![]() |
18 تابع / شرح : حديث أبي زرع
قوله : ( فطلقني ونكحها ) في رواية الحارث فأعجبته فطلقني وفي رواية أبي معاوية ( فخطبها أبو زرع فتزوجها ، فلم تزل به حتى طلق أم زرع ) فأفاد السبب في رغبة أبي زرع فيها ثم في تطليقه أم زرع . قوله : ( فنكحتُ بعده رجلا ) في رواية النسائي ( فاستبدلت ، وكل بدل أعور ) وهو مثل معناه أن البدل من الشيء غالبا لا يقوم مقام المبدل منه بل هو دونه وأنزل منه ، والمراد بالأعور المعيب قال ثعلب : الأعور الرديء من كل شيء كما يقال : كلمة عوراء أي قبيحة ، وهذا إنما هـو على الغالب وبالنسبة ، فأخبرت أم زرع أن الزوج الثاني لم يسد مسد أبي زرع . قوله : ( سريا ) بمهملة ثم راء ثم تحتانية ثقيلة أي من سراة الناس وهم كبراؤهم في حسن الصورة والهيئة ، والسري من كل شيء خياره ، وفسره الحربي بالسخي ، ووقع في رواية الزبير . قوله : ( ركب شريا ) بمعجمة ثم راء ثم تحتانية ثقيلة ، قال ابن السكيت : تعني فرسا خيارا فائقا ، وفي رواية الحارث ( ركب فرسا عربيا ) وفي رواية الزبير ( أعوجيا ) وهو منسوب إلى أعوج فرس مشهور تنسب إليه العرب جياد الخيل كان لبني كندة ثم لبني سليم ثم لبني هلال ، وقيل لبني غني وقيل لبني كلاب ، وكل هذه القبائل بعد كندة من قيس ، قال ابن خالويه : كان لبعض ملوك كندة فغزا قوما من قيس فقتلوه وأخذوا فرسه ، وقيل : إنه ركب صغيرا رطبا قبل أن يشتد فاعوج وكبر على ذلك ، والشري الذي يستشري في سيره أي يمضي فيه بلا فتور ، وشرى الرجل في الأمر إذا لج فيه وتمادى ، وشرى البرق إذا كثر لمعانه . قوله : ( وأخذ خطيا) بفتح الخاء المعجمة وكسر الطاء المهملة نسبة إلى الخط ، صفة موصوف وهو الرمح ، ووقع في رواية الحارث ( وأخذ رمحا خطيا ) والخط موضع بنواحي البحرين تجلب منه الرماح ، ويقال : أصلها من الهند تحمل في البحر إلى الخط المكان المذكور ، وقيل : إن سفينة في أول الزمان كانت مملوءة رماحا قذفها البحر إلى الخط فخرجت رماحها فيها فنسبت إليها ، وقيل : إن الرماح إذا كانت على جانب البحر تصير كالخط بين البر والبحر فقيل لها الخطية لذلك ، وقيل : الخط منبت الرماح ، قال عياض : ولا يصح . وقيل : الخط الساحل وكل ساحل خط . قوله : ( وأراح ) بمهملتين من الرواح ومعناه أتى بها إلى المراح وهو موضع مبيت الماشية ، قال ابن أبي أويس : معناه أنه غزا فغنم ، فأتى بالنعم الكثيرة . قوله : ( علي ) بالتشديد وفي رواية الطبراني وأراح على بيتي . قوله : ( نعما ) بفتحتين ، وهو جمع لا واحد له من لفظه ، وهو الإبل خاصة ، ويطلق على جميع المواشي إذا كان فيها إبل ، وفي رواية حكاها عياض ( نعما ) بكسر أوله جمع نعمة ، والأشهر الأول . قوله : ( ثريا ) بمثلثة أي كثيرة ، والثري المال الكثيرة من الإبل وغيرها ، ويقال : أثرى فلان فلانا إذا كثره فكان في شيء من الأشياء أكثر منه ، وذكر ثريا وإن كان وصف مؤنث لمراعاة السجع ، ولأن كل ما ليس تأنيثه حقيقيا يجوز فيه التذكير والتأنيث . قوله : ( وأعطاني من كل رائحة ) براء وتحتانية ومهملة ، وفي رواية لمسلم ( ذابحة ) بمعجمة ثم موحدة ثم مهملة أي مذبوحة ، مثل عيشة راضية أي مرضية ، فالمعنى أعطاني من كل شيء يذبح زوجا ، وفي رواية الطبراني ( من كل سائمة ) والسائمة الراعية والرائحة الآتية وقت الرواح وهو آخر النهار . قوله : ( زوجا ) أي اثنين من كل شيء من الحيوان الذي يرعى ، والزوج يطلق على الاثنين وعلى الواحد أيضا وأرادت بذلك كثرة ما أعطاها وأنه لم يقتصر على الفرد من ذلك . قوله : ( وقال : كلي أم زرع ، وميري أهلك ) أي صليهم وأوسعي عليهم بالميرة بكسر الميم وهي الطعام ، والحاصل أنها وصفته بالسؤدد في ذاته والشجاعة ، والفضل والجود بكونه أباح لها أن تأكل ما شاءت من ماله وتهدي منه ما شاء لأهلها مبالغة في إكرامها ، ومع ذلك فكانت أحواله عندها محتقرة بالنسبة لأبي زرع ، وكان سبب ذلك أن أبا زرع كان أول أزواجها فسكنت محبته في قلبها كما قيل ما الحب إلا للحبيب الأول . زاد أبو معاوية في روايته ( فتزوجها رجل آخر فأكرمها أيضا ، فكانت تقول : أكرمني وفعل بي ، وتقول في آخر ذلك : لو جمع ذلك كله ) . قوله : ( قالت فلو جمعت ) في رواية الهيثم ( فجمعت ذلك كله ) وفي رواية الطبراني : ( فقلت لو كان هذا أجمع في أصغر ) . قوله : ( كل شيء ) في رواية للنسائي ( كل الذي ) . قوله : ( أعطانيه ) في رواية مسلم ( أعطاني ) بلا هـاء . قوله : ( ما بلغ أصغر آنية أبي زرع ) في رواية ابن أبي أويس ( ما ملأ إناء من آنية أبي زرع ) وفي رواية النسائي ( ما بلغت إناء ) وفي رواية الطبراني ( فلو جمعت كل شيء أصبته منه فجعلته في أصغر وعاء من أوعية أبي زرع ما ملأه ) لأن الإناء أو الوعاء لا يسع ما ذكرت أنه أعطاها من أصناف النعم ، ويظهر لي حمله على معنى غير مستحيل وهي أنها أرادت أن الذي أعطاها جملة أراد أنها توزعه على المدة إلى أن يجيء أوان الغزو ، فلو وزعته لكان حظ كل يوم مثلا لا يملأ أصغر آنية أبي زرع التي كان يطبخ فيها في كل يوم على الدوام والاستمرار بغير نقص ولا قطع . |
الساعة الآن 01:54 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com