
،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( اليماني ) ، سوف أقف وقفات مع بعض ما جاء فيما نقلتموه :
أما قولكم - يا رعاكم الله - :
( هو احد اولياء الله الصالحين حيث بنا له صومعة على شكل قبة وعندما مات دفن فيها ودفن فيها ستة من اهله .... هل هذا يعتبر من الشركيات لأنه مدفون داخل قبة كبيرة ام ان هناك فرق بين من يموت وصمم له قبة ويدفن داخلها ومن يموت ويدفن في المكان الذي كان يتعبد فيه )
قلت وبالله التوفيق : ديننا الاسلامي يحتم علينا أنه من مات من المسلمين يغسل ويكفن ويدفن في مقابر المسلمين ، دون بناء أو أسوار أو قبب أو غلو في كل ذلك ، وكما جاء من حديث علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله
:
( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته )
( رواه الامام مسلم في صحيحه )
يقول قضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - في شرحه لكتاب التوحيد : (
" باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله "
هذا الباب له صلة بما قبله، وهو أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله .
أي : يؤول الأمر بالغالين إلى أن يعبدوا هذه القبور أو أصحابها .
والغلو : مجاوزة الحد مدحًا أو ذمًا، والمراد هنا مدحًا .
والقبور لها حق علينا من وجهين :
1- أن لا نفرط فيما يجب لها من الاحترام، فلا تجوز إهانتها ولا الجلوس عليها، وما أشبه ذلك .
2- أن لا نغلو فيها فتتجاوز الحد .
وفي " صحيح مسلم " قال علي بن أبي طالب لأبي الهياج الأسدي : ( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته ) ، وفي رواية : ( ولا صورة إلا طمستها ) .
والقبر المشرف : هو الذي يتميز عن سائر القبور، فلا بد أن يسوى ليساويها لئلا يظن أن لصاحب هذا القبر خصوصية ولو بعد زمن، إذ هو وسيلة إلى الغلو فيه .
قوله : " الصالحين "، يشمل الأنبياء والأولياء، بل ومن دونهم .
قوله : " أوثانًا "، جمع وثن، وهو كل ما نصب للعبادة، وقد يقال له: صنم، والصنم: تمثال ممثل، فيكون الوثن أعم .
ولكن ظاهر كلام المؤلف أن كل ما يعبد من دون الله يسمى وثنًا، وإن لم يكن على تمثال نصب، لأن القبور قد لا يكون لها تمثال ينصب على القبر فيعبد .
قوله : " تعبد من دون الله "، أي: من غيره، وهو شامل لما إذا عبدت وحدها أو عبدت مع الله، لأن الواجب في عبادة الله إفراده فيها، فإن قرن بها غيره صارت عبادة لغير الله، وقد ثبت في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )
روى مالك في " الموطاء " ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) .
قوله : " في " الموطأ " "، كتاب مشهور من اصح الكتب، لأنه رحمه الله تحرى فيه صحة السند، وسنده أعلى من سند البخاري لقربه من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكلما كان السند أعلى كان إلى الصحة أقرب، وفيه مع الأحاديث آثار عن الصحابة، وفيه أيضًا كلام وبحث للإمام مالك نفسه .
وقد شرحه كثير من أهل العلم ، ومن أوسع شروحه وأحسنها في الرواية والدراية : " التمهيد " لابن عبد البر، وهذا - أعني : " التمهيد " - فيه علم كثير .
قوله : " اللهم " ، أصلها : يا الله ! فحذفت يا النداء لأجل البداءة باسم الله ، وعوض عنها الميم الدالة على الجمع، فكأن الداعي جمع قلبه على الله، وكانت الميم في الآخر لأجل البداءة باسم الله .
قوله : ( لا تجعل قبري وثنًا بعيدًا ) ، لا : للدعاء ، لأنها طلب من الله ، وتجعل : تصير، والمفعول الأول لها : " قبري " ، والثاني : " وثنًا ".
وقوله : " يعبد " ، صفة لوثن ، وهي صفة كاشفة ، لأنه الوثن هو الذي يعبد من دون الله .
