![]() |
من مناظرة الهمذاني مع الخوارزمي
قال لهما الشريف : انسجا على منوال المتنبي :
أرق على أرق ومثلي يأرق فابتدأ أبو بكر وكان إلى الغايات سباقاً وقال : فإذا ابتدهت بديهة يا سيدي : فآراك عند بديهتي تتقلق مالي أراك ولست مثلي في الورى : متموهاً بالترهات تُمخرق ونظم أبياتاً ثم أعتذر فقال : هذا كما يجيء لا كما يجب ، فقال البديع : قبلنا عذرك ، لكن رققت بين قافات خشنة ، كل قاف كجبل قاف ، فخذ الآن جزاء عن قرضك ، وأداء لفرضك : مهلاً أبا بكر فزندك أضيق : وأخرس فإن أخاك حي يرزق يا أحمقاً وكفاك تلك مصيبة : جربت نار معرتي هل تحرق ؟ فقال له أبو بكر : " يا أحمقاً " لا يجوز فإنه لا ينصرف . فقال البديع : لا نزال نصفعك حتى ينصرف وتنصرف معه ، وللشاعر أن يرد ما لا ينصرف ، وإن شئت قلت : يا كودناً ، ثم قولك في البيت يا سيدي ، ثم قلت تتقلق مدحت أم قدحت؟ فإن اللفظين لا يركضان في حلبة . إلى أن ... قام أبو بكر الخوارزمي وأشار إلى إلى البديع وقال : لأتركنك بين الميمات . فقال : ما معنى الميمات !؟ فقال : بين مهدوم ، ومهزوم ، ومغموم ، ومحموم ، ومرجوم ، ومحروم . فقال البديع : لأتركنك بين الهيام والسقام والسام والبرسام والجذام والسرسام . وبين السينات : بين منحوس ، ومنخوس ، ومنكوس ، ومعكوس . وبين الخاءَات : من مطبوخ ، ومسلوخ ، ومشدوخ ، ، ومفسوخ وممسوخ . وبين الباءات : بين مغلوب ، ومسلوب ، ومصلوب ، ومنكوب فخرج البديع وأصحاب الشافعي يُعظِمونه بالتقبيل والاستقبال ، والإكرام والإجلال ، وما خرج الخوارزمي حتى غابت الشمس ، وعاد إلى بيته وانخذل إنخذالاً شديداً . ------------ المصدر : معجم الأدباء / الحموي |
الساعة الآن 01:55 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com