![]() |
9 تابع / شرح : حديث أبي زرع
قوله : ( قالت الثامنة : زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب ) زاد الزبير في روايته ( وأنا أغْلِبه والناسَ يَغلب ) وكذا في رواية عقبة عند النسائي ، وفي رواية عمر عنده ، وكذا للطبراني لكن بلفظ ( ونغلبه ) بنون الجمع ، والأرنب دويْبَة لَيّنةُ المسّ ناعمة الوبر جدا ، والزرنب بوزن الأرنب لكن أوله زاي وهو نبت طيب الريح ، وقيل : هو شجرة عظيمة بالشام بجبل لبنان لا تُثْمر لها ورق بين الخضرة والصفرة ، كذا ذكره عياض ، واستنكره ابن البيطار وغيره من أصحاب المفردات وقيل : هو حشيشة دقيقة طيبة الرائحة وليست ببلاد العرب ، وإن كانوا ذكروها ، قال الشاعر : يا بأبي أنت وفوك الأشنب كأنما ذر عليه الزرنب وصفته بأنه لين الجسد ناعِمُه . ويحتمل أن تكون كنت بذلك عن حسن خُلُقه ولين عريكته بأنه طيب العرق لكثرة نظافته واستعماله الطيب تظرفا ، ويحتمل أن تكون كنت بذلك عن طيب حديثه أو طيب الثناء عليه لجميل معاشرته . وأما قولها ( وأنا أغلبه والناس يغلب ) فوصفته مع جميل عشرته لها وصبره عليها بالشجاعة وهو كما قال معاوية : ( يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام ) قال عياض : هذا من التشبيه بغير أداة ، وفيه حسن المناسبة والموازنة والتسجيع . وأما قولها : ( والناس يغلب ) ففيه نوع من البديع يسمى التتميم ، لأنها لو اقتصرت على قولها : وأنا أغلبه لظن أنه جبان ضعيف ، فلما قالت ( والناس يغلب ) دل على أن غلبها إياه إنما هـو من كرم سجاياه فتممت بهذه الكلمة البالغة في حسن أوصافه . |
الساعة الآن 07:39 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com