![]() |
من أقوال السلف في الزنى
من أقوال السلف في الزنى فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فلا يخفى أن انتشار الزنى له أسباب من أهمها سفور المرأة عن وجهها, وتبرجها بزينتها, واختلاطها بالرجال الأجانب, والزنى له أثار وأضرار سيئة على الأفراد والمجتمعات, قال فضيلة الشيخ صالح بن ناصر بن صالح الخزيم رحمه الله: الزنا...الدليل على استقباحه عقلًا فهو ما يراه العقل السليم من أضرار فادحة, وأخطار جسيمة, تنجم عن هذه الفعلة النكراء, التي تضاد الفطرة الإنسانية, وتئن من ويلاتها الشعوب المنحرفة, فهي رذيلة قبيحة, وتحلل سافر من قيود الأخلاق, وإثم كبير, وخطء جلل, لا يرضاها اللب المستقيم, بل يعتبرها شرًا مستطيرًا, وخسّة ودناءةً ومهانةً, لما فيها من تفكك أوصال المجتمع, وتحطم كيان الأسرة, وانهدام البيوتات, وضياع الأنساب, وانحلال أواصر الشعوب والمجتمعات" للسلف أقوال في الزنى, جمعتُ بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ظهور الزنى من أمارات خراب العالم, وهو من أشراط الساعة, كما في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم, ويظهر الجهل, ويشرب الخمر, ويظهر الزنا, ويقلّ الرجال, وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد ))
& قال الإمام أحمد رحمه الله: لا أعلم بعد قتل النفس شيئًا أعظم من الزنى. & قال العلامة الشوكاني رحمه الله: لا خلاف أنه من كبائر الذنوب.
& قالت هند امرأة أبي سفيان رضي الله عنهما, حين قال لها النبي صلى الله عليه وسلم وقت مبايعة النساء (( ولا يزنين )) قالت رضي الله عنها: أو تزني الحرة ؟ لقد كنا نستحي من ذلك في الجاهلية فكيف بالإسلام؟
& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحًا وبابًا يُدخل منه إليه,...فجعل الغناء مفتاح الزنى. & قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: الغناء...قيل إنه رقية الزنا. ـــــــــــــ
& قال العلامة العثيمين رحمه الله: أعداؤنا وأعداء ديننا أعداء شريعة الله عز وجل يركزون اليوم على مسألة النساء واختلاطهن بالرجال ومشاركتهن للرجال في الأعمال، يريدون أن يقحموا المرأة في وظائف الرجال، أتدرون ماذا يحدث؟ يحدث مفسدة الاختلاط ومفسدة الزنا والفاحشة، سواء في زنا العين أو زنا اللسان أو زنا اليد أو زنا الفرج، كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة. & قال العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله: لا يصحً لعاقل أن يشكّ في أن اختلاط الجنسين في غاية الشباب ونضارته وحسنه أنه أكبر وسيلة وأنجح طريق إلى انتشار وفشو الرذيلة بين الجنسين.
ــــــــــــــ
& قال ابن مسعود رضي الله عنه: إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله في إهلاكها. & قال كعب الأحبار رضي الله عنه: إذا رأيت الوباء قد فشا فاعلم أن الزنا قد فشا & قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الزنا...من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة & قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: المعاصي...من أسباب جلب البلاء وخصّ منها الزنا لأنه أعظمها في ذلك. & قال العلامة السعدي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (( يا أمة محمد ! والله ما من أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده, أو تزني أمته.)) ففي هذا: بيان أن سبب العقوبات في الدنيا والآخرة هي الذنوب, فبين غيرة الله تعالى إذا انتهكت محارمه التي من أعظمها الزنا, فإنه غالباً لا يمهل صاحبه, والله تعالى غيور.