وإنما سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك لأن من كان قبلنا جعلوا قبور أنبيائهم مساجد وعبدوا صالحيهم ، فسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه أن لا يجعل قبره وثنًا يعبد، لأن دعوته كلها بالتوحيد ومحاربة الشرك ) ( القول المفيد على كتاب التوحيد ) 0
أما قولكم - يا رعاكم الله - : ( دخلت الى هذه القبة التي يوجد داخلها الولي ووجدت تابوت على قبره مكسو بسبعة اقمشة ذات الوان مختلفة ، وعندما نزعت هذه الأقمشة وجدت فجوتين (( حفرتين )) فوجدت الخاتم في احد الفجوتين الموجودتين على القبر ، وكان الفص متجها الى جهة القبلة هممت ان اخذه بيدي اليسار لكني تراجعت عن ذلك فأخذته بيدي اليمين لما لليد اليمين من فضل افضل من اليد اليسرى .... تفحصته ووجدت عليه رموز لم استطع ان انقلها لكم لأنها لاتكتب لكن راح اكتب لكم الحروف العربية الموجودة فيه في وقت اخر .... )
قلت وبالله التوفيق : لا أعلم ما هي سبب زيارتكم لهذا القبر وهو على هذه الشاكله ، وعموماً أخشى أن يكون القبر لأحد غلاة الصوفية أو أن من حوله قد غلا فيه إلى الحد المذكور ، وعجبي من مسألة أخذ الخاتم باليمين وهذا أمر طيب أن يتحرى الانسان أموره بيمينه كما ثبت من حديث رسول الله
( تيامنوا ) ، فكيف نتحرى السنة ومع ذلك نقع في مسألة هي في غاية الخطورة من حيث زيارة هذا القبر هذا من جهة ، أما من الجهة الثانية فمسألة الخاتم قطهاً توحي بالشرك لما يحمله الخاتم من رموز وحروف لا معنى لها إلا في قاموس السحرة والمشعوذين ، ومن يلبسه أو يقتنبه فكأنما وقع في محذور عظيم وخطر جسيم لقوله
:
( من علق تميمة فقد أشرك )
ولذلك كان حري بك - أخي الحبيب - أن لا تلتفت لهذا الخاتم وكون أنك اقتنيته وأصبحت تسأل عنه وأخذته إلى مكة بالصفة المذكورة فأنت على خطر عظيم ، وهذا - يا رعاكم الله - يقدح في عقيدتكم - ولذلك أرى أن تتخلص منه بأخذه إلى أحد المعالجين من أصخحاب العلم الشرعي حتى يتخلص منه بالطرق المشروعة 0
وحتى تكتمل الصورة أنقل لكم بعض فتاوى اللجنة الدائمة بخصوص مسألة الأولياء :
فتوى رقم ( 2787 ) :
سؤال : رجل يعيش في جماعة تستغيث بغير الله هل يجوز له الصلاة خلفهم, وهل تجب الهجرة عنهم, وهل شركهم شرك غليظ, وهل موالاتهم كموالاة الكفار الحقيقيين ؟؟؟
الجواب : ( إذا كانت حال من تعيش بينهم - كما ذكرت: من استغاثتهم بغير الله, كالاستغاثة بالأموات والغائبين عنهم من الأحياء أو بالأشجار أو الأحجار أو الكواكب ونحو ذلك - فهم مشركون شركا أكبر يخرج من ملة الإسلام, لا تجوز موالاتهم, كما لا تجوز موالاة الكفار, ولا تصح الصلاة خلفهم, ولا تجوز عشرتهم ولا الإقامة بين أظهرهم إلا لمن يدعوهم إلى الحق على بينة, ويرجو أن يستجيبوا له وأن تصلح حالهم دينيا على يديه, وإلا وجب عليه هجرهم والانضمام إلى جماعة أخرى يتعاون معها على القيام بأصول الإسلام وفروعه،وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإن لم يجد اعتزل الفرق كلها ولو أصابته شدة; لما ثبت عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير, وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه, فقلت: يا رسول الله, إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير, فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم"، فقلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: "نعم"، وفيه دخن"، قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر"، فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم, دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها"، فقلت: يا رسول الله, صفهم لنا, قال: "نعم, هم من بني جلدتنا, ويتكلمون بألسنتنا"، قلت: يا رسول الله, فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" متفق عليه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي ، عضو عبد الله بن غديان ، عضو عبد الله بن قعود ) 0
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 3716 ) :
