![]() |
الدرس الثاني: "هندسة الحصون.. كيف تبني سد القوة في وجه رياح الوهن؟"
سلسلة مقالات (هندسة النفس في ظلال الرقية) الدرس الثاني: "هندسة الحصون.. كيف تبني سد القوة في وجه رياح الوهن؟" كثيرون منكم يشتكون: "أنا أقرأ الأذكار، وأحافظ على الأوراد، ومع ذلك أشعر بالاختراق! لماذا تخترقني السهام الروحية؟" الإجابة تكمن في (هندسة الحصن). فالحصن ليس "سوراً" تبنيه حولك وأنت منهار من الداخل. الحصن الحقيقي ليس "درعاً" ترتديه، بل هو (صلابة في المعدن). إذا كان قلبك كـ "الإسفنج" يمتص كل خاطر سوء وكل طاقة سلبية، فلا تلم الأذكار إن لم تنفعك، بل لُم "البيئة" التي سمحت للاختراق أن يحدث. 1. الركيزة الأولى: (غربلة المدخلات) "لا يمكن بناء سدّ بأسمنت مغشوش" أنت ترقي نفسك بسورة البقرة، ثم تذهب لتغرق لساعات في (سوق الدوبامين الرخيص) عبر هاتفك.. تشاهد التفاهة، تتابع أخباراً تسمم روحك، وتسمح لـ (الركام المعرفي) أن يملأ عقلك. القاعدة المنهجية: الحصن الروحي يبدأ بـ (إغلاق الثغرات). الرقية التي لا يتبعها "نظام حمية" لما يدخل عينك وأذنك وقلبك، هي رقية مخرومة. هل تملك "الغربال" المنهجي الذي يمنع دخول القاذورات لقلبك؟ 2. الركيزة الثانية: كسر "وعي الهشاشة" "العزة ليست شعاراً، بل هي مقام" أكبر ثغرة يدخل منها العارض الروحي (سواء كان عيناً أو مساً) هي (وهن الروح). عندما تعيش بـ (نظارة مستأجرة) ترى من خلالها نفسك ضعيفاً، مهزوماً، ضحيةً للظروف.. فأنت تقدم لعدوك "خارطة اختراقك". (العزة لله ولرسوله وللمؤمنين). الحصن الروحي هو أن تستعيد (مرجعيتك الأصيلة) كعبد لله لا يُذل لغيره. عندما تشعر بـ "الفقر المطلق" لله، تُرزق "الغنى المطلق" عمن سواه. الجن والحسد يطمعون في النفس (الهشة)؛ فكن صخراً بمرجعيتك، لا زجاجاً ينكسر أمام أول ريح. 3. الركيزة الثالثة: (بروتوكول القوة الفورية) "الرسوخ هو سرعة الإفاقة" الحصن لا يعني أنك لن "تتأثر" أبداً، بل يعني أنك (لن تنهار). "بروتوكول العودة الفورية". إذا شعرت بضيق، أو عرض روحي، أو وسوسة، فلا تركض للبحث عن "راقٍ" يخلصك، بل اركض أولا إلى (محراب الصدق) داخل قلبك. السؤال المنهجي: هل تملك الشجاعة لتواجه عارضك وتقول له: "أنت مجرد عرض لضعف إيماني ويقيني، وسأهزمك بـ (إحكام) صلتي بمولاي"، أم أنك تستسلم وتطلب "المسكنات"؟ واجب هندسي (للمصابين والمكافحين): أريدك اليوم أن تفحص حصنك، وتكتب لي في تعليق (بكل شفافية): 1. ما هي (الثغرة المفتوحة) في يومك (سلوك، عادة، معصية، إدمان رقمي) التي تشعر أنها "الممر" الذي تدخل منه الرياح لقلبك؟ 2. صف شعورك عندما تتذكر أنك (عبدٌ لله العظيم).. هل تشعر بالقوة أم أنك ما زلت ترى نفسك "ضحية"؟ لقد شبعنا من "توصيف الداء"، وحان الوقت لـ (هندسة الدواء). الشفاء هو استعادة لـ (الفطرة) التي سُلبت منك. توقف عن كونك "مفعولاً به"، وكن أنت (الفاعل) في رحلة شفائك. انتظروا الدرس الثالث: (المخادعات الروحية.. كيف يخدعك العارض لتبقى سجيناً؟) والحمد لله رب العالمين |
| الساعة الآن 09:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com