& قال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يزن عبد قط إلا نزع الله نور الإيمان منه, إن شاء رده وإن شاء منعه. & قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ولا تزال الذنوب تزيل عنه نعمةً نعمةً حتى يُسلب النعم كلها, قال الله تعالى: **﴿ إن الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾** [الرعد:11] وأعظم النعم الإيمان, وذنبُ الزنا....تزيلها وتسلبها. ــــــــــــ
ومنها: أن الناس ينظرونه بعين الخيانة, ولا يأمنه أحد على حرمته, ولا على ولده. ومنها: سواد الوجه, وظلمته وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو عليه للناظرين ومنها: الوحشة التي يضعها الله في قلب الزاني, وهي نظير الوحشة التي تعلو وجهه, فالعفيف على وجهه حلاوة, وفي قلبه أنس, ومن جالسه استنأنس به, والزاني تعلو وجهه الوحشة, ومن جالسه استوحش به. ومنها: ظلمة القلب, وطمس نوره. ومنها: الفقر اللازم. ومنها: أنه يفارقه الطيب الذي وصف الله به أهل العفاف, ويستبدل به الخبيث الذي وصف الله به الزناة. ومنها: الرائحة التي تفوح عليه, يشمها كل ذي قلب سليم, تفوح من فيه وجسده ومنها: ضيق الصدر وحرجه, فإن الزناة يُقابلون بضد مقصودهم, فإن من طلب لذة العيش وطِيبه بما حرمه الله عليه, عاقبه الله بنقيض قصده, فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته ولم يجعل الله معصيته سبباً إلى خير قط ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذة والسرور, وانشراح الصدر, وطيب العيش لرأى أن الذي فاته من اللذة أضعاف أضعاف ما حصل له, دع ربح العاقبة, والفوز بثواب الله وكرامته. ــــــــــــــ ومنها: قلة الهيبة التي تنزع من صدور أهله وأصحابه, وغيرهم له, وهو أحقر شيء في نفوسهم, وعيونهم, بخلاف العفيف, فإنه يرزق المهابة, والحلاوة. ومنها: أنه يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن. ومنها: أن الزنى يجُرِّئه على قطيعة الرحم, وعقوق الوالدين, وكسب الحرام, وظلم الخلق, وإضاعة أهله وعياله...فهذه المعصية لا تتم إلا بأنواع من المعاصي قبلها ومعها, ويتولد عنها أنواع أخرُ من المعاصي بعدها...وهي أجلب لشرِّ الدنيا والآخرة, وأمنع شيء لخير الدنيا والآخرة....فهذا بعض ما في هذه السبيل من الضرر.... & قال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله: عناية الإسلام بتحريم الزنى لأن فيه إضاعة النسب, وتعريض النسل للإهمال إن كان الزنى بغير متزوجة, وهو خلل عظيم في المجتمع, ولأن فيه إفساد النساء على أزواجهن, والأبكار على أوليائهن, ولأن فيه تعرض المرأة إلى الإهمال بإعراض الناس عن تزوجها, وطلاق زوجها إياها, ولما ينشأ عن الغيرة من الهرج والتقاتل. & قال العلامة العثيمين رحمه الله: العفة من أسباب نور القلب, وأن ضدها -وهو الفجور- من أسباب ظُلمة القلب ولذا كان تأثير الزنى سواء كان بالعين أو بالرجل أو باليد أو باللسان أو بالفرج على القلب وعلى نور القلب أعظم من غيره وتأثير العفة في نور القلب أبلغ.
ــــــــــــ
& قال العلامة السعدي رحمه الله: في قوله تعالى: ﴿ ** والذين هم لفروجهم حافظون** ﴾ عن الزنا, ومن تمام حفظها تجنُّبُ ما يدعو إلى ذلك كالنظر واللمس ونحوهما.
أحدها: القتل فيه أشنع القتلات, وحيث خففه فجمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد, وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة. الثاني: أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه بحيث تمنعهم من إقامة الحد عليهم الثالث: أنه سبحانه أمر أن يكون حدهما بمشهد من المؤمنين, فلا يكون خلوة حيث لا يراهما أحد, وذلك أبلغ في مصلحة الحد وحكمة الزجر. ـــــــــــــــ
فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته, ولهذا شرع فيه القتل على أشنع الوجوه, وأفحشها وأصعبها, ولو بلغ العبد أن امرأته أو حرمته قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت.
ــــــــــــــ
& قال ابن حجر رحمه الله: الزنا لا يختص إطلاقه بالفرج بل يطلق على ما دون الفرج من نظر وغيره...وإطلاق الزنا على اللمس والنظر وغيرهما بطريق المجاز لأن كل ذلك من مقدماته...قال ابن بطال: سمى النظر والنطق زنا لأنه يدعو إلى الزنا الحقيقي & قال المناوي رحمه الله: العينان أصل زنا الفرج, فإنهما له رائدان, وإليه داعيان.
ـــــــــــــــ
وقال رحمه الله: فأما سبيل الزنى, فأسوأُ سبيل, ومقيلُ أهلها في الجحيم شرُّ مقيل, ومستقر أرواحهم في البرزح في تنور من نار, يأتيهم لهيبها من تحتهم, فإذا أتاهم اللهب, ضجوا, وارتفعوا, ثم يعودون إلى موضعهم, فهم هكذا إلى يوم القيامة, كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في منامه, ورؤيا الأنبياء وحي لا شكَّ فيه.
ـــــــــــــــ
& قال الإمام المناوي رحمه الله: (( شيخ زان )) لاستخفافه...وقلة مبالاته به, ورذالات طبعه, إذ داعيته قد ضعفت, وهمته قد فترت, فزناه عناد ومراغمة. & قال الإمام النووي رحمه الله: تخصيصه صلى الله عليه وسلم... الشيخ الزاني... بالوعيد المذكور فقال القاضي عياض: سببه أن كل واحد منهم التزم المعصية المذكورة مع بعدها منه وعدم ضرورته إليها وضعف دواعيها عنده وإن كان لا يعذر أحد بذنب لكن لما لم يكن إلى هذه المعاصي ضرورة مزعجة ولا دواعي معتادة أشبه إقدامهم عليها المعاندة والاستخفاف بحق الله تعالى وقصد معصيته لا لحاجة غيرها.
& قال الإمام المناوي رحمه الله: ( الديوث ) الذي يقر في أهله, أي: في زوجته أو سريته, وقد يشمل الأقارب أيضًا. ( الخبث ) يعني: الزنا, بأن لا يغار عليهم. |
الساعة الآن 05:45 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com