعدد قليل من المستشفيات إجراء مثل هذه العمليات لأنها تعتمد على التصوير النووي، ولذلك، فإننا نتوقع معالجة المرضى الكائنين عبر كافة أنحاء المنطقة”.

وكنتيجة لتطور علم التشخيص فإن هذا النوع من العمليات يخفف من معاناة المريض، لأن ما كان يعتبر بالأمس عملية جراحية معقدة أصبح اليوم عملية جراحية بسيطة يجريها المريض ويغادر المستشفى في اليوم نفسه. ويمكننا القول إن نسبة النجاح عالية جداً، كما أن المضاعفات تكاد لا تذكر، حيث يشعر المرضى على الفور بأن تحسناً سريعاً ومدهشاً قد طرأ على حالتهم الصحية، ونستطيع التأكيد أن 95 في المائة من المرضى المصابين بهذا المرض سيشفون منه تماماً.

وعادة ما تكون علامات فرط إفراز الغدد جاردرقية حادة أو قوية، وقد لا تبدو كذلك، وعندما تظهر فإنها غالباً ما تكون خفيفة وغير واضحة، فمثلاً قد يشعر المريض بالضعف والإرهاق، والاكتئاب، أو ربما يشكو من الأوجاع والآلام. ولكن في الحالات الخطيرة، قد يصاب المريض بفقدان الشهية، كما ينتابه ظمأ شديد وكثرة في التبول. وقد يتعرض بعض المرضى إلى الإصابة بترقق العظام دون أي أسباب واضحة تذكر، ولذا ترتفع لديهم نسبة خطر الإصابة بكسور العظام، وفي الوقت نفسه، فإن زيادة الفوسفور في البول تؤدي إلى تشكل الحصى الكلوية. ويتم تشخيص فرط إفراز الغدد جاردرقية من خلال الفحوص التي تثبت أن مستويات الكالسيوم وهرمون الغدد الجاردرقية مرتفعة جداً في الدم، حيث إن فحص الدم الذي يقيس بدقة مقدار هرمون الغدد الجاردرقية، يسهل تشخيص فرط إفراز هذه الغدد، ويتمثل ذلك في هشاشة العظام الناجمة عن فقد الكالسيوم، أو وجود حصى كلوية.

ولم يعرف حتى الآن سبب الإصابة بفرط إفراز الغدد الجاردرقية، فأغلب الحالات تصيب أناساً ليس لديهم سجل عائلي يشير إلى المعاناة من مثل هذا المرض.

لقد أصبح أسلوب(mis ) الجديد ممكناً بفضل تقنيات التشخيص التي تساعد على التيقن من مكان الورم في الغدد الجاردرقية بدقة، وهذا بدوره يساعد الجراح الذي يستخدم هذا الأسلوب الجراحي على إزالة الورم بسرعة وذلك بإحداث جروح صغيرة في الرقبة، على العكس تماماً مما كان يحدث في الماضي.

المصدر : مجلة الصحة والطب .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة