![]() |
أن الرسول ( بشر ، يصيبه ما يصيب البشر من الأمراض والمصائب والموت والجوع
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( سَمِعَ جَلَبَةَ خَصْمٍ بِبَابِ حُجْرَتِهِ , فَخَرَجَ إلَيْهِمْ , فَقَالَ : أَلا إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ , وَإِنَّمَا يَأْتِينِي الْخَصْمُ , فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ , فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ , فَأَقْضِي لَهُ . فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنْ نَارٍ , فَلْيَحْمِلْهَا أَوْ يَذَرْهَا )) .
-------------------------------------------- معاني الكلمات : سمع جلبة خصم : الجَلَبة بفتح الجيم واللام ، اختلاط الأصوات . بباب حجرته : الحجرة المذكورة هي منزل أم سلمة ، ووقع عند مسلم : ( بباب أم سلمة ) . أنا بشر : المراد أنه مشارك لهم في أصل الخلقة ، أي كواحد من البشر في عدم علم الغيب . فلعل : بمعنى عسى . أبلغ : أي أبلغ في حجته من الآخر . فأحسب أنه صادق : في الكلام حذف تقديره : ( وهو في الباطن كاذب ) . فأقضي له : في رواية : ( فأقضي له على نحو ما سمعت ) . قطعة من النار : إن أخذها على علمه بأنها حرام عليه دخل النار . ( فليحملها أو يذرها : أي يتركها و [ أو ] ليست للتخيير ، وإنما هي للتهديد ، كقوله تعالى : ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) . الفوائد : 1- أن القاضي يقضي على حسب ما سمع . 2- أن القاضي لا يجوز له أن يقضي بعلمه ، وهذه مسألة اختلف العلماء فيها على قولين : القول الأول : لا يجوز أن يقضي بعلمه . وهذا قول مالك وأحمد . لقوله ( في حديث الباب : ( فأقضي له نحو ما أسمع ) فدل على أنه يقضي فيما يسمع لا فيما يعلم . القول الثاني : يجوز ذلك . وهو قول أبي يوسف وأبي ثور واختاره المزني . لأن النبي ( قال لهند : ( خذي ما يكفيك ... ) فحكم لها من غير بينة ولا إقرار لعلمه بصدقها . والراجح الأول . قال ابن قدامة : " فأما حديث أبي سفيان فلا حجة فيه لأنه فتيا لا حكم ، بدليل أن النبي ( أفتى في حق أبي سفيان من غير حضوره ، ولو كان حكماً عليه لم يحكم عليه في غيبته " . 3- أن حكم القاضي لا يحلل حراماً ولا يحرم حلالاً . وهذا مذهب جماهير العلماء . وعلى هذا فيكون قضاء القاضي نافذاً ظاهراً لا باطناً . وجه الدلالة : لأنه توعد من حكم له بأنه يقتطع له قطعة من نار . 4- عقوبة من أخذ مالاً بدون حق أنه يقتطع قطعة من النار . 5- أن الرسول ( لا يعلم الغيب . قال تعالى : ( وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ) . 6- أن الرسول ( بشر ، يصيبه ما يصيب البشر من الأمراض والمصائب والموت والجوع . لكن اختص هو وبقية الأنبياء بخصائص منها : الوحي - يدفنون حيث يموتون - أحياء في قبورهم - يخيرون عند موتهم - لا تأكل الأرض أجسادهم . 7- موعظة الإمام الخصوم وتذكيرهم بعذاب الله . |
بارك الله فيك وأحسن إليك
|
الساعة الآن 07:46 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com