السؤال الثاني : إنني أسمع وأرى بعيني, يقولون: بأن الأولياء عندهم التصرف في الدنيا في العبد, ويقولون: بأنهم عندهم أربعين وجها تراه رجلا وتراه ثعبانا وأسدا وغير ذلك, ويذهبون عند المقابر وينامون هناك ويدلجون هناك, ويقولون: بأنه يقف عندهم في المنام, ويقول لهم: اذهبوا فإنك شفيت, فهل هذا الكلام صحيح أم لا ؟؟؟
الجواب للسؤال الثاني : ( ليس للأولياء تصرف في أحد, وما آتاهم الله من الأسباب العادية التي يؤتيها الله لغيرهم من البشر, فلا يملكون خرق العادات, ولا يمكنهم أن يتمثلوا في غير صور البشر من ثعابين أو أسود أو قرود أو نحو ذلك من الحيوان, إنما ذلك أعطاه الله للملائكة والجن وخصهم به, ويشرع الذهاب إلى القبور لزيارتها والدعاء بالمغفرة والرحمة لأهلها, ولا يجوز الذهاب إليها لطلب البركة والشفاء من أهلها والاستغاثة بهم في تفريج الكربات وقضاء الحاجات, بل هذا شرك أكبر, كما أن الذبح لغير الله شرك أكبر, سواء كان عند قبور الأولياء أم غيرها, فما حكيته عنهم مخالف للشرع, بل من البدع المنكرة والعقائد الشركية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي ، عضو عبد الله بن غديان ، عضو عبد الله بن قعود ) 0
فتوى رقم ( 4154 ) :
سؤال : إن رجلا خطيب مسجد بإحدى قرى مصر التي نعيش فيها نحن, وهو من الصوفية والطريقة الشاذلية التي يسمونها على أنفسهم, وهذا الرجل يدعو الناس ويعلمهم التوسل بمخلوقات الله مثل: الأنبياء, والأولياء, ويدعوهم إلى زيارة الأضرحة (القباب), ويحل لهم الحلف بالنبي والولي والكفارة في هذا الحلف إذا حنث الحالف, ونحن جماعة من الجماعات الإسلامية ناظرناه في ذلك الخطأ الذي يفعله ويعلمه للناس ولكنه مصر على ذلك, ويستدل بأحاديث ضعيفة وموضوعة فهل هذا يصلى وراءه؟ لأننا لم نتم بناء المسجد; لأننا جمعنا تبرعات لبناء هذا المسجد ولكن لم ينشأ إلى الآن, فنرجو فتواكم على هذا السؤال وفقنا ووفقكم الله تعالى, وغير هذا أنه كفر شيوخ الإسلام, مثل شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية, والإمام محمد بن عبد الوهاب رضي الله عنهم ورحمهم الله.
الجواب : ( إن الاستغاثة بالأموات ودعاءهم من دون الله أو مع الله شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام, سواء كان المستغاث به نبيا أم غير نبي, وكذلك الاستغاثة بالغائبين شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله, وهؤلاء لا تصح الصلاة خلفهم لشركهم. أما من استغاث بالله وسأله سبحانه وحده متوسلا بجاههم أو طاف حول قبورهم دون أن يعتقد فيهم تأثيرا،وإنما رجا أن تكون منزلتهم عند الله سببا في استجابة الله له فهو مبتدع آثم مرتكب لوسيلة من وسائل الشرك, ويخشى عليه أن يكون ذلك منه ذريعة إلى وقوعه في الشرك الأكبر. ونسأل الله أن يعينكم على نشر التوحيد ونصرة الحق وجهاد المبتدعين.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم ) 0
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي ، عضو عبد الله بن غديان ، عضو عبد الله بن قعود ) 0
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 5553 ) :
السؤال الخامس من الفتوى : الاستغاثة بالأنبياء والأولياء والصالحين في حياتهم وبعد مماتهم في كشف السوء وجلب الخير والتوسل بهم أيضا في الحالتين لقضاء الحوائج والمآرب أيجوز ذلك أم لا ؟؟؟
الجواب الخامس من الفتوى : ( أما الاستغاثة بالأموات من الأنبياء وغيرهم فلا تجوز, بل هي من الشرك الأكبر, وأما الاستغاثة بالحي الحاضر والاستغاثة به فيما يقدر عليه فلا حرج; لقول الله سبحانه في قصة موسى: فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه أما التوسل بالأحياء أو الأموات من الأنبياء وغيرهم بذواتهم أو جاههم أو حقهم فلا يجوز, بل هو من البدع،ووسائل الشرك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم ) 0
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي ، عضو عبد الله بن غديان ، عضو عبد الله بن قعود ) 0
فتوى رقم ( 6972 ) :
سؤال : رجل يصلي ويصوم ويفعل جميع أركان الإسلام, ومع ذلك كله يدعو غير الله حيث إنه يتوسل بالأولياء وينتصر بهم ويعتقد أنهم قادرون على جلب المنافع ودفع المضار أخبرنا جزاكم الله خيرا, هل يرثهم أولادهم الموحدون بالله الذين لا يشركون مع الله شيئا, وأيضا ما هو حكمهم ؟؟؟
