![]() |
24 تابع / شرح : العقيدة الواسطيّة للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله
_ المتن : وقوله : ** الرحمن على العرش استوى ** في سبعة مواضع : في سورة الأعراف قوله : ** إنّ ربَّكُم الله الّذي خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّام ثم استوى على العرش ** سورة الأعراف 54 وقال في سورة يونس عليه السلام : ** إنّ ربَّكُم الله الّذي خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّام ثم استوى على العرش ** الآية 3 قال في سورة الرعد : ** الله الّذي رفع السّماوات بغير عمد ترونها ثمّ استوى على العرش ** الآية 2 وقال في سورة طه : ** الرّحمٰن على العرش استوى ** الآية 5 وقال في سورة الفرقان : ** ثمّ استوى على العرش الرّحمٰن ** الآية 59 وقال في سورة ألم السجدة : ** الله الّذي خلق السّماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام ثمّ استوى على العرش ** الآية 4 وقال في سورة الحديد : ** هو الّذي خلق السّماوات والأرض في ستّة أيّام ثمّ استوى على العرش ** الآية 4 _ الشرح : أي قد ورد إثبات استواء الله على عرشه في سبع آيات من كتاب الله ، كلّها قد ورد فيها إثبات الاستواء بلفظ واحد هو ( استوي على العرش ) فهو نص في معناه الحقيقي لا يحتمل التأويل بمعنى آخر . والاستواء صفة فعلية ثابتة لله سبحانه على ما يليق بجلاله كسائر صفاته . وله في لغة العرب أربعة معان هي : علا . وارتفع . وصعد. واستقر . وهذه المعاني الأربعة تدور عليها تفاسير السلف للاستواء الوارد في هذه الآيات الكريمة . فقوله في الآية الأولى والثانية : ( إن ربكم الله ) أي : هو خالِقُكم ومُرَبيكُم بنعَمِه والذي يجب عليكم أن تعبدوه وحده ( الذي خلق السموات والأرض ) أي : هو خالق العالم ، سمواته وأرضه وما بين ذلك ( في ستة أيام ) هي الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة . ففي يوم الجمعة اجتمع الخلق كله وفيه خلق آدم عليه السلام ( ثم استوي على العرش ) أي : علا وارتفع على العرش كما يليق بجلاله . وهذا محل الشاهد من الآية . والعرش في اللغة هو سرير الملك ، والمراد به هنا كما يدل عليه مجموع النصوص سرير ذو قوائم تحمله الملائكة وهو كالقبة على العالم وهو سقف المخلوقات . وقوله في الآية الثالثة : ( الله الذي رفع السموات ) أي : رفعها عن الأرض رفعاً بعيداً لا يُنالُ ولا يُدْرَك مَداهُ ( بغير عمد ترونها ) العمد هي الأساطين جمع عِماد ، أي قائمة بغير عمد تعتمد عليها بل بقدرته سبحانه . وقوله ( ترونها ) تأكيد لنفي العمد . وقيل لها عمد ولكن لا نراها . والأول أصحّ ( ثم استوي على العرش ) هذا محل الشاهد من الآية الكريمة لإثبات الاستواء . والكلام على بقية الآيات كالكلام على هذة الآية . ويُستَفاد منها جميعاً : إثبات استواء الله على عرشه على ما يليق بجلاله . وفيها الرد على من أوَّل الاستواء بأنه الاستيلاء والقهر ، وفسر العرش بأنه الملك . فقال استوى على العرش معناه استولى على الملك وقَهَرَ غيرَه وهذا باطل من وجوه كثيرة منها : أولا : أن هذا تفسير مُحْدَثٌ مُخالِف لتفسير السلف من الصحابة والتابعين واتباعهم وأول من قال به الجهمية والمعتزلة . فهو مردود . ثانياً : لو كان المراد بالاستواء على العرش الاستيلاء على الملك لم يكن هناك فرق بين العرش والأرض السابعة السفلى والدواب وجميع المخلوقات لأنه مُستولٍ على الجميع ومالك للجميع . فلا يكون لذكر العرش فائدة . ثالثاً : أن هذا اللفظ ( استوي على العرش ) قد اطَّرَدَ في الكتاب والسنة ولم يأت في لفظ واحد ( استوى على العرش ) حتى تفسر به بقية النصوص . رابعاً : أنه أتى بـ( ثم ) التي تفيد الترتيب والمهلة فلو كان معنى الاستواء الاستيلاء على العرش والقدرة عليه لم يتأخر ذلك إلى ما بعد خلق السموات والأرض ، فإن العرش كان موجودا قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما ثبت في الصحيحين فكيف يجوز أن يكون غير قادر ولا مستول عليه إلى أن خلق السموات والأرض . هذا من أبطل الباطل والله اعلم . ( يتبع ) ................... |
الساعة الآن 06:22 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com