الجواب : ( من كان يصلي ويصوم ويأتي بأركان الإسلام إلا أنه يستغيث بالأموات والغائبين وبالملائكة ونحو ذلك فهو مشرك, وإذا نصح ولم يقبل وأصر على ذلك حتى مات فهو مشرك شركا أكبر يخرجه من ملة الإسلام, فلا يغسل ولا يصلى عليه صلاة الجنازة ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يدعى له بالمغفرة ولا يرثه أولاده ولا أبواه ولا إخوته الموحدون ولا نحوهم ممن هو مسلم لاختلافهم في الدين; لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرث المسلم الكافر, ولا الكافر المسلم رواه البخاري ومسلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم ) 0
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي ، عضو عبد الله بن غديان ، عضو عبد الله بن قعود ) 0
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 7308 ) :
السؤال الثالث : يقول أرباب الصوفية - إنهم يستعينون ويستغيثون بعباد صالحين مجازا،والله عز وجل هو المستعان حقيقة فكيف ترد على هؤلاء, ثم إنهم يقولون حجة لهم في الاستعانة بالصالحين: {وما رميت إذ رميت** إلى آخر الآية الكريمة حجة لهم فكيف ترد على هذا ؟؟؟
الجواب الثالث : ( أولا: الاستعانة والاستغاثة بغير الله من الأموات والغائبين والأصنام ونحوها شرك بالله عز وجل, وهكذا الاستغاثة والاستعانة بغير الله من الأحياء فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام.
ثانيا: الاستدلال على مشروعية الاستعانة والاستغاثة بغير الله بقوله: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى استدلال باطل, فإن معناها: وما أصبت عيون الكفار في غزوة بدر مع كثرتهم، وانتشارهم في ميدان القتال بما حذفتهم به من الحصى مع ضعفك وقلة ما بيدك من الحصى, ولكن الله تعالى هو الذي أوصله إليهم فأصاب أعينهم جميعا بقدرته سبحانه, فليس في الآية استغاثة بغير الله, وإنما فيها أخذ بالأسباب ولو ضعيفة وهو حذف الحصى مع الضراعة لله واللجوء إليه فكانت النتائج بفضل الله وقدرته عظيمة, وكان مع حذف الحصى أيضا دعاء الرسول عليهم وطلبه النصر من الله وحده على أعدائه لا دعاء الصالحين.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم ) 0
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي ، عضو عبد الله بن غديان ، عضو عبد الله بن قعود ) 0
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 9272 ) :
السؤال الثاني : هل الاستغاثة بالغائب أو بالميت كفر أكبر ؟؟؟
الجواب الثاني : ( نعم, الاستغاثة بالأموات أو الغائبين شرك أكبر يخرج من فعل ذلك من ملة الإسلام; لقوله سبحانه: {ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون** وقوله عز وجل: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير** وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم ) 0
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي ، عضو عبد الله بن غديان ) 0
فتوى رقم ( 9582 ) :
السؤال : فيه هجوم شديد على السلفيين, وأنهم منكرون ولا يحبون الأولياء, ومن ضمن الأدلة التي استدلوا بها على أن الاستغاثة بالميت جائزة: حديث الرجل الأعمى الذي استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته, وقد علمت أن هذا الحديث صحيح مما يسبب لبعض الناس حيرة شديدة فأرجو إفادتنا في هذا الأمر المهم ؟؟؟
الجواب : ( وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن حديث الأعمى أخرجه الإمام الترمذي بسنده عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه: أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني, قال: "إن شئت دعوت, وإن شئت صبرت فهو خير لك" قال: فادعه, فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة, إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر الخطمي.
والحديث على تقدير صحته ليس فيه دعاء الأعمى للنبي صلى الله عليه وسلم, وإنما فيه دعاء الله تعالى بتوجهه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته, كما دعا الله تعالى أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم لتقضى حاجته.
وليس في الحديث ما يدل على جواز دعاء الموتى, وقد تكلم أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في هذا الحديث كلاما طيبا وأوضح معناه في كتابه [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة] فراجعها لتستفيد أكثر.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم ) 0
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي ، عضو عبد الله بن غديان ، عضو عبد الله بن قعود ) 0
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 2213 ) :
السؤال الثالث : قال بعض أهل البدع الذين يدعون أهل القبور قال: كيف تقولون: الميت لا ينفع وقد نفعنا موسى عليه السلام حيث كان السبب في تخفيف الصلاة من خمسين إلى خمس, وقال بعضهم: كيف تقولون: كل بدعة ضلالة, فماذا تقولون في شكل القرآن ونقطه, كل ذلك حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, فبماذا نجيبهم ؟؟؟
الجواب الثالث : ( أولا: الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون نداء من ناداهم من الناس, ولا يستجيبون دعاء من دعاهم, ولا يتكلمون مع الأحياء من البشر،ولو كانوا أنبياء, بل انقطع عملهم بموتهم; لقول الله تعالى: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير** وقوله: {وما أنت بمسمع من في القبور** وقوله: {ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين** وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, وولد صالح يدعو له, وعلم ينتفع به رواه مسلم في صحيحه ويستثنى من هذا الأصل ما ثبت بدليل صحيح, كسماع أهل القليب من الكفار كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب غزوة بدر, وكصلاته بالأنبياء ليلة الإسراء, وحديثه مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في السماوات حينما عرج به إليها, ومن ذلك نصح موسى لنبينا عليهما الصلاة والسلام أن يسأل الله التخفيف مما افترضه عليه وعلى أمته من الصلوات فراجع نبينا صلى الله عليه وسلم ربه في ذلك حتى صارت خمس صلوات في كل يوم وليلة, وهذا من المعجزات وخوارق العادات فيقتصر فيه على ما ورد.. ولا يقاس عليه غيره مما هو داخل في عموم الأصل; لأن بقاءه في الأصل أقوى من خروجه عنه بالقياس على خوارق العادات, علما بأن القياس على المستثنيات من الأصول ممنوع خاصة؛ إذا لم تعلم العلة, والعلة في هذه المسألة غير معروفة; لأنها من الأمور الغيبية التي لا تعلم إلا بالتوقيف من الشرع, ولم يثبت فيها توقيف فيما نعلم, فوجب الوقوف بها مع الأصل.
ثانيا: الأمة مأمورة بحفظ القرآن كتابة وتلاوة, وبقراءته على الكيفية التي علمهم إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقد كانت لغة الصحابة رضي الله عنهم عربية سليمة; لقلة الأعاجم بينهم, وعنايتهم بتلاوته -كما أنزل- عظيمة, واستمر ذلك في عهد الخلفاء الراشدين فلم يخش عليهم اللحن في قراءة القرآن ولم يشق عليهم قراءته من المصحف بلا نقط ولا شكل, فلما كانت خلافة عبد الملك بن مروان،وكثر المسلمون من الأعاجم واختلطوا بالمسلمين من العرب خشي عليهم اللحن في التلاوة وشق عليهم القراءة من المصحف بلا نقط ولا شكل, فأمر عبد الملك بن مروان بنقط المصحف وشكله, وقام بذلك الحسن البصري, ويحيى بن يعمر رحمهما الله, وهما من أتقى التابعين وأعلمهم وأوثقهم; محافظة على القرآن, وصيانة له من أن يناله تحريف, وتسهيلا لتلاوته وتعليمه وتعلمه, كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبهذا يتبين أن كلا من نقط القرآن وشكله - وإن لم يكن موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - فهو داخل في عموم الأمر بحفظه وتعليمه وتعلمه على النحو الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته; ليتم البلاغ, ويعم التشريع, ويستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها, وعلى هذا لا يكون من البدع; لأن البدعة: ما أحدث ولم يدل عليه دليل خاص به أو عام له ولغيره, وقد يسمي مثل هذا بعض من تكلم في السنن والبدع: مصلحة مرسلة, لا بدعة, وقد يسمى هذا: بدعة من جهة اللغة; لكونه ليس على مثال سابق لا من جهة الشرع; لدخوله تحت عموم الأدلة الدالة على وجوب حفظ القرآن وإتقانه تلاوة وتعلما وتعليما, ومن هذا قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على إمام واحد في التراويح: (نعمت البدعة هذه). والظاهر دخول النقط والشكل في عموم النصوص الدالة على وجوب حفظ القرآن كما أنزل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم ) 0
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي ، عضو عبد الله بن غديان ، عضو عبد الله بن قعود ) 0
( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - المجلد الأول [ 3 من 114 ] )
هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( اليماني ) ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0